فى تصريحات عام 2017 لـ "عمر" حفيد عمر الشريف اعترف فيها أن جده قال له "لن تستطيع العمل فى هوليوود إذا لم تكن تتقبل اليهود أو المثليين جنسيا"، وذلك فى بداية محاولات الحفيد لدخول مجال الفن فى هوليوود، ويبدو أن تلك النصيحة يجب أن تكون فى اعتبار كل من يعملون فى الحقل الفنى هناك حتى من غير العرب، لسنوات عدة تعاملت إدارة جوائز الأوسكار بكثير من العنصرية والتمييز ضد أصحاب البشرة الملونة والنساء وغيرها من أشكال التمييز وبذلت الإدارة مجهودا جبارا للتنصل من تلك التهمة لكن يبدو أن خيبات الأمل لا تزال تتوالى رغم التنوع، الذى شهدته إدارة الأوسكار بعدما ضمت إلى لجنتها العديد من نجوم الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث انضمت النجمة الفلسطينية هيام عباس والمخرج اللبنانى زياد دويرى والمخرجة الفلسطينية أن مارى جاسر والمخرجة نادين لبكى والمخرج المصرى محمد صيام والنجمة الجزائرية صوفيا بوتيلا والموسيقى المصرى ياسر حامد، والمنتج التونسى سعيد بن سعيد والتونسية درة بوشوشة.
أقول خيبات الآمل لأن التوقعات كانت مع أن إدارة الأوسكار أصبحت أكثر وعيًا وأقل عنصرية وتميز، لكن يبدو أن الأمر ليس كذلك، فالنجم الأسمر كيفن هارت أعتذر عن تقديم حفل الأوسكار، وذلك بعدما انذرته إدارة الأوسكار وهددته وخيرته ما بين الاعتذار لمجتمع المثليين عن التغريدات المناهضة لهم التى سبق وأن كتبها هارت قبل 10 سنوات مضت أو استبداله بمقدم آخر للحفل، وهو ما دفع هارت للاعتذار حتى لا يكون مصدر تشتيت فى ليلة يجب أن يسعد صناع السينما بها ولا يخوضوا فى الكثير من اللغط، الذى من الممكن أن يدور بسبب مواقفه السابقة المناهضة لمجتمع المثليين.
هارت أوضح أن تلك التغريدات كانت قبل سنوات مضت وأن آراءه تغيرت مقدما الاعتذار لمجتمع المثليين على حديثه عنهم، الذى ربما افتقد الكثير من الكياسة، ولكن يبقى إنذار إدارة الأوسكار لهارت والضغط عليه، أما الاعتذار أو استبدالها ممارسة عنصرية فى حد ذاته فإذا كانوا يريدون من هارت أن يتقبل الآخر وهم مجتمع الشواذ فلماذا لا تقبل الإدارة هى الأخرى، وتحترم رأى مخالف لقناعتها حتى لو هذا الرأى تغير مع الوقت، لماذا ترفض الإدارة تقديم شخص للحفل لديه قناعات شخصية تختلف عن قناعات الإدارة اليس هذا تقيدا للحريات، التى يدافع عنها نجوم السينما على مسرح حفل الأوسكار كل عام أم أن مفهوم الحريات يقف عند رأى مخالف لرأى الإدارة أو قناعة شخصية تجاه قضايا يراها كل واحد من منظوره الشخصى.
بالطبع هناك العديد من الدول، التى سمحت للشواذ بالزواج لكن هناك أيضا دول أخرى لا تسمح بذلك وترفضه، لكنها لا تتدخل فى علاقات الأشخاص ببعض.
ما مارسته إدارة الأوسكار على هارت من تهديد هو تقيد للحريات وعنصرية وتميز لا تقل شيئا عن مواقفها السابقة تجاه أصحاب البشرة الملونة.