نقلا عن صوت الامة
«الحنطور».. هو وسيلة الانتقال الأساسية في مصر حتى ثلاثينيات القرن الماضي بعد أن أدخلها الإيطاليون للبلاد، ثم تحول إلى مهنة تقترب إلى الإنقراض. كانت الإسكندرية إحدى أشهر محافظات مصر في استخدام «الحنطور»، حيث إنها تعد إحدى أبرز المدن السياحية في مصر، ذلك حتى بداية الألفية الجديد، والتي صاحبها ندرة «الحنطور» على شواطئ عروس البحر الأبيض المتوسط- وخاصة على كوبري ستانلي
على الرغم من أن «الحنطور»، يعتبر من مظهر السياحة بالإسكندرية، ومن أهم وسائل الانتقال والترفيه لدى السياح على الكورنيش، والأماكن الأثرية.. وسائقي الحنطور يعتبرونه مصدر رزقهم الوحيد، ورغم المضايقات التي يتعرضون لها من ضباط المرور والمصاريف اليومية للحصان وزيادة الأسعار مع انخفاض السياحة.
الحنطور ينقرض في الإسكندرية
مهنة الحنطور من المهن التي تورث من الآباء إلى الأبناء وتختلف عن غيره من المهن، حيث يتعامل سائق الحنطور مع الأجانب ويكون هو الوجه الممثلة للمحافظة للتعامل مع السائح أكثر الوقت.
وقال عم إبراهيم السيد، سائق حنطور، إن مهنة الحنطور من أقدم المهن، وورثها عن أجداده، و قد مرات المهنة بعدد من المراحل المختلفة مع التطور السريع الحالي، بالإضافة إلى ظهور «التوك توك»، الذي أصبح منتشر في جميع مناطق الإسكندرية، علاوة على ان هناك الكثير من الصعوبات توجهنا كل يوم والتي تؤدي إلى انقراض المهنة.
وأضاف عم إبراهيم، أن مهنة الحنطور انحصرت في ركوب السياح فقط، حيث إنها تعتبر رحلة سياحية للأجانب داخل المحافظة، وتبدأ من الرحلة من الكورنيش مرور بأهم الأماكن الأثرية وزيارة منزل ريا وسكينة وقلعة قايتباي وتنتهي بالمرسي أبو العباس.
سائقي الحنطور وصراع البقاء
أكد «عم إبراهيم»، أن أهم المشاكل التي تؤثر على المهنة هي عدم الترخيص أو تصاريح لعربات الحنطور لابد من وضع أرقام لعربات الحنطور للتعرف على أصحاب المشاكل إذا حدثت مشكلة مع أحد السياح أو موقف خاص لهم يكون معترف به من المحافظة وضباط المرور وهذه الرخص تمنع مضايقات رجال المرور.
وأشار «عم إبراهيم»، إلى أن العربة الحنطور هي الدخل الوحيد لأسرته وليس لهم مصدر دخل آخر غير هذه المهنة قائلًا: «مع ارتفاع الأسعار مفيش حاجة رخيصة كل حاجة بقت غالية والشغل بقى ضعيف ممكن يوم وأكثر بدون زبائن والكل عاوز يأكل الحصان والأسرة وأنا مش عارف أعمل أيه».
من جانبه قال أيمن صبري، سائق حنطور، إن الحنطور مصدر رزقه الوحيد، وأنه ورث المهنة أبا عن جد، فهي مهنة العائلة منذ عقود طويلة، وهي هوايته وحبه منذ الصغر، وتحولت هذه الهواية والحب إلى مهنة ومصدر دخل تعيش عليه أسرة.
أسباب انقراض «الحنطور»
وأشار «صبري»، إلى أن غلاء ثمن قطع غيار العربة وارتفاع أسعار الطعام الخاصة بالحصان والدواء أيضا يهدد المهنة بالإنقراض مع ضعف إقبال السياح على الإسكندرية وأنه من النادر ما يأتي أحد أهالي المحافظة لتأجير الحنطور سواء فرح أو لفسحة.
وأكد «صبري» أنه لابد من تدخل محافظ الإسكندرية للحفاظ على مهنة الحنطور ومساعدتنا على استمرار المهنة وتقنين أوضاعها داخل المحافظة.