"سلام يا عم أيوب".. ربما تكون هذه هي كلمة الوداع المناسبة لرحيل الفنان القدير محمود القلعاوى، الذى فارقنا مساء اليوم، عن عمر ناهز 79 عامًا، كلمة أخيرة يوجهها إلى عم أيوب، شخصية محمد صبحى الشهيرة "الجوكر"، التى حفر فيها أشهر "إفيهاته" التى لا تنسى.. "تعالى لحمو يا حبيبى"، نستعرض سريعًا مشواره الفنى فى أربع نقاط موجزة، ربما لا يكفى تفصيلها لإيجاز رحلته الفنى الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود.
"ابن المسرح" يعتبر اللقب المميز للقلعاوى، نظرًا لتقديمه "عمره بالكامل" تقريبًا لخشبة المسرح، حيث يحمل فى جعبته أكثر من 15 مسرحية حفرت اسمه فى قلوب جمهوره، منها اعتباره رفيق الدرب مع النجم محمد صبحى صاحب نصيب الأسد فى الأعمال المشتركة معه، أشهرها بالطبع "الجوكر" و"انت حر"، ووقفة أمام الفنان الكبير سمير غانم فى عروض "أنا ومراتى ومونيكا" و"المحظوظ"، مع مشاركته محمد نجم فى العديد من الأعمال أبرزها "أولاد دراكولا" و"عبده يتحدى رامبو".
نهايته مشهد".. ربما تكون الخاتمة الحزينة لمشواره الفنى العريق، حيث كانت آخر مرة وقف فيها القلعاوى أمام الكاميرا، بمشاركته السريعة جدًا فى فيلم "على سبايسى" للمطرب حكيم، ولكنه ظهر فيه خلال مشهد واحد فقط، وقرر الاعتزال من بعدها، كاشفًا الكواليس فى أحد اللقاءات التلفزيونية أنه تم عرض الفيلم عليه وفوجئ بأن الاسكريبت لا يحوي سوى مشهدين، وتم إقناعه من قبل إسعاد يونس بحجة "أن الفنان يعمل أي دور ولو صغير"، ولكنه تفاجأ بعد قيامه بالتصوير بحذف مشهد منهما، لتكون حصيلته فى العرض السينمائى مجرد بضع ثوان.
ربما يكون الإفيه الأشهر بالنسبة له "تعالى لحمو يا حبيبى" لكنه مجرد "إفيه" تم بناؤه عليه ولم يقله هو، حيث نطقه محمد صبحى بشخصيته مناديًا عليه خلال أحد مشاهد "الجوكر" بسخرية، لتصبح اللقطة التى تجمعهما فى "كادر تصويرى واحد" من أشهر "الكوميكس" على مواقع السوشيال ميديا، وبُنيت عليها عدة نكات وتعليقات ساخرة بتلك الجملة، لكن نفس المسرحية شهدت "إفيه جاب صريخ أعلى" أى إفيه رماه القلعاوى بنفسه، وجعل الجمهور يضحك بهستيريا أكبر من إفيه صبحى، عندما قال "ست الحبايب يتقال عليها غسالة، أنا أمى غسالة.. ثم دى بطلت"، ردًّا على سخرية عم أيوب لشخصية "شوكت" التى جسدها القلعاوى، إضافة للجملة الشهيرة جدًّا من العرض المسرحى المثير للجدل "انت حر"، التى قالها القلعاوي" "قيام.. تعظيم سلام .. خلاص جلوس" فى مشهد ساخر بعيد كل البعد عن فحوى معنى "تعظيم سلام" من احترام وتكريم، جمع بين القلعاوى وصبحى والنجمة شريهان.
رغم وفائه الكبير للمسرح وغزارة أعماله المسرحية، لكنه تمكن من وضع بصمته فى عالمى الشاشة الكبيرة والصغيرة بعدة أعمال، منها ما يعد خالدًا فى مشواره، أبرزها أفلام "ريا وسكينة" و"هدى ومعالى الوزير" و"لا من شاف ولا من درى"، بجانب عدة مسلسلات، منها "هايم عبد الدايم" مع سمير غانم، و"أنا وهؤلاء" مع صبحى، ومسلسل "فيز التوش" مع الممثل القطرى غانم السليطي، لكن رغم غزارة أعماله السينمائية والدرامية تظل صورة القلعاوي مرتبطة فى أذهان الجمهور المصرى بوقفته الواثقة وابتسامته الخاطفة فى أدواره الكوميدية فى الأعمال المسرحية.