صدر عن مؤسسة بيت الحكمة للصناعات الثقافية بالتعاون مع دار نشر الشعب التعليمية بالصين، وفى إطار مشاركتها بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الخمسين، سلسلة "كنوز الأدب الشعبى الصينى"، وهى سلسلة أدبية للقصص والحكايات التراثية الصينية، وتضم أربعة إصدارات هى "الحكايات الشعبية الصينية"، و"الحكايات الأسطورية الصينية"، و"الحكايات التراثية الصينية"، و"الحكايات الخرافية الصينية".
وتحتل هذه السلسلة الأدبية، مكانًا مهمًا فى حياة المجتمع الصيني، فضلًا عن أنها بمثابة مفتاح للتعرف على الشخصية الصينية وفهمها، وهى بوابة شيقة لدخول عالم أدب الاساطير والحكى الشعبى فى الصين، لا سيّما أن الأسلوب الفصيح والسرد الشيق، والخيال التصويرى الرائع يضع القارئ من كل الأعمار فى عوالم الأدب الشعبى الصينى القديم. وقد جمع وحرر هذه السلسلة شيانغ يون جيوى وترجمها عن الصينية كل من، د.داليا طنطاوي، وآية عبد الله، وعصام إيدام. وراجعها د. أحمد ظريف وسوه شاو هوا وأحمد السعيد، وأشرف على تحريرها عمرو مغيث.
وسلسلة "كنوز الأدب الشعبى الصينى" تجسد شخصية الشعب الصينى وموروثه الحضارى والتاريخى والفكرى، حيث أصبح أبطال الكتب الأربعة علامة بطولية تراثية فى قلوب الأجيال المتعاقبة والتى ترسخ مجموعة من القيم والمبادئ، حيث تعزز هذه الحكايات الخيالية وأبطالها قيم الشهامة والصدق والشجاعة والدهاء والفطنة والعدل وعمل الخير وغيرها، وذلك عبر أسلوب سردى شيق، يشتمل على عناصر ما زالت تتوافق مع فكر ووجدان المتلقى فى عصرنا الحديث.
وتعكس السلسلة عبر الكتب الأربعة وما تضمه من حكايات شيقة، الحكمة التى تمتع بها الشعب الصينى منذ قديم الزمان، فيشمل كتاب "الحكايات الشعبية الصينية" الكثير من الحكم والمبادئ التى ترسخ للأخلاق الطيبة، ويحوى كتاب "الحكايات الأسطورية الصينية" الكثير من الغرائب المليئة بالخيال والمبالغات والخوارق، أما "الحكايات التراثية الصينية" فيعزز المشاعر الإنسانية والعلاقات بين الأفراد وما حولهم من الطبيعة عبر القصص التى تشبه حكايات الأجداد التراثية القديمة، أما كتاب "الحكايات الخرافية الصينية" فتبعث حكاياته على الحس والتأمل فى العلاقة بين الحيوانات والجماد، بل بين الإنسان والحيوان، حيث تقوم حكاياته على حوار بين الحيوانات فى إطار أدبى أشبه بقصص "كليلة ودمنة" الشهيرة. والكتب الأربعة تعكس بشكل كبير تشابه المفاهيم الكلاسيكية للقيم الأخلاقية لكل الشعوب وتعبر بشكل واضح عن جوهرها وتعد نقطة التقاء تتجمع فيها الشعوب فى إطار أدبى شيق.
وسلسلة "كنوز الأدب الشعبى الصيني" التى تحوى الكثير من الحكايات الشعبية الصينية التقليدية، تعد موروثًا حضاريًا فريدًا وجزء مهما من الثقافة الصينية التقليدية، وهى بمثابة بوابة دخول إلى فهم الحضارة الصينية العريقة، ومعايشة أغوار الفلسفة الصينية الكلاسيكية والوقوف على مناطق التشابه بين الحضارة المصرية والصينية تراثيا، فهى أدب شعبى وملهاة فريدة ابتدعها الصينيون فى شكل رسائل متجددة تحمل أشكالا وسمات مختلفة تربط بين الماضى والحاضر وتتنقل بشكل حى من جيل إلى آخر، وتتطور على مر العصور.