"أشكر جروح من غيرها ما كنت زمانى في مكانى، عجبى على نهاية طريق يبدأ طريق تانى".. اختارت فرقة مسار إجباري هذه الكلمات المفعمة بجرعات مركزة من الوجع والأمل فى نفس الوقت لتكون مسك ختام رحلتها الغنائية خلال ألبومها الجديد "الألبوم"، الذى خطفت به مسامع جمهورها فى رحلة سماعية على مدار 10 أغنيات حملت كل منها شخصية وتيمة موسيقية مغايرة أعادها للساحة بعد غياب 3 سنوات عن ألبومها الأخير "تقع وتقوم".
"الناس فضلت تسألنا الألبوم فين وفين الألبوم يا مسار فسميناه كده".. هكذا اختزل أيمن مسعود عازف الكيبورد بالفرقة سبب تسمية مسار لألبومها الجديد بـ"الألبوم"، كمسمى مباشر وغريب وغير معتاد فى نفس الوقت، إثر اعتباره يأتي بعد انتظار دام أكثر من عام كامل عقب إعلان الفرقة لأول مرة عن "تسجيلها" أغنياته فى أكتوبر من العام الماضى، وكان من المفترض أن يظهر نهاية العام، لكنه ظل طي التأجيل عدة مرات، مع دخول إجازة نصف العام وموسم رمضان وموسم كأس العالم الذى قتل "حماسة الصيف الغنائية"، لتتعالى فى الأفق هاشتاجات من الجمهور مطالبة الفرقة بالكشف عن الألبوم بعد وصول حدود الانتظار لما يقارب الملل أحيانًا، لتقرر الفرقة بنفسها الخروج عن صمتها ومشاركة جمهورها "تريند الألبوم فين"، والكشف رسميًا عن "نية صدوره قريبًا".
وبعد حملة تسويقية اجتاحت منصات السوشيال ميديا لما يقارب الشهر ونصف منذ بداية أكتوبر الماضى، مفادها "الألبوم فين"، وأرفق ذلك الوسم بعدة صور تشويقية للفرقة و"بوستات" غير مفهومة تدل عن اقتراب صدوره، حتى ظهر للنور رسميا عبر منصة أنغامى، حاملًا فى جعبته 8 أغنيات جديدة وأغنية قديمة نسبيًّا صدرت العام الماضى بشكل كليب أرفقتها الفرقة تبعيًا لأغنيات الألبوم وهى "مطلوب حبيب"، بجانب أغنية "مساومات" التى ظهرت للنور للمرة الأولى فى شهر إبريل المنصرم، واعتبرت آنذاك أولى بشائر الألبوم الذي حمل، فيما مضى اسمًا مبدئيًّا على اسمها "مساومات"، ولكنها قررت الاتكال على "ركوب التريند" الجماهيرى وتغيير اسمه فى اللحظة الأخيرة إلى مسمى "الألبوم".
10 أغنيات و10 شخصيات ربما يكون الوصف المختزل لحالة الألبوم والذي قررت خلاله الفرقة أخذ أذهان الجمهور فى رحلة سماعية ومرئية عبر حكايات كل أغنية تلو الأخرى، بداية من نصيحة "اوعى تضايق نفسك" التى جسدتها الفرقة فى أغنيتها الأولى "للحزن أصول"، والتى لخصتها بشكل مباشر فى كوبليه "من وقت لوقت ابقى اطَّمن على قلبك لو مر بأزمة، شيل منه الناس اللى باعوك وخلاص مبقاش ليهم لازمة"، لتتبعها فورًا بجرعة رومانسية مركزة عبر أغنية "فاكرة" والتي أعادت خلالها حنين جمهورها لرائعة "زيك أنا مقسوم ما بين الضفتين، ببعد ساعات وساعات يرجعنى الحنين" التى ظهرت فى ألبومها السابق "تقع وتقوم" ورومانسية أغانيها الأقدم والأشهر "بقيت حاوي" و"أنا هويت"، ولكن هذه المرة بتوليفة عاطفية أكثر لطفًا، بكلمات "ساعات نلف، ساعات نطوف نحكي الحكاوي بالألوف وما ننسَهاش".
كما ضم الألبوم فى جعبته أول دويتو لفرقة مسار إجباري يجمعه معا ثنائي فرقة MTM تاكي ومايكي عبر أغنية "كائن فضائي"، فى أول تجربة ثنائي تقدمها مسار فى ألبوم، مع خلقها حالة من الجدل و"انقسام الآراء" إن جاز التعبير وسط الجمهور حول تعاونها مع الراقصة المهندسة إيمي سلطان فى تجسيد حالة أغنية "وهيعمل إيه صياد لو حتى كان شاطر"، فرغم براعة "رقصاتها الهندسية" فى إضفاء لمسة "هندسة" لروح الأغنية الإيقاعية المبهجة إلا أن مشاركتها أثارت حفيظة قاعدة كبيرة من جمهور الفرقة "الملتزم" ممن وجدوا ظهورها "ملوش لازمة" و"الأغنية حلوة من غيرها"، نظرًا لرقصاتها "المثيرة"، بجانب تقديم مسار لونًا موسيقيًا غير معتاد بالمرة خلال أغنية "نضرنى زين" التى حملت بين طياتها "حالة بدوية" اعتبرت واحدة من أكثر أغنيات الألبوم تميزًا بـ"ستايلها الموسيقى"، وتركيبتها الشعرية غير المألوفة بين عشرات الأغاني المعروفة للفرقة، "نضرني زين وحققني بنظرة عين، غرقني ما بين البين، دوقني شفايف تين".
وقبل نهاية الرحلة بمحطتين قدمت مسار توليفة "نصايح مباشرة" لمستمعيها عبر أغنية "ماتحاسبش" تمحورت أغلبها حول مفاهيم "ما تحاسبش حد تاني قبل ما تحاسب ضميرك"، و"الحياة ما فيهاش ملايكة وانت مسئول عن مصيرك" و"الدموع مش حزن دايمًا والسعادة مش في ضحكة"، والتى اتخذتها بالفعل كلمات للأغنية، وتعاونت الفرقة مع نخبة من الشعراء الشباب خلال الألبوم، منهم محمد إبراهيم ودعاء عبد الوهاب وأحمد الراوي وممدوح فوزي وحازم جمال بجانب آمار مصطفى التى كتبت من قبل أشهر أغاني مسار مثل "اقرا الخبر" و"أوقات" و"يا رب"، بينما تولى إخراج الكليبات المخرج تيمور تيمور ومدير التصوير عمر أبو دومة ومصممة الأزياء آمنة شنداويلي، وجربت خلالها تقديم فكرة "الميوزيك سيشن" أي ما يشبه البروفة الموسيقية ولكن بالاتكال على تغيير الخلفيات المرئية في لوكيشن التصوير، وحبذت أن تترك نهاية "حكايات الألبوم" مفتوحة دون وضع كلمة "النهاية" وإسدال التتر، عبر أغنية "نهايات الحكاوى" التى مزجتها فى الفيديو كليب بأغنية أخرى "طريق تاني"، نظرًا لكون الأغنيتين "يكملان بعضهمها البعض" من حيث المعنى، واختتمتها بكوبليه "عجبي على نهاية طريق يبدأ طريق تانى"، كنوع من الأمل فى بدايات جديدة مهما طالت الرحلة ومهما اختلفت "حالاتنا النفسية" على مدار العمر، بين "الوجع" و"المساومة" و"العشق" و"الانخداع" و"الأمل" ومثلت كل كلمة منها "ملخصًا" لكلمات أغنية من أغانى اللألبوم.