قال الدكتور يوسف عيدابى، مستشار الشيخ سلطان بن محمد القاسمى وعضو لجنة تحكيم مسابقة البحث العلمى المسرحى، إن التيمة العامة التى انطلقت منها المسابقة كانت حول الاشتباك مع الموروث الثقافى، بهدف إنتاج مفاهيم معرفية جديدة، حيث تقدم للجنة أكثرمن 15 باحثا وباحثة، لتستقر اللجنة فى النهاية على أربعة فائزين فى التصفيات النهائية .
وأضاف فى المؤتمر الصحفى الذى أقيم اليوم الثلاثاء 15 يناير، ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربى، أن اللجنة عقدت ندوتها المحكمة بأكاديمية الفنون فى القاهرة، وفى رحابها لتحديد المراتب الثلاثة الأفضل فى المسابقة العربية للبحث العلمى المسرحى، حيث أشرفت لجنة التحكيم التى شكلتها الهيئة العربية للمسرح فى وقت سابق من عام 2018 على هذه الندوة.
كانت الهيئة قد قامت باختيار اللجنة العربية لتحكيم الأبحاث لما تملكه من مكانة علمية ومعرفية متفاعلة مع المشهد المسرحى فى بلدانها وفى الوطن العربى، وتكونت من الدكتور عقيل مهدى يوسف - العراق رئيسا، والدكتور حسن اليوسفى – المغرب ، الدكتور يوسف عيدابى – السودان .
وأضاف، أن اللجنة نظرت فى أبحاث الفائزين فى المسابقة العربية للبحث العلمى المسرحى فى نسختها الثالثة لعام 2018، وتمثل عمل اللجنة بالآتى:
- دعوة المتنافسين لندوة مفتوحة يوم الاثنين 14 يناير 2019
-باشرت اللجنة عملها باختيار المرشحين للفوز من بين أربعة متنافسين وفق أهداف المسابقة ومعاييرها العلمية.
- كانت الأهداف المعلنة هى الارتقاء بالبحث العلمى فى المسرح، وفتح فضاءات جديدة لأفكار الشباب ورؤاهم المعرفية، واكتشاف أصوات جديدة فى البحث العلمى فى مجال الدراسات المسرحية، إثراءً للمحتوى العلمى للمسرح العربي، وتفعيلًا لدور المؤسسات العلمية والأكاديمية حفزًا لها لدعم البحث العلمى المسرحى بين أوساط الشباب.
واستكمل الدكتور مهدى عقيل الحديث حول المعايير العلمية التى اعتمدت عليها اللجنة قائلا: إنها تمثلت فى جدّة الموضوع ورصانته وقدرة الباحث على الابتكار، إلى جانب الالتزام بقواعد البحث العلمى فى اختيار العنوان المناسب وتحديد مشكلة البحث وآلياته ومنهجه وترتيبه بخلاصة ومقدمة، وتبيين حدود البحث المكانية والزمانية والموضوعاتية والتعريف بالمصطلحات وإجراءات العينة والدراسات السابقة، والإطار النظرى ومباحثه ومؤشراته ونتائج البحث ومناقشتها والتوصيات والمقترحات وخلاصة البحث ومصادره ومراجعه.
وأضاف، أن اللجنة تدارست معايير المسابقة مطبقة على البحوث المقدمة، ولاحظت بعض الهنّات اللغوية وعدم مراعاة اشتراطات البحث العلمى كاملة، وعدم الرجوع إلى الدراسات المشابهة أو المراجع العلمية فى غير اللغة العربية.
وفيما يخص التقييم قدم كل محكم ملخصا لتقاريره عن كل بحث، و بعد المناقشات استقر رأى اللجنة على أن يفوز الباحثون الأربعة بالجائزة التزاما بالضوابط المعلنة والمرسلة إلى أعضاء اللجنة، حيث شرحت اللجنة اشتراطات المسابقة، ولخص أعضاؤها ملاحظاتهم حول البحوث، ودارت حوارات مع المرشحين للفوز حسب عناوين بحوثهم، ثم رفعت الجلسة لتقرير المراتب للفائزين، لتعود اللجنة بعد المداولة لتعلن الفائزين بالمراتب الأولى كما يأتى:
- المركز الأول: البحث المعنون فى الحاجة إلى مجاوزة الاحتفالية لإنتاج معارف جديدة مسرح وإبداعية متجددة للباحث المغربى على علاوى.
- المركز الثانى: البحث المعنون "المسرح العربى من سؤال الكينونة إلى ما بعد التراث" دراسة فى الأنساق الثقافية للباحث السودانى محمود حسن محمد.
- المركز الثالث مكرر: البحث المعنون "جمالية الهجنة فى الممارسة المسرحية المغربية من تأكيد الخصوصية إلى استيعاب النماذج الكونية" للباحثة المغربية فاطمة أكنفر.
- المركز الثالث مكرر: البحث المعنون "تجليات أسطورة عشتار فى الخطاب المسرحى النسوى .. مسرحية أسرار عشتار لحياة الرايس نموذجا" للباحثة المصرية مروة وهدان.
قال الدكتور حسن اليوسفى أن المهرجان يتيح الفرصة لاكتشاف طاقات جديدة من الشباب، فالمبادرة تأتى أهميتها من خلال ترسيخ التفاعل الخلاق ما بين الإبداع والمعرفة بهدف إنتاج وتتبع جماليات جديدة تعمل على ازدهار المسرح العربي.
وأضاف أن تفاعل الشباب مع هذه المسابقة أمر فى غاية الأهمية لأنهم الأمل الذى نحيا عليه ونشجع وجوده، وتنبأ بوجود إشراقات رائعة حول الشباب الذى يبحث بشكل جاد وعلمى ومنهجى فى المسرح العربى.
وأكد أن هذا هو الهدف الأسمى من إقامة المسابقة متمنيا أن تتسع لمشاركات الكثير من الباحثين فى الوطن العربى، وتوجيههم إلى ضرورة البحث عن مناهج نقدية جديدة حتى يتاح لنا تنوع فى الأبحاث العلمية المقدمة.
وجه الباحث على علاوى الفائز بالمركز الأول الشكر فى كلمته للهيئة العربية للمسرح وأعضاء لجنة التحكيم لسعة صدرهم وتفهمهم ورقى علمهم ، وأشار إلى أن بحثه قام على فكرة تجاوز الإحتفالية التى أسس لها الدكتور عبد الكريم برشيد، والتى نالت جانب كبير من الممارسة المسرحية فى الوقت التى لم تلق نفس المستوى على الممارسة النقدية .
وذكر أن مدخله إلى الاحتفالية ارتكز على أرضية فلسفية انطلق منها لنقد الظاهرة، حيث شدد على ضرورة تأسيس أرضية فلسفية عربية تسير جنبا إلى جنبا بمحازاة الإبداع كما فعل الغرب من قبل إذا أردنا حقا أن يتطور مسرحنا العربى.
وحول بحثه العلمى أشار الباحث السودانى محمود حسن الفائز بالمركز الثانى أن أعادة قراءة التراث من جديد من خلال اجراء أنساق إجرائية جديدة أشبة بالتجريب فى إعادة فك وتركيب قراءة التراث.
وأضاف أنه ارتكز فى بحثه على عينات مسرحية منها على سبيل المثال نص للدكتور يوسف عيدابى كتبه فى ستينات القرن الماضى ليعيد قراءة وتحليل المسرحية وفق متطلبات العصر الحالى فى صورة الفهم للتراث فى اللحظة الراهنة ، بالإضافة إلى نص سأموت فى المنفى للكاتب غنام غنام حاول فيه النبش عن الأنساق الفنية و الفكرية المضمرة و المرتكزة فى إنطلاقاتها على التراث، مشيرا إلى إستخدامه للمناهج التاريخية والوصفية التحليلية فى بحثه العلمي.
بينما أشارت الباحثة المصرية مروة وهدان والفائزة بالمركز الثالث مكرر لكونها انطلقت من تيمية المسابقة حيث الإشتباك مع التراث والذى يعد أيضا ميدان تخصصها الأكاديمى الذى يبحث فى المسرح النسوى فى تعاملها مع مسرحية أسرار عشتار للكاتبة حياة الرايس، اعتمادا على المنهج الأسطورى فى التناول والذى أسس له من قبل كارل يانج والتى تصوغ الأسطورة وفق العقل الجمعى للشعوب.
وأضافت أنها طرحت فى بحثها فكرة المشاركة والحوار ما بين الرجل والمرأة وليس التناول بمبدأ المغالبة لأى منهما على الأخر ولذلك أختارت نموذج أسطورة عشتار لتبرز التحولات الدرامية من العشق إلى الإنتقام فهى تشارك الرجل الفعل وتصنع معه الأسطورة.
فى ختام الندوة تقدمت اللجنة بالشكر لأكاديمية الفنون للاستضافة الكريمة وشكرت الباحثين والحضور على تفاعلهم ، وأوصت بضرورة استمرار المسابقة والعمل على إقامة ورش تقويمية لمناهج البحث والنظريات المسرحية للفائزين من الدورات السابقة واللاحقة بشكل سنوى يعمل على تأهيل باحثين شباب من البلدان العربية يستثمر جهدهم فى أعمال الهيئة.
ولفتت اللجنة لأهمية المتابعة الإعلامية والإعلانية للمسابقة وخاصة فى البلدان التى لم ترد منها مشاركات.