97 عاما مرت بالتمام والكمال على ميلاد الفنان محمد رضا، الذى اشتهر بملك الإفيهات و"معلم" السينما المصرية، الذى ولد 21 ديسمبر عام 1921 فى قرية الحمرة بمحافظة أسيوط.
قدم الفنان الراحل عشرات الأعمال الفنية المتنوعة فى المسرح والسينما والتلفزيون، ونجح فى ترك بصمة خلدت بأذهان المشاهدين بإفيهاته المميزة حتى الآن، وفى ذكرى ميلاده يكشف أحمد محمد رضا، أسرارا جديدة فى حياته والده الفنان الراحل.
وكشف أحمد فى تصريحات خاصة لـ"عين" أن والده ولد فى 21 ديسمبر وليس 20 كما هو موجود فى ويكيبيديا، مؤكدا أن والده كان إنسانا جميلا وعلاقاته بأسرته وأصدقائه جيدة للغاية وكانت روحه متواجده فى كل مكان بأعماله الإنسانية، وكان فى الصغر يعاملنا بشدة وحزم من أجل مصلحتنا، وبعدما كبرنا تحولت العلاقة بيننا إلى علاقة صداقة، وكان حريصا على معرفة أصدقائنا ومعرفة أسمائهم والتقرب منهم، وطوال فترة وجوده فى البيت كان يصنع جوا من البهجة.
وعن المواقف التى لا ينساها أحمد مع والده، قال أحمد: كنت أعمل فى شركة مقاولات مصرية وتم انتدابى لفرع الشركة فى دولة الكويت الشقيقة والمكوث هناك لمدة 4 أعوام كما هو متبع فى الشركة، لكنه قال لى مبتسما "هتيجى على العيد الصغير"، وكان السفر فى شهر ديسمبر والعيد فى شهر فبراير، وعندما أكدت له صعوبة العودة قبل شهرين، قال لى مرة ثانية "اسمع منى هتيجى على العيد الصغير"، وكأنه كان يشعر بدنو أجله، وكنت مستغربا جدا من موقفه وإصراره على الحضور بعد شهرين، وبالفعل لم يمر شهرين حتى توفى فى 21 فبراير وكان موافقا أيضا 21 رمضان وقبل العيد بأيام قليلة، وبالفعل نزلت مصر بعد شهرين من السفر كما كان متوقعا قبل وفاته.
وعن اهتماماته، أوضح أحمد أن والده كان قارئا جيدا ومتابعا لجميع الأحداث، والقراءة اهتمامه الأول منذ أيام دراسته، وكان ينتهز أى وقت فراغ للقراءة سواء النصوص الفنية أو الروايات، وكان مشجعا لنادى الزمالك لكنه كان حريصا على عدم إظهار أمام الجمهور حتى لا "يزعل" منه جماهير الأهلى والأندية المنافسة.
وتابع أحمد، رغم الأعمال الكثيرة لوالدى سواء فى المسرح أو السينما، لكن ظل دور "جنجل أبو شفطوره" اللى بيقص الكلا.. الكلام بعنى فى فيلم 30 يوم فى السجن هو الأقرب له والأقرب لنا أيضا، وظللنا فترة طويلة فى المنزل نتعامل مع بعضنا بهذه الطريقة فى قص الكلام، موضحا أن عندما يتسلم نص دوره فى أى عمل فنى فيعيد تغيير كلمات الحوار على هواه، مثل "هل بت تريد" وأيضا عندما كان يقصد دولة استراليا فنطقها "استراميا"، وكانت هذه الإفيهات تعجب الناس خاصة أنها كانت تخرج منه بطريقة تلقائية وطبيعية.
وعن أقرب أصدقاء والده وعلاقاته بزملائه فى الوسط الفنى، قال أحمد، كان أهم ما يميز جيل والدى أن الفنانين كانت علاقتهم جيدة ويسودها الحب بينهم ولا يوجد بينهم "نفسنة"، كانوا يفرحوا لبعض فى نجاح أعمالهم وروحهم كانت حلوة فيما بينهم رغم التنافس الفنى، وكان منهم عمالقة محمد عوض، عبد المنعم مدبولى، حسين رياض، توفيق الدقن، عبد المنعم إبراهيم وحسن يوسف وغيرهم من هذا الجيل الجميل.
وروى أحمد، موقفا يدل على عمق الحب والصداقة بين فنانى هذا الجيل، قائلا: "والدى كان يجرى عملية لاستئصال المرارة فى أحد المستشفيات، وخلال وجوده فى المستشفى زاره الملك فريد شوقى، وكان حريصا على الجلوس بجوار والدى على السرير وليس كما هو متبع فى الجلوس على كرسى بجواره، وظل يشد من آزره ويستعيدا ذكرياتهما سويا".