استيقظ الوسط الفنى صباح اليوم، الجمعة، على خبر وفاة الفنان القدير حسن كامى، الذى رحل عن دنيانا عن عمر ناهز 82 عاما، بعد مشوار فنى حافل سواء بالأوبرا أو التلفزيون والسينما.
لم يمهل القدر الفنان القدير حسن كامى من الاحتفال بالعام الجديد، ووافته المنية صباح اليوم، الجمعة، عن عمر ناهز 82 عاما.
ولد حسن كامى محمد على، ولد فى 2 نوفمبر عام 1936، حصل على بكالوريوس الحقوق من جامعة القاهرة، ثم توجه لدراسة الغناء الأوبرالى فى كونسرفتوار القاهرة بأكاديمية الفنون المصرية، وأنهى دراساته العليا فى إيطاليا.
بدأت مسيرته الفنية عام 1963 فى دار الأوبرا بالقاهرة، وأدى دور البطولة فى أوبرا عايدة على مسرح الأوبرا بالاتحاد السوفيتى السابق، وأدى دور البطولة على عدة مسارح للأوبرا، ساهمت فى حصوله على جوائز عالمية كبيرة، وفى عالم التمثيل كانت بداياته بترشيح من الفنان والمطرب محمد نوح فى عدة مسرحيات منها دلع الهوانم، الناس بتحب كده، سندريلا ودلع الهوانم.
تميز الفنان الراحل فى أدوار الباشا وأفراد الطبقة الاستقراطية فى أدوار السينما والتلفزيون، وشارك فى العشرات من الأفلام والمسلسلات، كان أبرزها عندما يتكلم الصمت، لحظات حب، يا مهلبية يا، كريستال، دموع صاحبة الجلالة، علاقات مشبوهة، كونشرتو فى درب سعادة، فلاح فى الكونجرس، قدرات غير عادية، بوبوس، حسن طيارة، بالألوان الطبيعية، ظاظا، زكى شان، صايع بحر، ليلة سقوط بغداد، حسن طيارة وغيرها من الأفلام.
كما شارك فى مسلسلات رأفت الهجان، العرضحالجى، ألف ليلة وليلة، هوانم جاردن سيتى، الخواجة عبد القادر، الإمام محمد عبده، ملاعيب شيحة، وادى الملوك، الجماعة، اغتيال شمس، بينما كانت أخر مسلسلاته "قلبى معى" الذى عرض فى عام 2017.
تزوج كامى من حبيبته نجوى، وعاشا قصة حب جميلة، بعدما تعرف عليها عندما كان عمره 29 عاما فى نادى الجزيرة، وقرر إنها الفتاة التى يبحث عنها ولو وافقت على الزواج منه سيكون عوض ما مضى من سنوات لم يرتبط فيها بنصفه الثانى، ورغم أنه كان حينها فنانًا مشهورا إلى حد ما، لكن كانت المفاجأة أنها وافقت على الزواج منه وتبدأ أحلامهما فى بناء بيت مبنى على الحب والسعادة وازدادت المحبة بينمها يوما بعد يوم، وكانت رفيقه درب فى جميع رحلاته للعمل فى بلاد العالم المختلفة ووثقا لحظات وذكريات كثيرة خلال حياتهما الزوجية.
وفى أحد التصريحات التلفزيونية، قالت عنها: "كانت حبيبتى وزوجتى وشريكتى فى البيت والعمل وكا مجالات الحياة، كانت دائما تقف إلى جوارى وتساندنى طوال الوقت، كل ما حققته كفنان كان لزوجتى نجوى النصيب الأكبر منه، فهى كانت تشجعنى وتساندنى، وتهيئ لى المناخ للعمل والإبداع".
كان الفنان الراحل حسن كامى، حريصا على مصلحة الوطن واستقراره، فظهر ذلك عندما شارك فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التى أقيمت فى شهر مارس الماضى، كانت لجنته فى إحدى المدارس بالدقى، وقال فى تصريحات صحفية حينها: "واجب على كل شخص المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، لأن كل شخص يجب أن يفعل واجبه تجاه بلده دون طبلة أو زمارة".
تلقى الفنان الراحل صدمتان مر خلالهما بلحظات عصيبة، الأولى عندما توفى ابنه الوحيد شريف، وكانت صدمة كبيرة أثرت عليه للغاية وأصبح غنائه أقل من حالته قبل رحيله ابنه، وقال عنه: "كان ذكيًا جدا واستمتعت بالتواجد معه طوال 18 سنة، وفاته فى حادث كانت أسوأ صدمة فى حياتى".
أما الصدمة الثانية فكانت يوم رحيل زوجته ومحبوبته وعشيقته "نجوى" التى رحلت عام 2012، ليبقى وحيدا مكتئبا وظل حبيس مكتبته، ووضع صورتها خلف مكتبه، وظل وفاءه لها حتى بعد موتها، استمر بإرسال رسائل عبر فيسبوك، وقال عنها: "لا زلت أعيش فى عالمها، وأحرص على بقاء كل شىء كما هو، البيت الذى بنيناه معا لا تمس منه أى شىء، كذلك اللوحات التى وضعتها بيدها على ما زالت على الحوائط والجدران"، وكان الكلب "كارميلا" هو صديقه الوفى الوحيد بعد وفاة زوجته.
أما آخر ظهور للفنان الراحل نشرها عبر حسابه على فيس بوك، وكام يستعد للاحتفال بأعياد رأس السنة والعام الجديد، بعدما زين شجرة الكريسماس بالأضواء فى منزله، وأصحبها بتعليق: "استعد لاحتفالات أعياد الميلاد للعام المجيد".
حصل كامى على العديد من الجوائز الدولية، كان أهمها الجائزة الثالثة العالمية فى الغناء الأوبرالى من إيطاليا عام 1969، الجائزة الرابعة العالمية 1973، الجائزة السادسة من اليابان 1976، شهادة التقدير من السياحة والطيران المدنى 1976، الجائزة الأولى فى مهرجان موسيقى الألعاب الأولمبية بسول بكوريا الجنوبية 1988.