من في مصر أو في العالم كله لا يعشق المانجو، فهي الفاكهة الاستوائية ذات الأشكال والأنواع المتعددة، لكن الكل يتفق علي حلاوة طعمها ويتناولونها في شكلها الطبيعي أو عصير أو مضافة للحلويات، وفي كثير من الدول لا يقف حب المانجو عند هذا الحد، لكن في الصين يعتبرونها فاكهة مقدسة، وهذه لها حكاية مستمرة منذ ستينيات القرن الماضي وحتى الآن.
تقديس المانجو جاء في عهد ماو تسي تونج الذي أعلن عن ثورة ثقافية في الصين في العام 1966 التي دعمت أفكاره وجعلت منه القائد الأبرز، واتجه الصينيون، بناءً على رغبة ماو تسى تونج، إلى تقديس فاكهة المانجو بشكل هستيرى أثار ذهول العالم.
احتفالات المانجو في زمن الستينيات
ففى أغسطس 1968، توجه وزير الخارجية الباكستانى شریف الدین بیرزادہ فى زيارة رسمية إلى الصين، قدم خلالها هدية رمزية للزعيم الصينى كانت عبارة عن سلة احتوت على نحو 40 ثمرة مانجو.
استغل الزعيم الصينى ماو تسى تونج هذه الهدية كما يجب ليجعل منها رمزًا لزيادة حماس العمال، وفى اليوم التالى أرسل الزعيم الصينى ثمرات المانجو إلى مجموعة من العمال الذين تكفلوا بتوزيعها على عدد من أكبر مصانع العاصمة ببكين.
احتفالات الصين بالمانجو
وخلال فترة وجيزة، تحولت فاكهة المانجو، التى أرسلت للمصانع، لنوع من الأشياء المقدسة القادمة من عالم آخر، واعتبرها العمال، الذين لم يسبق لهم أن شاهدوها فى حياتهم، رمزاً مقدساً يعبر عن حب "ماو تسى تونج" لهم، لتبدأ بعد ذلك احتفالات بثمرة المانجو من كل طوائف الشعب أذهلت العالم .
ففى أحد مصانع النسيج فى بكين، أقام المدير احتفالاً رسمياً لاستقبال فاكهة المانجو وأجبر جميع العمال على تقديم التحية لها كل صباح عند دخولهم لاستلام مهامهم، وما إن تعفنت ثمرة المانجو أقدم المسئولون بمعمل النسيج على طهيها فى الماء الساخن قبل أن يعمد العمال إلى شرب كميات صغيرة من هذا الماء،
، وفى غضون أشهر قليلة بلغت هستيريا المانجو ذروتها حيث عمد المسئولون الصينيون إلى صناعة نماذج من البلاستيك والشمع والورق لفاكهة المانجو وإرسالها إلى بقية المدن وتوزيعها على العمال، كذلك اتجهت المصانع الصينية إلى إنتاج أدوات منزلية وعلب سجائر رسمت على واجهتها صورة هذه الفاكهة الاستوائية لتغزو المانجو أبسط مظاهر حياة الصينيين.
احتفالات رسمية بثمرة المانجو المقدسة
وفى مدينة تشنجدو، التى تصنف ضمن قائمة أكبر المدن الصينية من حيث عدد السكان، تجمع ما يزيد عن نصف مليون شخص لاستقبال فاكهة المانجو عند وصولها المدينة، إلى هذا الحد لم تحدث كل الأمور الغريبة، بل غير المتوقع أن حصلت امرأة على حكم بالإعدام فى إحدى القرى الصينية، بسبب وضعها المانجو فى مقارنة مع البطاطس، حيث وجهت لها المحكمة تهمة "سب" رمز من رموز البلاد.
المانجو المقدسة في الصين
المانجو المقسة في الصين2
رسالة للزعيم الصيني عن المانجو