اللهجات بشكل عام تتطلب قدرات خاصة من الممثل فهى عنصر مهم من عناصر إقناع المشاهد بأن الشخصية أقرب للحقيقية.. وعندما يمتلك الممثل القدرة على تطويع اللهجة لتحاكى بل فى بعض الأحيان تطابق الواقع نكون بصدد عمل فنى متميز مما يجعل الجمهور يعتقد أن هذه اللهجة هى اللهجة الأصلية للممثل ومن هؤلاء النجوم على الكسار؛الذى أجاد إتقان اللهجة النوبية واستطاع باقتدار أن يتقمص شخصية عثمان عبد الباسط التى جعلت الكثيرين يتأكدون أنه نوبى.. والحقيقة أن على الكسار لم يكن نوبيا، والحكاية تبدأ منذ صغره عندما عمل مع والده كسروجى وبعد أن توفى والده عمل مع خاله فى مهنة الطهي، التى جعلته يعايش كثير من النوبين، الذين كانوا يتخصصون فى مهنة الطهى فى ذلك الوقت، ومن ثم أتقن الكسار اللهجة النوبية.
أما بشارة واكيم فقد نشأ فى حى الفجالة الذى كان يعج بكثير من الشوام فكون كثير من الصداقات معهم ومن ثم أتقن اللهجة الشامية فأجاد فى تجسيدها وتوالت عليه الأدوار باللهجة الشامية مثل فيلم غرام وانتقام مع يوسف وهبى وفيلم لعبة الست مع نجيب الريحانى حتى أن كثير ممن يعملون فى الوسط الفنى كانوا يعتقدون أنه من الشام.. وهناك نادرة يتندر بها الوسط الفنى وهى أن أنور وجدى أرسل ريجسير فى طلب بشارة واكيم فتكاسل عن أداء مهمته، فعاد إلى وجدى وقال له: لقد ذهبت إلى الأستاذ بشارة وعلمت من الجيران أنه سافر إلى بلده لبنان.