عرفناها الدلوعة المحبوبة الجميلة، وأحببناها فى أدوار التلميذة والحبيبة والزوجة والأم، عشقنا صوتها وهى تغنى للحب والابن والأمومة والوطن وحلقنا معها إلى السماء وهى تتغنى فى حب الله ورسوله، هكذا عرفنا الفنانة الراحلة شادية حبيبة الملايين ومعشوقة الجماهير، لكن تظل جوانب أخرى فى حياتها ربما تكون أكثر جمالا وحبا وملائكية قد لا يعرفها الكثيرون عن محبوبتهم الجميلة يتحدث عن جانب منها نادر عماد حمدى إبن الفنان عماد حمدى الذى تزوج شادية عام 1953 واستمر زواجه منها لمدة 3 سنوات.
يكشف نادر عماد حمدى لـ"عين" عن وجه آخر للراحلة الجميلة، فكيف كانت صفات شادية "مرات الأب"، وكيف تعاملت مع ابن زوجها سواء أثناء زواجها من الفنان عماد حمدى أو بعد طلاقها منه وحتى بعد وفاته.
وكان الفنان عماد حمدى، متزوجًا قبل زواجه من شادية بالفنانة فتحية شريف بطلة فرقة الريحانى وأنجب منها ابنه نادر.
وقال نادر عماد حمدى: «والدى تزوج والدتى عام 1945 وأنجبنى بعد 3 سنوات من الزواج الذى استمر حتى عام 1953، وفى هذا العام أثناء مشاركة أبى فى قطار الرحمة، تعرف على الفنانة شادية وتزوجها، ورفضت والدتى الاستمرار معه، فطلبت الطلاق وانفصلا وعمرى 4 سنوات».
وتابع: «كانت ماما شادية إنسانة راقية وحنونة، وكانت تعاملنى معاملة طيبة وكأنها أمى وتحنو على عندما كنت أزور أبى فى طفولتى أثناء فترة زواجهما ».
وأضاف: «استمر الزواج بين والدى وماما شادية لمدة 3 سنوات، ووقع الطلاق بينهما عام 1956، بسبب غيرة والدى الشديدة عليها، وقد يكون ذلك بسبب فارق السن بينهما، وبعد انفصالهما انقطعت علاقتى بها حتى عام 68».
يشير نادر عماد حمدى إلى أن التعاون الفنى بين والده وشادية توقف لفترة بعد الانفصال، ولكنهما عادا ليعملا معا عد فترة بفضل تدخل المخرج حلمى رفلة، الذى كان صديقا لهما، وبالفعل عملا معا فيما يقرب من 16 فيلمًا بعد طلاقهما».
وعن علاقته بشادية بعد طلاق والده منها، قال نادر عماد حمدى: «كان والدى يشاركها بطولة فيلم عن السد العالى وكان التصوير فى أسوان، وكنت فى السنة الأولى بمعهد سينما وذهبت مع والدى، وقابلت «ماما شادية» وكانت وقتها متزوجة من صلاح ذو الفقار، وذهبت لأسلم عليها، فسألها والدى: «تعرفى ده مين؟»، وعندما عرفتنى احتضتنى بشدة وفرحت لرؤيتى».
وأضاف: «أول ما شافتنى فى قالتلى تعالى نكلم ماما، أنا متوقعة منها أى حاجة ولو شتمتنى مش هزعل»، وبالفعل تحدثت مع أمى، وقالت لها سامحينى، ووالدتى قدرت هذه المكالمة جدًا واستمرت علاقة الصداقة بينهما منذ سنة 68 حتى توفيت والدتى سنة 83".
وتابع: «كانت ماما شادية تزورنا فى البيت وتدعونا فى بيتها، وتصنع لها أمى الطعام الذى تحبه، وكانت تقولى لى دائمًا اعتبرنى ماما ولو احتجت أى حاجة كلمنى ".
وبحب جارف يكمل ابن الفنان عماد حمدى حديثه عن شادية "مرات الأب"، قائلا: فعلًا وقفت إلى جوارى فى كل أزماتى وأدين لها بالفضلطوال حياتى، كنت أشكو لها عندما أغضب من والدى أو أريد منه شيئا وكانت تكلمه، وكان والدى يحترم كلمتها وينفذ ما تطلبه».
تبدو الدموع فى عينيه وهو يتذكر حنانها:«ماما شادية كانت شيلانى لمدة 20 سنة من الألف للياء، وقفت إلى جوارى فى أزماتى الصحية وعندما أجريت عملية القلب مرتين، وعندما مرضت زوجتى بالسرطان، وبعد وفاة زوجتى كانت تزورنا وتصطحب أبنائى معها وتشترى لهم ملابس وهدايا، ولولاها لم أكن أستطيع استكمال حياتى».
وأضاف: « أبويا لم يترك لى شيئًا لكن ماما شادية كانت أبويا وأمى، وكانت أحن من أبويا عليا وعملتلى اللى أبويا ماعملهوش»، وكانت تقول لى دائمًا: «انت ابنى وماتترددش فى الاتصال بيا فى أى وقت، وكانت تعرفنى من نبرة صوتى، وبمجرد أن أتحدث معها تعرف أننى أعانى من أزمة، ولا تهدأ إلا بعد أن تساهم فى حلها، وظلت علاقتى بها حتى آخر يوم فى حياتها».