خطف الممثل السورى حسين مرعى اللاجئ بألمانيا، الأضواء فى مهرجان أيام قرطاج المسرحى، بعدما فاجأ الجميع بخلع ملابسه فى مسرحية "يا كبير" المعروضة بالمهرجان، على هامش المهرجان بمحور "تعبيرات مسرحية فى المهجر"، وغادر حسن مرعى بصحبة فريق عمل المسرحية، المهرجان صباح اليوم بعدما أثار جدلا بما فعله على خشبة المسرح البلدى.
مسرحية "يا كبير" إنتاج ألمانيا /سوريا، وإخراج رأفت الزاقوت عن نص أمل عمران ورأفت الزاقوت وأداء أمل عمران وحسين مرعى وكانت مدة العرض ساعة و15 دقيقة، وكما علمنا أن العرض لم يقدم من قبل بهذا الشكل الذى يخلع فيه الممثل ملابسه، ولكنه كان يبقى على الملابس الداخلية ويتعرى من كل ملابسه كنوع من الصراخ والاعتراض وإظهار مأساة ما يتعرض له السوريين فى رحلاتهم للجوء بعد الأزمة السورية.
والمسرحية تتناول المجتمع الذى تقوده فكرة السيطرة والسلطة، فيعمل الأب ضابطًا كبيرًا فى المخابرات، وهو متورط بالدم المسفوك فى البلد، يأتى خبر وفاته إلى أبنائه الذى يعيشون فى المهجر، تقرر الابنة العودة إلى سوريا، ويمنعها الأخ. عندما يلتقيان يبدأ الماضى بالظهور على السطح فى مواجهة تنتهى باغتصاب الأخ لأخته، التى تقتله بعدها وتنتحر.
عرض مسرحى قيل إنه جدلى واستفزازى بعض الشىء، يغلق دائرة الحوار، ويفتح باب الأسئلة: من القاتل؟ ومن القتيل؟ من الضحية؟ ومن الجلاد؟ فى مجتمع أبوى، تتحوّل العلاقات بين الناس إلى علاقات مركّبة ومعقدة، تبدأ تعقيداتها من العائلة. كيف تتشكل الهرميّة التى تدير هذه العلاقات؟ من الذى خلق الديكتاتور؟ هل الديكتاتوريات هى التى خلقت المجتمعات الأبوية؟ أو أن الديكتاتور هو ابن هذا المجتمع؟
يولد الأفراد فى مجتمع كهذا مبرمجين على وجود من هو "الكبير" الذى هو بالضرورة صاحب السلطة والقدرة: الأب، الأخ الأكبر، وهكذا حتى تصل إلى الديكتاتور الأكبر.
وحصلت "عين" على أول تصريح لمدير مهرجان أيام قرطاج المسرحية حاتم دربال، الذى أكد أن إدارة المهرجان فوجئت بما حدث من هذا الممثل، فقد فعل ذلك من وحى اللحظة وارتجل هذا المشهد على المسرح، ولم يكن موجودا فى العرض من قبل.
وأضاف مدير عام المهرجان الفنان حاتم دربال: هذا الممثل فاجأ الممثلين زملاءه، كما فاجأ مخرج العرض وما قدمه على المسرح لم يكن موجودا من قبل فى العمل المسرحى، حينما عرض علينا وحينما عرض من قبل فى ألمانيا، مشيرا: لا تأثير لما فعله هذا الممثل على المهرجان وفعالياته فهو خروج على النص وارتجال، ولكن السوشيال ميديا دائما تضخم الأحداث والمهرجان ليس جهة رقابية على العروض.
يذكر أن هذه الواقعة ليست الأولى فى مهرجان أيام قرطاج المسرحية، فقد سبقها نفس الواقعة فى دورة سابقة للمهرجان فى عرض مسرحى إيطالى.