«داليدا» فور أن تسمع الاسم تجتاح ذهنك وقلبك العديد من المشاعر ما بين الحزن والفرح والذكريات، الكثير من المشاعر المتناقضة، فهي من صنعت البسمة والفرح بأغانيها وهى أيضا من عبرت عن الحزن بكلماتها وصوتها، ففي الوقت الذي يتذكر فيه محبيها حول العالم اليوم ذكرى انتحارها، يبقى السؤال الذي يتردد كل عام، كيف يمكن لشخصية بنجاحها ومكانتها أن تنهى حياتها، أن تصبح غير قادرة على تحمل تلك الحياة كما عبرت في رسالتها الأخيرة، فهي من غنت للحب وهى أيضا من ظلت تبحث عنه ربما كانت رحلة بحثها هذه هى السبب فى أن تنهى حياتها ولكنا تركت لنا الكثير من الأغاني التي مازلنا حتى اليوم نجد فيها كل المشاعر.
لم يكن من المستحيل أن تظل «يولاندا» أو «داليدا» محفورة في أذهان الكثير حول العالم، فهي من صنعت مجدها بنحو 9 لغات فلها أكثر من 500أغنية بلغات متعددة، فمنذ أن قررت هذه الفتاة الشابة أن تهرب من القيود التي فرضتها عليها أسرتها لتلقى نفسها هربا في أحضان باريس عام 1954 وضعت الشهرة والمجد أمام عينيها، وبالرغم من الحياة الصعبة التي كادت أن تهزمها لكنها أصرت على أن تحقق ما تركت أسرتها من أجله، ربما بدأ صوتها يخرج للنور من إحدى الملاهي الليلة بباريس حتى استطاعت أن تبدأ أولى خطواتها في عام 1956 لتستمر مسيرتها الفنية لمدة ثلاثين عاما باعت خلالهما نحو 170 مليون نسخة من ألبوماتها حول العالم، وغنت نحو 30 أغنية حزينة فى مشوارها الفني عبرت فيهم عن كل مشاعر الحزن والأسى التي كانت تشعر بهم وكان من أشهرهم «Je Suis Malade».
وبطبيعة الحال، فالحياة لا تعطيك كل شئ وهو ما حدث مع داليدا، فلم يكن نجاحها وشهرتها كافيان فكانت تطمح لحياة عاطفية سعيدة لكن القدر لم ينصفها، فبعدما تزوجت داليدا من زوجها الأول لوسيان انفصلوا بعد عدة اشهر بعدما أدركت داليدا أن هذا ليس حبها الحقيقى الذي تبحث عنه لتقع فى حب رسام يدعى «جين» والذي تركها وتزوج امرأة أخرى فى الوقت الذى انتحر فيه زوجها الأول بسبب فشله فى زواجه الثاني، لتبدأ داليدا رحلتها فى البحث عن الحب الحقيقى من جديد لتقع فى حب شاب ايطالي يدعى «لويجى» سنة 1967 ولكن بعد أن طرق الفشل بابه انتحر هو الآخر، لتقع داليدا بعد ذلك فى فترة السبعينات فى حب رجل آخر ولكنه أيضا أنهى حياته بالانتحار، فبعد أن طارد الانتحار جميع عشاقها لم يكن منها سوى أن تلحق بهم في عام 1987، بعدما تركت رسالتها الأخيرة «سامحوني الحياة لم تعد تحتمل».