"روح الـGodfather" بترفرف".. خلاصة تلك الخطفة التى أخذ بها محمد رمضان مريديه فى رحلة إلى ملكوت عالم العصابات عبر أول ضرباته "القاضية" فى 2019، فى كليب "مافيا"، والذى يبدو اسمه كافيًا ليلخص الحالة العامة فى فكرة تصوير الكليب نفسه، لكن المثير هنا لم يكن فقط احترافية التصوير ولا الإخراج وإنما امتزاجها بخفة دم فى الأداء الغنائى نفسه، و"قصف الجبهات" من تحت لتحت فى معانى الكلمات، التى خلطت بين الثقة الزائدة فى النفس، مع "الإدهاش" فى فحوى الكليب الذى يجبرك على مشاهدته عدة مرات دون كلل، نستعرض هنا "تحليلًا" سريعًا فى أربع نقاط رجحت كفة قلب الأسد فى خطف تريندات السنة الجديدة بحركة "كش ملك".
"التقل صنعة وفن مش عن عن"
"اتقل تاخد حاجة نضيفة" ربما يكون هذا المثل الدارج فى حياتنا اليومية ملخصًا لما يفعله محمد رمضان بمنتقديه أولًا وكارهيه ثانيًا، ليس فكرة "غرور" وإنما يرد باحترافية تصنف تحت مصاف "التقل" لكل الهجوم الضارى الذى يتم شنه عليه بشكل يومى عبر منصات السوشيال ميديا ممن يصفون فنه بـ"البلطجة" نظرًا لانحصار شخصياته الشهيرة فى محور "فئات المجتمع الدنيا" ربما، سواء فى "عبده موتة" و"الألمانى" و"قلب الأسد" بعيدًا عن إجادته فعليًا فى تجسيد تلك الشخصية وتمكنه من خلق قاعدة جماهيرية لم يحققها غيره فى تلك الفئة المخاطبة للمهمشين ربما فى طبقات المجتمع، ولكن "النقاد" غن جاز وصفهم بذلك وجدوا فيه محرضًا على "الجهل" و"نشر فتن شخصياته"، دون النظر لاحترافه التمثيل بالأساس وأنها مجرد "شخصيات".
وطاله نفس النقد عندما اقتحم مجال الغناء فجأة، بـ"الملك" و"النمبر وان" ليبدأوا فى شخذ همم الهجوم من جديد دون "فهم" لنوعية ذلك المحتوى الغنائى الذى يقدمه، ووصفه بـ"الغرور" والادعاء، متحاشين النظر حول فكرة "نجاحه" فى الخروج من بوتقة إثارة الجدل فى التمثيل ونجح فى مجال بعيد ربما عليه كل البعد.. وهو الغناء، ونمكن من الحصول على السبق فى استحداث نوعية مختلفة ى المجال غير مألوفة ربما للكثيرين، مزج فيها بين "روح الراب" والتحدى فى الأداء الغنائى نفسه ليس لمطرب وليس كرابر ولا حتى مؤدى.. وإنما كـ محمد رمضان، وقرر الرد بكل ثقة على كل منتقديه وكارهيه فى الأغنية الجديدة فى عدة كوبليهات لخصت كل الكلام، أبرزها "ببعت رسالة للى حاطتنى جوه راسه، أصله مشغول بيا عشان عارف أساسه، ولو عليا انا عامل فيها مش شايفه".. موجهة رسالة التحدى لكل من يرى فى نفسه مؤهلًا لمنافسته وقصف جبهته، آخرها المحاولة الفاشلة لـ"الكوبرا" التى انقلب سحرها على الساحر وزادت قائلًا: "كلامى ليك قد التحدى انزل وادى مجالى واسع صيتى ذايع بره أرضي، زى الصاروخ الأرض جو مش بهدي، هتخش معايا مقارنة هتخسر مش هتعدي".
"اللى يراهن ع الجمهور يكسب"
"أنا جمهورى واقف فى ضهرى نمبر وان وانتوا عارفين".. ربما لم يكن غرورًا وقتها عندما استصدر رمضان هذا الكوبليه فى أولى أغانيه المثيرة للجدل، معللًا نجاحه السريع فى المجال الفنى بحب جمهوره له وثقته فيما يقدمه من فن، وأن سبب نجاح أى فنان هو مريديه ممن يشجعونه على الاستمرار رغم النقد والهجوم والإهانات فى بعض الأحيان، وربما الإقبال الكبير على أفلامه ومسلسلاته حتى التى طالت نصيب الأسد من الانتقاد أكبر دليل، فمن ينسى تراصف الناس فى المقاهى فى ليالى رمضان لمشاهدة حلقات "الأسطورة" و"نسر الصعيد" أو تلك الخناققات فى طوابير السينما لمشاهدة "عبده موتة" و"الألماني"، وتجسد ذلك الحب جليًا فى كليباته السابقة ووضح حاليًا فى الأغنية الجديدة "مافيا"، والتى تمكن خلالها من التربع على عرش تريندات تويتر ويصبح التريند رقم واحد فى أقل من ساعة زمن فقط منذ ظهورها، وكسر الرقم القياسى فى معدل ازدياد المشاهدات بشكل "مبالغ فيه" وغير تقليدى بالمرة بتخطيه حاجز النصف مليون مشاهدة فى قرابة الـ70 دقيقة فقط وتجسد جليًا فى فكرة "الرفرشة" فجرب مشاهدة الكليب على اليوتيوب وقم بعمل "رفرش" مرة تلو الأخرى لتجد آلاف المشاهدات قد زادت فى ثوانى، وسرعان ما أصبح حديث السوشيال ميديا فى دقائق معدودة وحمل لقب صحاب الضربة القاضية فى حلبة المجال فى مطلع السنة الجديدة، وهو ما يؤكد أن المراهنة على الجمهور تكسب فى نهاية المطاف، ومن "وراه حد بيحبه" يلامس النجوم دون الحاجة للطيران.
"ابهر بهير بانبهار يبهره"
انطلاقًا من "إفيه" فيلم سيمر وشهير وبهير الشهير "أنا كبهير انبهرت"، لعب محمد رمضان فى كليباته بشكلعام على عنصر الإدهاش فى فكرة التصوير والإخراج، واخيتار حتى الديكور وملابس الشصيات وفكرة الأداء نفسه سواء التمثيلى والغنائي، ولكنه بعيدًا عن فحوى ما ظهر به فى "الملك" و"نمبر وان"، يبدو أنه وصل هنا فى كليب "مافيا" إلى "ليفيل الوحش" أى مستوى أعلى بكثير من حيث لعبه على وتر الإبهار المرئى قبل السمعى، وهو ماظهر جليًا فى احترافية التصوير والإخراج المحسوبة للمخرج ياسر سامى، وفكرة الإنتاج "المكلف" الذى جعل من الكليب يظهر بهذه الوصرة ويجبر من يشاهده مرة بالصدفة على إعادته عدة مرات دون كلل ليكتشف كل مرة "زوايا" جديدة من حيث الديكورات والملابس وحتى الشصخيات المتجسدة خلاله، وتمكن من تجسيد روح الـGodfather وعصابات الغرب بكل تفاصيل حياتهم من "الأكشن" و"ضرب النار" والغوص فى عوالم "الكازينوهات" وغسيل الأموال، مع إضافة حبكة من خفة الدم تجسدت فى أداء رمضان وتعابير وجهه عند أداء كلمات الأغنية، مع جمال نقلات المونتاج والتى تجعل بصرك ينخطف مع مشاهد متتالية يحوى كل مشهد منها على تفاصيل عديدة من حيث التمثيل والخلفيات يجعلك تعيدها مرات ببطئ لتملى عينيك منها.
"زعيم عصابة قصف الجبهات"
يكفى الكوبليه الختامى فى الأغنية "أنا اللى برسم الطريق وانتوا اللى بتمشوا عليه، ماهو النجاح مش بالعافية مهما عملتوا ايه"، ليكون سببًا كافيًا فى حد ذاته لنجاح محمد رمضان، الذى يلعب بكل تلقائية على وتر "الثقة بالنفس" التى تصل أحيانًا كثيرة لما أشرنا إليه من قبل "بالغرور" وربما التناكة من حيث اللغة الدارجة، ولكن المقصود هنا هو فكرة "الاستحداث"، وخلقه لحالة غنائية مختلفة تمامًا عن المعتاد فى المجال، ربما تلقى رواجًا كبيرًا فى عالم الغرب، ولكنها مازالت جديدة نوعًا ما بالنسبة إلينا كمصريين وعرب، فكرة التعظيم فى النفس فى فحوى كلمات أغنية تستمتع بمشاهدتها وتعلق فى أذهانك كلماتها وتراكيبها "نمبر وان وانتوا عارفين" و"رايحين فين دنا الملك نادى الملوك مين فيكوا مشترك" وحتى "أنا لو لو لو لمحته هينونو، عايشها وبيحلو، لازم يخاف من العو" وحتى "الساحة دى بتاعتى وأنا اللى شاكمها"، مع حرصه الدائم على "قصف جبهة" من يكره له الخير وحتى من يجرب "جر شكله" بلدغة "كوبرا" عابرة، بمقاصد مختلفة المعانى تتخفى خلف كوبليهات أغانيه، تجسدت غالبيتها هنا فى مافيا، فتكفى جمل "مبخفش من حد ولا عمرى هكش وأى حد هيواجهنى هاخده وش".. و"تضربنى بطلقة فى ضهرى يا غبى دى ماجتش سهل انك تنزل تلعب صعب تكسب ماتش" وصولًا لـ "ياللى بيتكوا من إزاز لازم تحافظوا عليه لو شوفت رجله جوه ارضى هتيجوا تعزوا فيه"، ليستحق عن جدارة بشخصيته الجديدة فى الكليب لقب "زعيم عصابة قصف الجبهات".