يومان فقط هما ما يفصلان جمهور المزيكا المغربى عن انطلاق فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان فيزا فور ميوزيك، الذى يشهد أكثر من 52 حفلة على مدار أربعة أيام متتالية.
وتحتضن ساحة قصر تازى، أحد أبرز القصور المغربية العريقة ذات الطراز الأندلسى الزخرفى، فى العاصمة الرباط 21 حفلة غنائية من أصل الخمسين حفلة التى يشملها الكرنفال، كما يحتضن فى ساحته عروض "المعرض والسوق الموسيقى" الذى يشمل "مقرات" و"خيم" لكافة روتد مجال الموسيقى العالمية من منتجين ومنظمى حفلات ورؤساء مهرجانات ومديرى كيانات ثقافية لاستعراض عملهم أمام بعضهم البعض بهدف تبادل الخبرات الموسيقية وتبنى المواهب الموسيقية من حول العالم.
ويشهد مسرح ساحة القصر 21 حفلة موسيقية لتجارب عالمية من الداخل المغربى واليونان وغينيا وبوركينا فاسو وكوت ديفوار. منقسمة على جزئين، 9 حفلات ليلية تبدأ من الثامنة مساء وحتى السهرة، منها مجموعة شلبان التى وضع حجر أساسها سعيد تيتشيتى القادم من منطقة كلميم المغربية، ويتضح فى رؤيته الموسيقية تأثره الكبير بموسيقى البلقان، ويقدم مزيجًا بين روح الفلكلور البلقانى بمزيج من تأثيرات موسيقية عصرية بلمسات ترتكز على الإيقاعات، مع إطلالة المغنى الغينى كوايتى سورى الشهير بلقب بوتى كانديا، والذى يقدم مزج موسيقى معتمد على مزيكا الماندينغو مع خليط من الأفرسمان ميوزيك.
كما يحتضن المسرح مشاركة الفرقة المختلطة مبوكا، والتى تجمع مجموعة موسيقيين من أربع دول متفرقة، المغرب ومالى والسنغال وساحل العاج، واستحوت اسمها من ترجمتها باللغة الأصلية لكلمة "الوصل" أو "القرابة" أى ماتعنيه قوة الرابطة الموسيقية التى تجمع بينهم وبين تلك القرية فى لينغالا حيث المنشأ والبداية، وتقدم مزيجًا موسيقيًا بين رؤى وتراث تلك البلدان الأربع، بلمسات من الجيتار والبالافون والغيمبرى والإيقاعات، إضافة إلى حفل الفرقة الكندية ذا بروكس القادمة من مونتريال، مع مشاركة خاصة للمطربة المغربية أسماء حمزاوى، تقدم عبر مشروعها الموسيقى "بنات تمبكتو" مزيجًا موسيقيًا من الشعر والرقص المتوارث من احتفالات الأجداد القدامى ولكن بشكل أبعد قليلًا عن التقليدية، وبرؤية أكثر عصرية وتطورًا، بالاتكال على عزف "القمبرى"، آلة العود الشهيرة ذات الثلاثة أوتار، وتعتبر نفسها خليفة فخورة لأبيها، المعلم رشيد الحمزاوى.
فى حين يشهد مسرح القصر أيضا 12 حفلة مختلفة فى وقت مبكر ما قبل السهرة تبدأ فى الخامسة مساء، أبرزها الفرقة المغربية ملال، القادمة من بلاد الأطلس الكبير جنوبى شرق المغرب، تسعى لإعادة تقديم روح الموسيقى الأمازيغية بإيقاعاتها وتراثها برؤية موسيقى عصرية بالاتكال على الموسيقى العالمية، بلمسات من الجاز والبلوز والريجي، والموسيقى التركى سيركان اويار، ويقدم توليفة موسيقية من الفلكلور الموسيقى التركى مع لمحات من طعم الصوفية فى الأداء الغنائي، بالاتكال على آلات الساز والفلامنكو جيتار والبزق، إضافة لحفل الموسيقى المغربى هشام ماسين، وفرقة موسيقية قادمة من كوريا، تجمع جنسيات مصرية وكورية ومغربية، وضع حجر أساسها عمر ووائل بعد هجرتهم من بلدهم الأم المغرب ومصر واستقرا فى كوريا، ليجمعا شغفهما بين كتابة الأغانى لعمر وإيقاعات وألحان وائل، مع لمسات عازف الجيتار الكورى أوه جينو وبيز جيتار تيهيون، لتتجسد رؤيتهم الموسيقية بشكل أكثر توازنًا، جامعة بين تأثرهم بفلكلوريات شمال أفريقيا من حيث نشأوا، مع مزيج من الموسيقى العالمية العصرية.