كاظم الساهر.. تلميذ «نزار قبانى» غير النجيب

 
إيناس كمال

علاقة أمدية وطويلة تلك التى ربطت بين شاعر المرأة والرومانسية، شاعر القلوب السورى، نزار قبانى والذى يصادف اليوم 30 إبريل، الذكرى الـ19 لرحيله عن عالمنا والفنان العراقى كاظم الساهر من أكثر الفنانين العرب الذين تناولوا قصائد نزار قبانى فى الوقت الذى سرت موجة من الاعتراضات والتحفظات على أشعار نزار حتى أن البعض لقبه بـ"شاعر النهود".

ويعتبر النقاد "النهد" بدلالته كرمز لدى قبانى، لارتباطه الوثيق وتعلقه الشديد بأمه والتى قيل عنه أنه ظل يلثم ثدييها ويرضع منه حتى بلغ السابعة من عمره، إلا أن "نهود" قبانى ظلت رمزا ليس إلا، فى قصائده، ورغم الدلالة التى أراد بها قبانى أن يوصل معانيها بقصائده، إلا أن للفنانين الذى تناولوا قصائده لغنائها رأيا آخر، فرغم أن نزار لم يرضخ للضغوط التى كانت تحاوطه ليخفف من تلميحاته عن وصف أجساد النساء فى قصائده إلا أنه لم يستجب لها، وكانت الضغوط تطال المغنيين الذين تناولوا أغانيه فكانوا يستبدلون كل الكلمات محل الخلاف بأخرى، مثلما فعل العراقى كاظم الساهر، الذى سجل حتى الآن أكثر من 44 أغنية من شعر نزار.

وتتجلى علاقة الساهر الطويلة بنزار فى إنتاج وإفراز العديد من الألبومات، أبرزها "إنى خيرتك فاختارى" و"زيدينى عشقا" أنجح قصائد نزار وأغانى كاظم والتى نقلته إلى عالم آخر من الشهر مطلع الألفية، كذلك أغنية "مدرسة الحب" و"الحب المستحيل" و"عيد العشاق" التى أعلن بها الساهر عودته لغناء قصائد نزار بعد توقف دام لعدة سنوات، وأغنية "لجسمك عطرٌ خطير النوايا" الأغنية الوحيدة التى أبقى الساهر على كلماتها المثيرة للجدل من نزار دون أن يمسها "شبح التغيير" الذى طال كافة أغنيات الساهر السابقة.

ويُحسد "الساهر" لإبقائه على كلمات القصيدة والتى يقول ملطعها " لجسمك عطرٌ خطير النوايا، يقيم بكل الزوايا، ويلعب كالطفل تحت زجاج المرايا يعربش فوق الرفوف، يجلس فوق البراويز، يفتح باب الجوارير ليلاً، ويدخل تحت الثياب، لجسمك عطرٌ به تتجمع كل الأنوثة، وكل النساء، يدوخنى، يذوبنى، ويزرعنى كوكبًا فى السماء".

وفى أغانى الألبوم الجديد، اختار الساهر بعض القصائد الجريئة لقبانى مثل قصيدة "الشجرة"، ولكنه بدل وغيّر العديد من كلماتها لتفقد معناها الأصلى الذى أراده لها قبانى فاستبدل الساهر لازمة القصيدة التى قالها قبانى بنهاية كل مقطع للدلالة على مرور زمن، بلازمة مستوحاة من الكلمات لا تحمل أى معنى.

ففى حين كانت لازمة قصيدة قبانى "كونى السم، كونى الأفعى، كونى السحر كونى السحرة، غني، ابكي، عيشي، موتي، كى لا يُروى يوماً عني، أنى كنت أعانق شجرة"، فأصبحت اللازمة فى أغنية الساهر كالآتى "كونى القوة، كونى النمرة، غني، ارقصي، عيشي، جني".

وكما تلاعب الساهر فى عدد من قصائد قبانى التى كانت تضفى الصبغة النزارية له وتميزه عن أى شاعر آخر، فى ألبومه الأخير للساهر والذى احتوى 11 أغنية له من كلمات قبانى وألحانه وتوزيع ميشال فاضل. يبدو أنّ كلمة الـ"عبادة" من المحرمات فى الأغنيات كما كانت فى أغنية قارئة الفنجان "من مات على دين المحبوب" التى استبدلها حليم بـ"من مات فداءً للمحبوب"، أيضا أبدل الساهر كلمة "عبادة" فى أغنية "الرسم بالكلمات" لتحلّ محلّها كلمة "محبّة"، ليغنّى كاظم" "جرّبتُ ألف محبّة ومحبّة فوجدتُ أفضلها محبّة ذاتي"، فى حين أنّ نزار كتب بكبرياء "جرّبت ألف عبادة وعبادة فوجدت أفضلها عبادة ذاتى".


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر