- استمتعت خلال غيابى بكل لحظة مع أولادى وزوجى
- تقبلت الجدل لأنه يصعب إرضاء الجميع.. وأتمنى العمل مع كريم عبدالعزيز وأحمد مكى
- تكشف أسرار الغياب وخطط العودة فى حوار خاص لـ«عين»
هل تغيرت نظرة حلا شيحة للفن بين سنوات الغياب وقرار الرجوع؟
الحمد لله سعيدة برجوعى للفن مرة أخرى، وما زالت أعتبره أهم رسالة يمكن أن يحملها إنسان ويعبر من خلالها عن الناس، وربما يكون له الدور الأكبر فى التربية ومخاطبة العقل، بالنسبة لى لم يكن الفن مهنة ومصدرا للدخل، فمنذ طفولتى أحب الفن وأتذوقه، لنشأتى فى عائلة فنية، بداية من والدى الفنان التشكيلى أحمد شيحة، وأخواتى هنا ومايا، فالفن موهبة من الله، وعلى الفنان أن يضع فى اعتباره أنه صاحب رسالة تربوية وتنموية للمجتمع، قبل أن يفكر فى شهرته ونجاحاته الشخصية، وعليه أن يتصرف على هذا الأساس.
كيف استقبلتِ الهجوم عليكِ بعد خلع الحجاب والعودة للفن؟
تعاملت مع عودتى للفن كما تعاملت مع اعتزالى، كنت أمارس حقى فى اختيار شكل حياتى، لكننى كنت متوقعة أن أواجه هجوما شرسا وأن يثير القرار حالة من الجدل، وللأسف كان بعض هذا الهجوم مخططا ومصنوعا من جهات معينة، لكننى استقبلت كل الانتقادات بهدوء، وفى النهاية يظل الأمر قرارا شخصيا اتخذته بقناعة كاملة، وبعد فترة تفكير طويلة، وأؤمن تماما أنه من الصعب إرضاء كل الناس.
ألم تشعرى بالندم بسبب غيابكِ الطويل عن الساحة الفنية؟
بطبعى لا أنظر للحياة نظرة متشائمة، يمكن القول إننى متفائلة طوال الوقت. لهذا أتوقع الأفضل، وأتعامل مع الظروف كما هى، لهذا لم أشعر بالندم على هذه الفترة الطويلة من الغياب، ودائما أفكر بطريقة إيجابية، والحقيقة أننى بقدر سعادتى بالعودة للفن، فإننى استمتعت طوال فترة غيابى بكل لحظة حلوة مع أولادى وزوجى، هذا ما يهمنى، أن أعيش الحياة كما أحبها وأريدها، ويظل الإنسان يتعلم فى رحلة حياته بكل مراحلها، ويستفيد من كل المحطات والتحولات التى تفيده وتزيده قوة.
أعمال حلا شيحة قليلة.. ألم يكن هذا سبباً للقلق من نسيان الجمهور؟
بالفعل لم تغب هذه النقطة عن ذهنى، ووضعت الأمر فى اعتبارى، دون استسلام لمشاعر الخوف والرهبة، ورغم أننى قدمت أعمالا قليلة فى السينما والدراما كما تقول، إلا أنها كانت مؤثرة وحققت نجاحا كبيرا مع الناس، فلم أشعر يوما أننى غبت عن الجمهور، وعندما فكرت فى العودة للفن مرة أخرى قررت تقديم أعمال مؤثرة وذات قيمة ورسالة، خاصة أننى أحب جمهورى وأحترمه، وما زال لدىّ الكثير لأقدمه.
ما رأيك فى الأعمال الدرامية المعروضة فى الفترة الأخيرة؟
الدراما المصرية حققت طفرة واضحة، وشهدت تطورا كبيرا فى الفترة الأخيرة، وبحكم متابعتى أرى أن هناك مسلسلات وأفلاما مميزة ومصنوعة بشكل جيد، وإن شاء الله سأقدم لجمهورى أعمالا مختلفة وعلى القدر نفسه فى الفترة المقبلة، لكننى لم أستقر حتى الآن على عمل بعينه.
ما الدور الذى تتمنين تقديمه فى الفترة المقبلة؟
أتمنى تقديم أدوار مختلفة لم أقدمها خلال مشوارى الفنى، فأحلم بتقديم شخصية المرأة القوية الناجحة، خاصة أن هذه التركيبة تكاد تكون مفقودة وغائبة عن أغلب الأعمال الفنية المصرية، كما أتمنى تقديم أنماط مختلفة ومتنوعة من الشخصيات، وأشعر أن لدىّ طاقات فنية كبيرة لم أستغلها حتى الآن.
كيف ترى حلا شيحة صورة المرأة فى السينما والدراما؟
ما زال الرجال يسيطرون على الدراما، يحضر الرجل فى الواجهة متصدرا الحكاية وأحداثها، بينما تتوارى النساء أو يحضرن فى الخلفية، ويحصرهن الكتاب فى أدوار الزوجة والأم والحبيبة، لا يبدو هذا الأمر سيئا بشكل مطلق، لكننى أتمنى أن تتقدم المرأة خطوات إلى الأمام، لتكون محورا رئيسيا لعمل فنى كبير، يمس قضايا النساء وأوضاعهن واحتياجاتهن بشكل أكبر، أى أن تكون المرأة العمود الفقرى الرئيسى الذى ترتكز عليه الأحداث.
هل تفكرين فى خوض تجربة المسرح بعد زيارتك لفريق مسرح مصر مؤخرا؟
أشكر الفنان أشرف عبد الباقى على هذه التجربة المميزة التى أعادت للمسرح رونقه، خاصة أن عروض مسرح مصر تتميز بحالة من المرح والكوميديا اللطيفة، بشكل أعاد جمع العائلة المصرية من جديد، ووصل إلى فئات كبيرة وشرائح واسعة فى المجتمع، خاصة الشباب، وفى الحقيقة تعجبنى حالة التطور الدائمة فى عروض مسرح مصر، ومحاولات أبطال وصناع العروض لتطوير أنفسهم وقدراتهم، وعدم الوقوف عند محطة واحدة أو أفكار مستهلكة.
أشرف من الفنانين الذى تشرفت بالعمل معهم، جمعنى به فيلم «أريد خلعا»، وكان تجربة لطيفة ويتميز بأعماله الرائعة وعندما قابلته فى المسرح قال لى نصا «نفسى تقدمى دور معايا»، خاصة أننى طول مشوارى الفنى لم أقف على خشبة المسرح وأتمنى طبعا تقديم عمل مسرحى، ولكن الوقوف على المسرح يحتاج إلى تفرغ تام ويصنع علاقة حميمية بين الجمهور والممثل، لأنه ينقل إحساس الممثل بجودة كبيرة للجمهور وهذا يتطلب تحضيرات كثيرة.
ألم تفكرى فى خوض تجربة تقديم البرامج كتمهيد للعودة للفن؟
لم أتعامل مع الأمر كتمهيد للعودة، لكننى بالفعل أتمنى خوض هذه التجربة فى أقرب وقت ممكن، وهناك أفكار عديدة فى ذهنى، وإذا أخذت هذه الخطوة فسأقدم برنامجا فنيا إنسانيا، يشاهد فيه الجمهور فنانه المفضل فى حوار مختلف، ليتعلم منه شيئا ويستقبل منه رسالة، وليس ليعرف أخباره أو يضحك معه فقط.
قدمتِ عملين مع الراحل عامر منيب.. فماذا عن كواليسهما؟
الفنان الراحل عامر منيب كان إنسانا خلوقا، خفيف الدم، و«حساس وبتاع ربنا»، وهو من أفضل الشخصيات التى تعاملت معها فى حياتى وطوال مشوارى الفنى، وعلى صعيد الغناء كان يملك صوتا مميزا ومختلفا عن باقى مطربى جيله.
ما رأيك فى الأفلام التى تنتجها عائلة السبكى؟
أحمد ومحمد السبكى قدما عشرات من الأفلام الناجحة، كما قدما جيلا من الفنانين الذين تصدروا الساحة الفنية وحقق معظمهم نجاحات ضخمة، وبدا الأمر واضحا فى تحقيق أفلامهم أعلى الإيرادات فى السينما المصرية، وأرى أن «السبكية» يتميزون بحرفية الصناعة، وقراءة السوق قراءة صحيحة تؤكد أن الاستمرار فى ذاكرة السينما لن يكون إلا بالتطوير والابتكار والأفكار المختلفة والمميزة.
هل يمكن أن تشاركى مستقبلا فى عمل فنى من إنتاج السبكى؟
لو السيناريو والموضوع جيد ويقدمنى بشكل جديد سأوافق على الفور، خاصة أننى قدمت معهم فيلم «اللمبى» بطولة الفنان محمد سعد وحقق أعلى إيرادات أثناء طرحه فى السينما ومازالت حتى الآن شخصية «نوسة» الشعبية التى قدمتها فى أذهان الجمهور.
هل كانت لديك تخوفات وقتها من تقديم شخصية الفتاة الشعبية؟
بالفعل كنت مترددة فى البداية، ولكن بعد عدة جلسات مع المنتج محمد السبكى، والفنان محمد سعد، وافقت على الدور، وحقق نجاحا كبيرا لم أكن أتوقعه.
بين قائمة أعمالك السابقة.. ما هو العمل الأقرب إلى قلبك؟
كل الأعمال التى قدمتها قريبة جدا من قلبى، سواء فى السينما أو الدراما التليفزيونية، بداية من مسلسل «كلمات» مع الفنان حسين فهمى، وصولا لفيلم «كامل الأوصاف» مع الفنان الراحل عامر منيب، لكننى أعتبر فيلم «السلم والتعبان» الذى لعبت بطولته أمام هانى سلامة نقطة تحول فى مشوارى، إذ قدمت شخصية «ياسمين» التى كانت مكتوبة بعناية وبشكل جيد، ولمست المشاهدين بصدق، وتركت تأثيرا كبيرا على الشباب.
محمد حفظى أعلن سابقا عن جزء ثانٍ لـ«السلم والتعبان».. هل توافقين على المشاركة فيه؟
بالطبع أحترم وجهة نظره وأتمنى له التوفيق، لكننى لا أميل ولا أرجح تقديم جزء ثانٍ من الفيلم، لأننى أعتقد أنه لن يحقق نجاحا مماثلا لما حققه الجزء الأول، الذى يُشكل محطة مهمة فى وجدان كثيرين من المشاهدين، خاصة أن دورى كان يحمل أبعادا متعددة وثرية، وكانت النكهة الرومانسية للفيلم وقتها مختلفة ومميزة وجاذبة للاهتمام.
كم مرة تعرضت فيها حلا شيحة للظلم؟
تعرضت للظلم مرة واحدة خلال حياتى، وبطبيعتى لا أميل لإظهار الضعف وما أشعر به من حزن، لأننى محبة لكل الناس، ومتسامحة، و«عمرى ما ظلمت حد»، والأهم أننى شخصية خجولة، وأحب أن أكون مصدر بهجة لا مصدرا للحزن والأسى.
من الفنان الذى تتمنين العمل معه خلال الفترة المقبلة؟
أتمنى العمل مع عدد كبير من الفنانين، فى مقدمتهم كريم عبد العزيز الذى قدمت معه فى بداية مشوارى الفنى فيلم «ليه خليتنى أحبك»، وكان بطولة جماعية مع أحمد حلمى ومنى زكى، وأخرجته الجميلة ساندرا نشات، كما أتمنى العمل مع الفنان أحمد مكى الذى يتميز بطيبة قلبه وحبه للأعمال التى يقدمها، وقدرته على اختيار أفكار وموضوعات مختلفة وتنفيذها بشكل مميز وجذاب.
ألم تفكرى فى تقديم عمل فنى مع شقيقتك هنا شيحة؟
أتمنى ذلك بالفعل، لكن الأمر مرهون بتوفر عمل مناسب وسيناريو جيد يقدمنا بشكل جديد ومختلف، فأنا يسعدنى العمل مع «هنا» التى أراها من أفضل فنانات جيلها، ومن أبرز الوجوه على الساحة الفنية.
البعض فسروا زيارتك للزعيم عادل إمام باقترابك من العمل معه؟
الزعيم ليس غريبا عنى، فقد عملت معه فى واحدة من أهم تجاربى، فيلم عريس من جهة أمنية، وهو أول فنان أحببت زيارته بعد عودتى للفن، وأردت أن أجلس وأتناقش معه، لأنه فنان كبير وصاحب خبرات عريضة ورمز للفن المصرى، وبطبيعة الحال أفخر بالعمل معه من قبل، ولا أخفى أننى أتمنى مشاركته فى عمل فنى قريبا، وهو نفسه قال لى: «نفسى نعمل حاجة تانية قريب».
هل تؤمن حلا شيحة بالمثل القائل «عدوك ابن كارك»؟
لا أؤمن بهذا المثل، فشخصيا ليس لدىّ أعداء فى الوسط الفنى، ولا حتى خارجه، أنا بطبعى شخص مسالم، ولى صداقات كثيرة من كل الفئات والمستويات، أما عن المنافسة والغيرة الفنية فهى أمر طبيعى وسيظل موجودا، ومن الضرورى أن يكون موجودا، حتى يكون دافعا لمزيد من التجويد والإبداع، على أن يكون الأمر محكوما بالحب واحترام الآخرين.
وما الرسالة التى تودين توجيهها لجمهورك؟