لم يقدر على كشف موهبته منذ الصغر، فكشفها أحد رواد الأعمال الإيطاليين فى مصر، عندما نظر إليه نظرة التأمل ووجد ما هو مدفون بداخله من موهبة كبرى لم يكشتفها سواه، فعندما نظر إلى أعماله التى ينفذها داخل أحد الفنادق بمصر عرض عليه أن يصمم له طائرة خشبية تعلق فى سقف إحدى غرف الأطفال، ليبدأ حسام جمال الذيدى، أولى أعماله اليدوية فى فن صناعة المجسمات الصغيرة بالأخشاب.
مركبات مائية وكاميرا التصوير وتليفون زمان وأسلحة خشبية وسيارات النقل المختلفة، تلك التصميمات التى يصممها صاحب الـ25 عامًا، بأنامله التى تعرضت لإصابة ثلاثة أصابع أثناء عمله وتعد تلك الإصابة هى الدافع الأقوى التى يتفوق بها على المعوقات التى تواجهه، مضيفًا: "الفكرة كانت غريبة عليا بسبب أنها مش تخصصى، والخواجة كان بيشوفنى وأنا بشتغل نجار فى الفندق وقالى إنه عايز طيارة خشب تتعلق فى السقف بتفاصيل حقيقية"، تلك الكلمات التى أتت إلى أذهان "الذيدى" وهو فى حيرة سيطرت عليه.
"عملت تجربة وصممت طيارة صغيرة بإيدي والخواجة لما شافها عجبته أوي لدرجة أنه خدها لحفيده هدية من مصر لإيطاليا وكتب عليها اسمي واسم حفيده"، ليبدأ من بعدها في تصميم سفينة كبرى توضع كديكور داخل مطعم الأسماك ويقول: "الخواجة طلبها مني علشان يتحط فيها السمك كأنه لسة جاي وتوصيل رسالة للعميل أنه صابح" كانت هذه الخطوة هي شرارة الانطلاقة التي شعلت حماس "الذيدي" في ابتكار وتنفيذ تصميماته الجديدة حتى أبدع فيها.
"أنت كويس جدًا، وطور من نفسك بقى وشكل الشغل بتاعك"، تلك الكلمات التى قالها الإيطالي، خلقت الأمل والنظرة المستقبلية لدى "الذيدي" ويقول لـ "اليوم السابع": مديري في الفندق لما شاف شغلي قالي الخشب موجود واستخدمه وطور وفكر وأعمل تصميمات ومجسمات مختلفة، لدرجة أن الموضوع أصبح هواية ممكن استغنى عن أى حاجة بسببها.
ويستكمل "الذيدي" حديثه ويقوله إنه كان يعمل دون اكتشاف الموهبة بداخله: "الخواجة لما اكتشف الحتة دي فيا قالي كمل ودعمني وشجعني وصاحب الفندق"، إصابة "الذيدي" في يديه وفقدانه 3 عقل من 3 أصابع ولدت بداخله العزيمة في الاستمرارية والتطوير، وهو ما جعل مدير الفندق الذي يعمل به يخصص له مكانًا يعرض فيه أعماله داخل الفندق وباسمه.
ويقول: "بناشد وزارة الصناعة إن إحنا عندنا ناس كتير موهوبة وفي حاجات كتير بنستوردها من برة لو إحنا عملناها هنوفر كتير وكل واحد يخرج الموهبة اللي جواه وبدل ما ندفن الموهبة نظهرها"، ويضيف "الذيدي" أنه يعمل حاليًا في بيع تصميماته الفنية التي يصممها، ويقول: "ببيع من أول 100 جنيه لحد 700، على حسب الحجم والشغل"، وهى الأعمال التي يصنعها من الخشب الزان، وخصص وقته لها بعد أن تعلق قلبه في صناعة المجسمات الفنية من الخشب: "شغلي كله يدوي وبياخد مني وقت شوية وممكن أعمل كل يوم جزء، وفي حاجات بتاخد وقت كبير".
"الذيدي" حول الخشب إلى كاميرا ليدونها كعمل فني