وتابعت، فى تصريحات لـ"عين": "فى إحدى المرات دخلت عليه وظللت أنظر فى وجهه، فإذ به يباغتنى "بتبصّى لى كدا ليه؟" فضحكت وقلت له أنت أكيد بتشوف يا أبو السيد ومخبى علينا".
الشيخ سيد مكاوى مبدع الفن وصاحب الروائع الموسيقية التى لحنها بل وغنى بعضها ومنها "ماتسيبنيش أنا وحدى"، "وحياتك يا حبيبى ريح قلبى معاك"، وسلسلة روائع المسحراتى التى وصف فيها حياتنا وقدمها بالتعاون مع الشاعر فؤاد حداد، كما قدم معه رائعته الأرض بتتكلم عربى، فضلًا عن روائعه مع صديق عمره صلاح جاهين، ومنها أوبريت الليلة الكبيرة، وأغنية هنحارب، والدرس انتهى لموا الكراريس، والرباعيات، وإبداعاته مع عمالقة الطرب، أم كلثوم وليلى مراد ووردة وفايزة احمد، وشادية وصباح ونجاة وسميرة سعيد وغيرهم.
فقد الشيخ سيد مكاوى - المولود عام 1928 لأسرة فقيرة فى حارة قبودان بالسيدة زينب - البصر وهو طفل بعد إصابته بالتهاب فى عينيه، فعالجَته والدته بالطب الشعبى نظرًا لضيق الحال، حيث وضعت مسحوق البُنّ فى عينيه، ففقد بصره بالكامل.
وكان الشيخ سيد مكاوى يتميز بخفة الظل وروح الدعابة حتى فى أصعب أزماته، فكان يتندر لى هذه الواقعة رغم مرارتها وهى يحكيها قائلا: "مش كانوا يحطُّوا لى شاى أظرف؟"، وبعد فقد بصره أرسلته والدته ليتعلم القرآن فى الكتاب، فحفظ القرآن كاملًا، ثم توفى والده فاضطر أبى إلى إعالة الأسرة المكونة من والدته و5 إخوة وأخوات، حيث عمل مقرئًا ومنشدًا فى الموالد، ثم بدأت ميوله الفنية ومشواره الفنى كمطرب وملحن.
وبعد شهرته الفنية الواسعة عرضت عليه الدولة فى عهد عبد الناصر السفر لإجراء جراحة فى الاتحاد السوفيتى، وكانت وقتها بدأت عمليات زراعة العيون ولكنه رفض.
وعن هذه الواقعة قالت ابنته أميرة سيد مكاوى: "عندما سألت والدى عن السبب قال لى: "شوفى يا ستِّى، الخيال ده حاجة جبارة، أنا بتخيَّل كل حاجة، يعنى أنا متخيل الشجرة حاجة، أفتح ألاقيها حاجة غيرها؟ أتصدم فيها ليه؟ الحمار مثلًا أفتح ألاقيه حاجة تانية، أقوم أزعل منه وأنا بحبه؟"، مؤكدة أنه كان يرفض أن يخرجه أى شىء عن عالمه وخياله حتى وإن كان استعادة بصره.