وأكدت الكاتبة البريطانية إيفا وايزمان، فى مقال بالصحيفة، أن هذه القضية شغلت حيزا كبيرا من اهتمام عالم البيزنس عام 2018؛ وبالنسبة لجيل من الفتيات كن يشاهدن أمهاتهن تقضين ساعات الصباح فى محاولة لتخفيف الأفخاذ أمام برامج الرياضة على الشاشات، لم يعد الأمر كذلك هذه الأيام فى ظل ثورة الإعجاز.
ونبهت وايزمان إلى أن الصورة الذهنية للجسم المثالى شهدت تغيرا مع كل عِقد من عقود القرن المنصرم – وتراوحت تلك الصورة ما بين جسم ممشوق فى عِقد وجسم ملىء بالمنحنيات فى عِقد آخر.
كيرفى
وبحسب الكاتبة، فإن موضة بروز وانحسار أجزاء من الجسد هى أمر تابع للهوى العام السائد فى كل وقت من موضة الصدور المحدبة فى حقبة العشرينيات والتى كانت تَنشد الحرية من مشدّات الصدر، إلى النهد البارز فى حقبة الثلاثينيات، إلى الاهتمام بالسيقان فى الأربعيينيات، مرورا بأنوثة مارلين مونرو الحسية إلى الاهتمام بالقوة العضلية فى الثمانينيات، والعظام القوية فى التسعينيات، ومع قدوم الألفية كانت النحافة المفرطة لكن مع نهد بارز حيث مارلين مونرو معدّلة نحيفة البطن.
ونوهت صاحبة المقال أنه وفى عام 2010، شهدت عمليات تكبير الصدر فى المملكة المتحدة زيادة فى الإقبال بنسبة 10%؛ ثم جاءت حِقبة الأعجاز.
وقالت وايزمان إنها تحدثت عام 2012 إلى مجموعة من النساء فى العشرينيات من العمر حول الضغط الذى تمارسه وسائل الإعلام لتغيير صورة القوام؛ وبدلا من الحديث عن النحافة المفرطة، فإنهن تحدثن عن الرغبة فى الظهور بمظهر حسى قائلات: "كل واحدة ترغب فى امتلاك قوام كيم كارديشيان (نجمة أفلام الواقع) وليس كيت موس عارضة الأزياء الإنجليزية؛ وأكدن حرصهن على امتلاك منحنيات لا عظام بارزة.
ورأت الكاتبة أن ذلك التوجه النسوى الحالى صوب المنحنيات يبدو تطورا إيجابيا، بعيدا عن عادات الأكل المضطربة ومحاولات التحكم فى الوزن المحفوفة بالخطر.
وفى 2014، انتقل التركيز إلى عمليات رفع المؤخرات وزراعتها الأكثر والأسرع انتشارا فى عالم جراحات التجميل، لاسيما فى أمريكا حيث ارتفعت بنسبة 58% مقارنة بعام 2012.
وأشارت الكاتبة إلى أن هذا النوع من الجراحات يتكلف ما بين 3 إلى 8 آلاف جنيه استرلينى، مضيفة أنه ليس جرّاحو التجميل وحدهم القادرون على ادعاء أن بإمكانهم تمكين المرأة؛ فها هن من كانت أجسامهن مرفوضة على مدى عقود، باتت مسايرة لموضة فيما عرف عنه بالأجسام الكيرفى.
وعلى الرغم مما تثيره عناوين الوفيات الناجمة عن جراحات تكبير المؤخرات، إلا أن تلك العناوين الصادمة لا تُثنى النساء عن الهوس بالتغيير وفق ما تقتضيه صيحات الموضة.
وأكدت صاحبة المقال أن النساء لن ترضين أبدا عن أجسادهن، لاسيما فى ظل استمرار تغير القوام المطلوب تبعا للموضة؛ كأنهن فى حرب دائمة مع أنفسهن – باحثات عن النحافة حينا وعن الامتلاء حينا آخر مستفيدات من التطور التكنولوجى المستمر.