بعد 70 عاما من وفاة الزعيم الهندى الشهير المهاتما غاندى، والذى يحتفل العالم بمئويته فى أكتوبر المقبل، لما عرف عنه من التسامح والزهد وأنه أحد أكبر الداعين للسلام فى القرن العشرين، أصدرت محكمة أفريقية بدولة مالاوى حكمًا يعتبر الزعيم الهندى عنصريًا، وأمرت بإيقاف تشييد تمثال له بعد أن اتهمه نقاد بالعنصرية.
جاء ذلك بناءً على دعوة تقدمت بها مجموعة تسمى نفسها "غاندى يجب أن يسقط" لإيقاف العمل فى بناء التمثال، معتبرة التصريحات حول تشييد تمثال للزعيم الهندى يثير الاشمئزاز، وقالت المجموعة فى دعوتها، "كوننا أناسا سود البشرة، فقد دعت مثل هذه التصريحات إلى الشعور باشمئزاز واحتقار غاندى"، وفقا لما نقله تقرير نشرته شبكة "BBC" البريطانية.
ولم تكن هذه المرة الأولى الذى تقدم إحدى الدول الأفريقية على هذا الموقف تجاه الزعيم الهندى، المعروف عنه أنه أحد أكبر دعاة السلام فى القرن العشرين، حيث أقدم رجل جنوب أفريقى على تشويه تمثاله الذى يصفه الهنود بأنه "أبو الأمة" بعدما طلاه باللون الأبيض، فى إشارة إلى موقف المهاتما غاندى، المتسامح مع المواطنين البيض، والمناهض للسود الأفارقة، إبان فترة الفصل العنصرى فى البلد الأفريقى.
كما رفعت دولة غانا تمثالا للمهاتما غاندى كان موجودا بجامعة "أكرا" بسبب تصريحات عنصرية أدلى بها فى بدايات حياته، بعدما أقدم عدد من طلاب وأساتذة الجامعة الغانية على إزالة تمثال "غاندى" من ساحة الجامعة، بحجة أنه أدلى بتعليقات عنصرية عن الأفارقة، وأن التماثيل التى تنصب بحرم الجامعة فى أكرا يجب أن تكون لأبطال أفارقة، حسبما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء.
وكان كتاب صدر تحت عنوان "الروح العظيمة: مهاتما فى الهندية" تأليف جوزيف ليليفيلد رئيس تحرير نيويورك تايمز سابقًا، حيث زعم الكتاب أن غاندى كان يحمل أفكارًا عنصرية تجاه السود فى جنوب أفريقيا، حيث نقل كلمة على لسان الزعيم الهندى، أثناء وجوده فى جنوب أفريقيا، قال فيها: "نتفهم عدم تصنيفنا مع البيض، لكن وضعنا فى المرتبة نفسها مع السكان الأصليين، هذا أمر لا يطاق، فهم غير متحضرين بطبعهم".
فى عام 2015، صدر كتاب بعنوان "غاندى الجنوب أفريقى: حامل نقالة الإمبراطورية" تأليف الأكاديميين آشوين ديساى وغلام فاهيد، أكد أن غاندى أثناء وجوده فى حنوب أفريقيا، كان شغله الأكبر هو الدفاع عن حقوق الهنود، ولم يهمه حقوق السود من سكان البلد الأصليين، حيث قال: "المشكلة ستستمر طالما يختلط الهنود بالأفارقة فى المستشفيات دون تمييز"، متهما المهاتما الهندى بأنه تعاون مع المستعمر البريطانى لتعزيز نظام الفصل العنصرى.
وبحسب ما ذكرته موقع " Broadly" الأمريكى، فإن غاندى كان يستخدم كلمة "كافر"، عند وصفه السود، فى إهانة صريحة لمواطنى جنوب أفريقيا الأصليين، والحط من قدرتهم، مشيرا إلى الزعيم الهندى كان يصف أيضا السود هناك بـ"الهمج"، بل وطالب بضرورة طرد السود من هناك، وأن يعم الجنس الهندى البلاد السمراء.
التقرير لم يكتف بذلك بل أكد أن غاندى كان يحتقر المرأة ويعتبر السيدة "الحائض" ذات روح مشوهة، ومن تستخدم موانع الحمل امرأة عاهرة، واستشهد الموقع بواقعة أن أحد الشباب تحرش بفتاتين فعاقب الفتاتين، معتبرا أن المرأة مسئولة عن إثارة الرجال جنسيًا كون الرجال غير قادرين على التحكم فى غرائزهم.