11 عاما مرت على رحيل الكوميديانة سعاد نصر، التى توفت 5 يناير عام 2007 نتيجة لإجراء عملية تجميل، إلا أنها أصيبت بهبوط حاد فى الدورة الدموية دخلت على إثره فى غيبوبة لم تفق منها حتى فارقت الحياة.
ولدت سعاد نصر، فى حى شبرا بالقاهرة عام 1953، ولم تكن تحلم يومًا بأن تصبح ممثلة بل كانت طموحاتها تتجه نحو الصحافة، إلا أن القدر جعلها تلتحق بـ"المعهد العالى للفنون المسرحية" الذى تخرجت منه عام 1975، واكتشفها للكوميديا أستاذها الفنان كرم مطاوع، حيث وجد فيها فنانة كوميدية على عكس ما كانت تعتقد أنها لا تصلح إلا للتراجيديا، وعملت ممثلة كوميدية بالسينما والتليفزيون والمسرح.
على مدار ما يقرب من 32 عاما، استطاعت سعاد نصر أن تحفر لنفسها مكانا وسط فنانين جيلها، فشكلت مع الفنان محمد صبحى، ثنائيا كوميديا وشاركا سويا فى عدة أعمال فنية مازالت موجودة فى أذهان المشاهدين، منها مسرحية الهمجى، ومسلسل رحلة المليون، لكن سيظل دور "مايسة" فى "يوميات ونيس" هو الأهم والأبرز فى مسيرتها الفنية ومن الشخصيات التى ارتبط بها الجمهور، حيث جسدت من خلالها المعنى الحقيقى للأم المثالية التى تربى أبناءها على المبادئ والقيم، وتربى عليه جيل كامل تعلق بكل تفاصيل العمل حتى إن البعض مازال يردد نشيد "بابا ونيس، ماما مايسة، إحنا ولادكوا هنرفع راسكوا".
بدأت سعاد نصر مشوارها فى السينما عام 1982، خلال مشاركتها فى فيلم الغيرة القاتلة، ثم توالت بعدها الأدوار السينمائية كان من أبرزها دور صابرين فى فيلم "هنا القاهرة" الذى وضعها فى مصاف نجمات الكوميديا فى مصر من خلال أدائها البسيط لشخصية الصعيدية التى تأتى برفقة زوجها لزيارة القاهرة، كذلك شاركت فى أفلام حدوتة مصرية، إسكندرية نيويورك، والمصير، ويجا، جواز بقرار جمهورى، خليل بعد التعديل، فارس المدينة، حمام الملاطيلى، المتوحشة، البداية، شقة فى وسط البلد، خريف آدم، مجانين على الطريق، صايع بحر وعلى سبايسى.
كما شاركت الفنانة الراحلة فى العديد من المسلسلات، منها "رحلة المليون، أبرياء فى قفص الاتهام، أبواب المدينة، الليل وآخره، مشوار امرأة، أحلام عادية، بوابة الحلوانى، جحا المصرى وهند والدكتور نعمان"، كما وقفت على خشبة المسرح فى مسرحيات "الهمجى، تكسب يا خيشة، جوز ولوز، عائلة ونيس، البراشوت وعيلة عشر نجوم".
تزوجت سعاد نصر مرتين، الأولى من الفنان أحمد عبد الوارث، وأثمر هذا الزواج عن إنجاب طارق وفيروز، لكن هذه الزيجة انتهت بعدما أدرك الطرفان أنهما مختلفا الطباع، بينما كانت الزيجة الثانية كانت من مهندس البترول محمد عبد المنعم، الذى أكملت معه مشوار حياتها الخاص.
العام الماضى، كشف زوج الفنان الراحلة، المهندس محمد عبد المنعم، عن آخر ما قالته ووصته به قبل سويعات من وفاتها، حيث قال فى تصريحات صحفية، إنها استفاقت من غيبوبتها لمدة تتجاوز 5 دقائق وتحدثت إليه وأبلغته وصيتها، وطلبت منه أن يدفنها بسرعة وأن يبقى أهلها لمدة ساعة كاملة أمام قبرها للدعاء لها بالرحمة"، موضحا أن آخر ما نطقت به هو: "اللهم توفنى مع الأبرار" لتدخل بعد ذلك فى غيبوبتها الأخيرة.