استعدت للعودة بمسرحية.. طردها أحد المنتجين وحزنت بسبب مهرجان الاسكندرية..أسرار علاقتها بالعندليب وتفاصيل رسائلها إلى الله
" كانت طفلة غلبانة "..عبارة تكرر ترديدها من كل أصدقاء السندريلا يعبرون بها عن ملامح شخصيتها..وحدتها ومعاناتها..براءتها وحيرتها..عذابها ورقتها.. فأيقونة الجمال التى نراها على الشاشة تشع بهجة ومرحا وحياة وحبا احتفظت لنفسها بالحزن والمعاناة والقسوة، تعذبت وتألمت فى صمت لتملأ حياتنا بفيض من الفن والسعادة والجمال.
وفى ذكرى ميلاد السندريلا نعرض الكثير من أسرار حياتها على لسان أقرب أصدقاءها لنعرف الجوانب الخافية منها، كما نعرض مجموعة من الرسائل التى كانت تناجى بها وكتبتها بخط يدها، حيث اعتادت سعاد حسنى أن تتحدث إلى الله فى رسائل مكتوبة.
وفى حديثه معنا عن السندريلا قال الفنان سمير صبرى: "تعاونت مع السندريلا فى 4 أفلام وأصبحنا أصدقاء وكانت مثل طفلة غلبانة وضائعة، فسعاد عاشت طفولة تعيسة وكانت بلا عائلة وتحتاج من يرشدها دائما، وهذا ما وجدته عند "على بدرخان"، لذلك كانت أفضل أفلامها خلال فترة زواجها من بدرخان، ومنها: الزوجة الثانية والقاهرة 30 وغيرها، وبعد بدرخان وجدته فى الأب الروحى لها صلاح جاهين».
تحدث سمير صبرى عن قصة حب العندليب والسندريلا قائلا: «كنت شاهدا على علاقة الحب الكبيرة التى جمعت العندليب والسندريلا لمدة 4 سنوات وكان يغار عليها بشدة، وعانى العندليب كثيرا بسبب هذه الغيرة، وسمعته بيتخانق معها فى التليفون على أشياء عديدة بسبب الغيرة، لكن لا أعرف هل تزوجها أم لا ».
يشير صبرى إلى حزن السندريلا أثناء تكريمها فى مهرجان الاسكندرية السينمائى، موضحا: «عندما قدمت سعاد حسنى آخر أفلامها الراعى والنساء، أخبرها مسؤولو المهرجان بفوزها بجائزة أحسن ممثلة عن هذا الدور، ولكن بعد ظهر يوم توزيع الجوائز تغيرت النتيجة وقررت لجنة التحكيم منح جائزة أحسن ممثلة لنبيلة عبيد، ومنح سعاد حسنى جائزة النقاد، فحزنت السندريلا حزنا شديدا بسبب تغيير النتيجة».
يشير الفنان الكبير إلى تفاصيل ما حدث خلال هذه الحفلة قائلا: «حضرت السندريلا الحفل وكانت حزينة وكنت أغنى وهى تجلس بجوار أحمد زكى وكل نجوم مصر، وبعد أول أغنية تحدثت على المسرح، وقلت إننى سعيد جدا لوقوفى أمام الفنانة العظيمة التى استطاعت أن تقدم فى السينما كل الأدوار المختلفة «خلى بالك من زوزو، أميرة حبى أنا، بئر الحرمان، الزوجة الثانية.. سعاد حسنى»، فوقف كل من فى القاعة وعددهم 500 ليصفقوا لها، وفرحت السندريلا كثيرا بهذا المشهد، فأكملت حديثى وقلت: إذا كان فى القاعة 500 فرد، ففى خارج القاعة 500 مليون يصفقون لك، لأنك أقوى من أى مهرجان وجائزتك فى قلوب الناس، فضجت القاعة بالتصفيق وعزفت الفرقة الموسيقية موسيقى أغنية يا واد ياتقيل، وصعد إلى المسرح نور الشريف ومحمود عبدالعزيز ووقف ثلاثتنا وأعطيناها الميكرفون وغنت وهى سعيدة، وظلت تتذكر هذه الليلة دائما».
وتابع: «بعد غربتها فى باريس ولندن كنت أراها كلما سمحت الفرصة ،واستمرت الصلة معها عندما ذهبت لندن».
وكشف سمير صبرى أن سعاد حسنى كانت تستعد للعودة من لندن قبل وفاتها بعمل مسرحى وتحدثت من المنتج والمؤلف سمير خفاجة فى هذا الموضوع.
وأوضح قائلا :"كان كل همها أن تعود إلى مصر ويراها الناس سعاد حسنى التى يعرفونها، فحرصت على إنقاص وزنها وأجرت عمليات فى الأسنان وجراحات تجميل، وكلمت سمير خفاجة حتى يجهز لها مسرحية مثل التى أعدها للفنانة شادية وكانت كل هذه الشواهد تؤكد أنه لم يكن لديها هذا الاكتئاب الذى يؤدى للانتحار».
يتحدث عن الفترة الأخيرة فى حياة السندريلا قائلا: «عندما زاد وزنها بعد الجراحة التى أجرتها فى ظهرها كانت تعيسة جدا، لأنها لم تعد سعاد حسنى التى يعرفها الناس، وحزنت جدا عندما رآها محرم فؤاد ولم يعرفها، فقالت له: «أنت مش عارفنى أنا نعيمة ياحسن «وتأثرت جدا بهذه الواقعة، وتكرر نفس الموقف مع حسن يوسف».
وعن البرنامج الذى قدمه سمير صبرى بعنوان «رحيل السندريلا»، وسافر من أجله إلى لندن للتحقيق فى مقتلها، قال: «عندما توفت سعاد حسنى خطر لى وأنا فى المطار أصور وصول الجثمان أنا وصديقى صفوت غطاس عمل حلقات عن رحيلها، وسافرنا بعد أسبوع وكنا الوحيدين الذين صورنا فى شقة صديقتها نادية يسرى، ولم نتهم أحدا وكنا نطرح أسئلة ونسأل الشهود، وكنت أنهى الحلقات دائما بمقولة أننا نتحقق ولا نحقق».
وأضاف: «الطب الشرعى البريطانى أكد عدم وجود أى كسر فى جسد سعاد حسنى وهو ما أكده الطب الشرعى فى مصر، فهل يعقل أن تسقط سعاد حسنى وكان عمرها وقت وفاتها 58 عاما من الطابق الساس دون أن ينكسر فيها إصبع، ورغم ذلك أقول الله أعلم هل قتلت أم انتحرت"
فيما قال الفنان حسن يوسف والذى تعاون مع السندريلا فى العديد من الأفلام السينمائية :"سعاد حسنى قالت عنها فاتن حمامة إنها وجه لم تأت به الشاشة من قبل، وبإمكانها إتقان أى دور سواء كوميدى أو تراجيدى."
وأوضح فى تصريحات خاصة لعين قائلا :" سعاد عبقرية تمثيل وعندها حضور مرعب على الشاشة، ولكنها عاشت وماتت غلبانة ولم تأخذ حقها"
واضاف :" جمعتنا أعمال كثيرة نشأت بيننا خلالها علاقة صداقة وكانت تعتبرنى أخًا لها وتقول لى «أنت الوحيد اللى ماعكستنيش»، وأقول لها «إنتى خايبة وصعبانة عليا»، لأنها كانت على نياتها وإذا أخطأ فيها شخص لا ترد، حتى أن أحد المنتجين طردها لتأخرها عن التصوير، وعندما أبلغوها بأوردر اليوم التالى حضرت لإحساسها بالالتزام، وكانت متواضعة وخلوقة، كما كانت لا تلمع إلا عندما يبدأ التصوير وأول ما ينطفى النور تنطفى، وكثيرا ما تدخلت فى حل مشاكلها الزوجية مع على بدرخان وصلاح كريم، وبعدها انقطع التواصل بيننا حتى رأيتها للمرة الأخيرة فى لندن قبل وفاتها بسنوات"
يحكى حسن يوسف عن تفاصيل لقاءه الأخير بالسندريلا فى لندن قائلا :"كان ابنى محمود مسافرا إلى لندن للدراسة، فسافرت معه حتى أرتب له الإقامة فى فندق مصرى كان مديره صديقى، ووصلنا الفندق قبل المغرب بقليل، وكان ذلك فى شهر رمضان، وفوجئت أثناء وقوفى بالرسيبشن بسيدة ممتلئة تجلس على كنبة، وتقول لى «إزيك يا حسن»، ولم أعرفها وتعجبت من أنها تعرفنى وتنادينى دون ألقاب، فإذا بها تقول لى: «مش عارفنى يا حسن أنا سعاد حسنى»
وعن رد فعله حينها قال :"شعرت بأن دش مياه بارد سقط فوق رأسى فأخذتها بالحضن واعتذرت لها بأن هذا تأثير الصيام والسفر حتى أخفى الحرج، وشعرت بأننى أخطأت خطأ كبيرا لأننى لم أعرفها، بسبب تغير شكلها وهيئتها، وكانت وقتها مصابة بالعصب السابع وترتدى ملابس بسيطة، فعرفتها على ابنى محمود، وقلت لها: ما تتحركيش أنا هطلع الشنط الغرفة وأنزل نفطر سوا، ونزلت فلم أجدها وقالوا لى أخذت تاكسى ومشيت، فانتظرتها وسألت عنها طوال اليوم والأيام التالية ولم تعد، وأعتقد أنها حزنت على نفسها لأن شكلها تغير لدرجة أن رفيق عملها لسنوات طويلة لم يتعرف عليها، وكانوا دائما يقولون سعاد وحسن تلميذ وتلميذة قاعدين على تختة واحدة، لأننا كنا «إخوة»
وتابع :" بعدما عدت إلى مصر وأخبرت زوجتى شمس بما حدث صممت أن تسافر معى المرة التالية، وقالت مش هرجع إلا ومعايا سعاد، وبحثنا عنها فى كل مكان بلندن وسألنا المستشار الثقافى للسفارة، فأكد أن تليفوناتها لا ترد وفشلت كل محاولات العثور عليها، وعدنا إلى مصر ولم نعرف عنها شيئا حتى عرفنا بموتها."
وعن حقيقة قتلها أو انتحارها قال :" لو كنت سمعت بانتحار سعاد خلال الفترة التى رأيتها فيها فى لندن كنت سأصدق أنها انتحرت، ولكن بعد هذه الواقعة سمعنا أنها شفيت من العصب السابع وعملت «علاج طبيعى» وأنقصت وزنها وعالجت أسنانها وكانت تستعد للعودة للأضواء، فكيف لمن تقبل على الحياة وتستعد للعودة أن تنتحر وتهرب من الحياة؟ وعموما هذا أمر يعلمه الله"
وعن قصة زواجها من العندليب عبدالحليم حافظ قال :" أنا لا أسأل أى صديق مهما كانت علاقتى به فى أمور لا تخصنى إلا إذا حدثنى فيها، وأنا لم أسال عبدالحليم أو سعاد عن علاقتهما وهل تزوجا أم لا"
فيما قالت الفنانة المعتزلة شمس البارودى والتى جمعها بسعاد حسنى أكثر من عمل سينمائى :" كنت منطوية ولم يكن بينى وبين الكثيرات من الوسط الفنى صداقات ومنهن السندريلا سعاد حسنى"، مشيرة إلى أن سعاد حسنى كانت تقول لها دائما إنها تشبه شقيقتها الصغرى، وهى الأخت التى توفت فى شبابها فى حادث قبل وفاة السندريلا.
من ناحية أخرى كتبت السندريلا سعاد حسنى عددا من الرسائل إلى الله بخط يدها وكانت تتحدث خلالها فى كل أمورها كطفلة تلجأ إلى ربها بعفوية دون تكلف أو حواجز.. وحيدة تعرف أنه ملجأها ومرشدها الوحيد.. تائهة تتمنى أن ترى الطريق.. صادقة تنشد الحب والخير، لا أحد يعرف بماذا كانت تشعر وقت كتابة هذه الخطابات وبأى أزمات كانت تمر..لكن تبقى كلماتها لتدل على أنها كما قال عنها أقرب أصدقائها "طفلة غلبانة تحتاج من يرشدها ويأخذ بيدها دائما"
وكتبت السندريلا فى أحد رسائلها إلى الله :" يارب ارضى عنى..اعف عنى يارب..باركلى فى خطواتى..سامحنى إن كنت أخطأت وإن كنت أذنبت وإن كنت أغفلت وإن كنت نسيت..وإن كنت توهت وإن كنت غفوت , وإن كنت طمعت أو أحببت نفسى أكثر من غيرى أو محيت الآخرين من ذاكرتى أو أخذتنى لذة الحياة وجمال الدنيا وعزة النفس ونشوة الفؤاد..سامحنى يارب وكن معى دائما".
هكذا كانت السندريلا صوفية دون ادعاء، تطلب التوبة والمغفرة والسداد، تستخير الله فى كل ما تفعل وفى أشد اللحظات والأزمات، تطلب من الله أن يجعلها مرحة واثقة وأن يجعل فى وجهها القبول، حتى استجاب الله لها فكانت من أكثر البشر قبولا، وهو ما يدل عليه خطاب إلى الله تقول فيه :" يارب آلهمنى الفعل الإيجابى، والإنجاز البصير، الرؤية الحسنة، والتوفيق والإيجاب، والقبول لدى ما توجد عنده مصالحي،، يارب ألهمنى الثقة بالنفس والعزيمة والإيجابية والمرح المحبب إلى النفس وأجعل فى وشى القبول للانتهاء من هذه المرحلة الحرجة، المقلقة الطويلة، كى انهى مرحلة التحضير وانتقل إلى مرحلة التنفيذ، اجعل ايامى مبصرة وصائبة وخيره ومتفائلة ومرحة ومقدامة وواثقة وثابتة، شكر لك يارب".
وفى خطاب ثالث تبدو حائرة تحتاج إلى اتخاذ قرار بين الزواج والتمثيل وأن هناك أمرا يجب أن تحسمه صباح يوم 5 يناير عام 1993، وتقول فى هذا الخطاب :
"يارب انت عارف عاوزنى ابقى ازاي، فى مهنة التمثيل أو زوجة، ساعدنى يارب فيما تختار لي، فأنت تعلم أنى فى حاجة للمساعدة، من بكرة بإذن الله احتاجك بشدة واترجاك ياربى أن ترسل الملائكة غداً فى الصباح 5-1-1993 حتى استمر من بعد هذا التاريخ المبارك أن تباركلى فيه وتظل الملائكة معى إلى ما لا نهاية لكى أفتخر بنفسى وأكون كما شئت، أنت وما رسمته لى يتضح أمامى حتى أسير عليه وأنا عارفة ما هو دورى فى الحياة أريد أن أرى بوضوح وأن يكون هناك يقين ومعرفة كاملة لما سوف اسير عليه وأن يكون إيمانى بما أفعله قوى وحاسم وقاطع وأن لا تزعزعه الخواطر والأفعال الأخرى وأن تكون أفكارى ثابتة، وشكراً".
رحم الله السندريلا سعاد حسنى وجعل عشمها وحبها وتقربها ولجوءها إلى ربها فى ميزان حسناتها.