تمر اليوم الذكرى 76 لسندريلا الفن المصرى النجمة سعاد حسنى، التى تعد واحدة من رموز السينما المصرية وأيقونة من أيقونات الجمال المصرى، كما أنها تعتبر واحدة من الفنانات القليلات المتعددات المواهب سواء فى التمثيل أو الاستعراض أو الغناء.
فى السطور التالية نستعرض مواقف فى حياة السندريلا، لعل أهمها عندما اكتشف الشاعر عبد الرحمن الخميسى، موهبتها الفنية وقدرتها الرائعة على التمثيل، ليشركها فى مسرحيته "هاملت" للأديب الإنجليزى وليام شكسبير، وقامت بأداء دور "أوفيليا" الذى كان بداية تألقها، وعندما شاهدها المخرج هنرى بركات، قرر ضمها لطاقم فيلمه الشهير "حسن ونعيمة فى" دور نعيمة عام 1959، الذى كانت بمثابة البداية الحقيقة لحياتها الفنية.
من المواقف التى أحدثت فارقا مع السندريلا، هو لحظة إصابتها بآلام فى الظهر والعمود الفقرى واحتمالية إصابتها بالشلل، حيث كانت تعانى من تآكل فى فقرتين من العمود الفقرى، وظهر ذلك أثناء تصويرها مسلسل هو وهى وفيلم الدرجة الثالثة وعلى الرغم من مرضها كانت تعمل، لكن انتهى بها الحال لتسافر إلى فرنسا وتتلقى العلاج، وبالفعل قام دكتور فرنسى متخصص بتثبيت الفقرتين بواسطة صفيحة معدنية، لكن استمر الألم معها حتى تفاقم الأمر ووصل بها الحال لتصاب بشلل فى الوجه، مما أدى إلى استخدامها الكورتيزون الذى نتج عنه زيادة فى الوزن بشكل غير طبيعى.
من المواقف القاسية على السندريلا خلال حياتها هو إصابتها بالاكتئاب، وهو ما كشفه الدكتور عصام عبد الصمد، الطبيب المصرى الذى تولى متابعة حالتها الصحية فى آخر سنواتها أثناء وجودها فى لندن، فى كتابه "سعاد حسنى"، إنها مرضت بالاكتئاب من مدة طويلة منذ أكثر من 15 سنة، كانت أسباب المرض متعددة منها عدم نجاح آخر فيلمين لها علمت بعد ذلك أنهما فيلم "الدرجة الثالثة" وفيلم "الراعى والنساء"، وسبب آخر هو وفاة الأب الروحى لها الأستاذ صلاح جاهين، بينما كان السبب الثالث هو إصابتها بشلل بسيط فى وجهها، وكانت تأخذ أدوية الاكتئاب بانتظام، ولكن بعد أن تعرفت عليها أكثر اكتشفت أنها مصابة بمرض الاكتئاب منذ مدة أطول من ذلك بكثير لحرمانها من حنان الأب، وكانت تعالج من هذا المرض اللعين وهى فى مصر ولفترات طويلة على يد بعض من أساتذة طب الأمراض النفسية أمثال الدكاترة "أحمد فايق"، و"صالح حزين"، و"مصطفى زيور"، الذى كانت تعتبره أبا لها، وعرفت عنها أيضا أنها كانت لا تحب النوم الكثير وكانت شديدة الأرق لأنه كانت تأتيها أحلام مزعجة وكوابيس.
كما كشف الدكتور عبد الصمد، أن سعاد حسنى كانت تقرأ ثلاثة أعمال لتمثيلها حال عودتها لمصر، وهى "الفارس والأميرة" وهو كان فيلم رسوم متحركة قصة وسيناريو وحوار بشير الديك، وإخراج محمد حسيب، وكان دورها فى هذا الفيلم "فاطمة ولبنى" وهو دور صوت فقط بالطبع، وكان البطل أمامها الفنان "عمر الشريف" صوت فقط طبعاً. وعلمت أخيراً أن مشروع الفيلم رفض من عمر الشريف وسعاد توفت، ولذا أسندت الأدوار إلى أنغام ومدحت صالح، وعمل من الفيلم عشر دقائق فقط ولا أعلم باقى قصة الفيلم، وكان السيناريو مقدم من شركة السحر للرسوم المتحركة.
السيناريو الثانى: اسمه "هيرجادا سحر العشق" أو "الغردقة سحر العشق" وكان هذا الاسم المؤقت. قصة وسيناريو وحوار وإخراج صديق سعاد الحميم رأفت الميهى، وكان دورها فى الفيلم هو سارة، وكان السيناريو مقدم من شركة استوديو 13، بينما كان السيناريو الثالث هو "اعترافات زوجية" قصة وسيناريو وحوار وإخراج رأفت الميهى، وكان دورها فى الفيلم هو الزوجة واسمها "سعاد"، ولى وقفه هنا عن الأستاذ الميهى الذى كان صديق وقريب جداً من سعاد، وكانت على اتصال دائم به حينما كانت فى رحلة المرض فى لندن، وكانا يتحادثان على التليفون باستمرار، وأتذكر هنا أنه قبل وفاتها بحوالى ستة أشهر حضر رأفت الميهى إلى لندن للتخفيف عن سعاد ومعرفة أخبارها على الواقع ومناقشتها فى السيناريوهين الخاصين به، ولكن للأسف لم تقابله إطلاقاً، وكانت على اتصال دائم به على التليفون مرة فى فترة الظهيرة، ومرة أخرى فى المساء. وفى بعض الأحوال كانت المكالمة تطول لأكثر من الساعة. وقالت له سأراك فقط بعد أن أشفى.