ويعد سبيل أم محمد على الصغير، من أحد أشهر وأهم الأسبلة الآثرية فى القاهرة، التى تعود لعهد الأسرة العلوية حكام مصر الحديثة، ويقع سبيل أم محمد على الصغير، فى شارع الجمهورية، فى مواجهة مسجد الفتح، الذى أمرت بإقامته السيدة زيبا قادرين بنت عبدالله، المعروفة بأم محمد على الصغير ابن محمد على باشا الكبير، وذلك خلال العام 1867، وكان هذا السبيل صدقة على روح ابنها الأمير محمد على المتوفى عام 1861م، حيث كانت الأسر الثرية فى ذلك الوقت تبنى الأسبلة لخدمة الفقراء لأنهم لا يستطيعون شراء الماء.
وبنى السبيل على الطراز العثمانى، وصمم على شكل نصف دائرة، والسبيل مليئ بالنقوش واللوحات الرخامية والنحاسية، ووجهته يكسوها الرخام الأبيض وبها أشكال هندسية تشكلت منها أبوابه ذات الزخارف الإسلامية والنقوش الموجودة على حوائطة، كما ثبت عليه لوحتين من النحاس يسجلان تاريخ السبيل، كذلك توجد على جانبى الشبابيك لوحتان من الجص المحلى بزخارف نباتية وهندسية على يسراهما ثمانية أبيات شعرية، وعلى يسراهما لوحة تأسيسية ذات كتابات تركية من ثمانية أسطر، حيث نقشت والدة محمد على اسمه فى هذه اللوحة عرفانا منها ببره وإحسانه آملة أن تنعم معه بدعوات الخير والأجر والجزيل من الله عز وجل، ويعلو السبيل فى الطابق الثانى كتاب لتعليم الأطفال القراءة والكتابة، ويضم شرفة خشبية بها ثلاثة شبابيك، وتنتهى الواجهة بأعلى بصف من الشرفات المحمولة على هيئة الورق النباتى والخماسى.
وكان يضم السبيل العديد من الآبار ذات الماء النقى الذى يصب فى أكواب نحاسية ويقدم للمارة، كما كانت الخيول تصطف على جوانب السبيل ويقدم لها مياه الشرب، ويُذكر أن سبيل أم محمد على الصغير تعرض فى يونيو الماضى، لحريق جزء صغير من السقف الخشبى للجناح الأيمن لمبنى الكتاب الموجود بالدور العلوى للسبيل، إثر نشرب حريق فى مبنى مجاور، وقد تمت السيطرة على الحريق واخماده فورًا، وشكلت وزارة الآثار لجنة لمتابعة الموقف آنذاك.