لم ينل مخرج هجوما على أفلامه مثلما نالها المخرج حسن الإمام فقد وصفه عدد من النقاد بمخرج "العوالم"، نظرا لما كان يقدمه من رقصات استعراضية وسِيَر للراقصات فى أعماله، وعلى الرغم ما كانت تحمله أفلامه من رقصات وراقصات، إلا أنه من أشهر المخرجين الذين تناولوا القصص المأساوية والميلودراما والمآسى والفواجع فى أفلامه .
حسن الإمام، الذى تحل اليوم ذكرى رحيله 29 يناير 1988، مثَّل فى 15 فيلمًا، وألّف 48 سيناريو، وأخرج 102 فيلم، وقدّم روايات نجيب محفوظ فى أعمال سينمائية خالدة هى «السكرية، زقاق المدق، قصر الشوق، بين القصرين»، كما كانت تحقق أفلامه إقبالا ونجاحا جماهيريا منقطع النظير.
بدأ حسن الإمام مشواره الفنى كمخرج بفيلم (ملائكة جهنم) فى عام 1946، ومن أشهر أفلامه فى تلك المرحلة (اليتيمتين) 1948، (ظلمونى الناس) 1950، وفى عام 1962 انتقل حسن الإمام إلى مرحلة مختلفة؛ إذ حل بديلًا للمخرج (صلاح أبو سيف) فى إخراج فيلم (بين القصرين) عن رواية (نجيب محفوظ)؛ بسبب انشغال أبوسيف بإدارة المؤسسة المصرية العامة للسينما، وكانت (بين القصرين) بداية تعامل الإمام مع أعمال نجيب محفوظ، فقد قام بإخراج (زقاق المدق) 1963، (قصر الشوق) 1966، (السكرية) 1973.
حسن الإمام بسبب إخراجه لأعمال نجيب محفوظ هاجمه النقاد، واتهموه بإفساد روايات أديب نوبل على الرغم من نجاحها جماهيريا وتحولها حاليا لأيقونات فى السينما المصرية وفى فترة السبعينات تخلى حسن الإمام قليلًا عن قصص المآسى ليقدم ألوانًا أخرى، وغلب على أفلامه فى تلك الفترة الطابع الغنائى والاستعراضى؛ بسبب النجاح المدوى لفيلمه (خلى بالك من زوزو) 1972، واستمراره فى دور العرض لما يقرب من عام، مما دعا الإمام إلى تقديم تجارب مشابهة فى أفلام مثل: (حكايتى مع الزمان، أميرة حبى أنا).
ورغم الهجوم الذى ناله وتعرض له إلا أنه يعتبر من عظماء الإخراج فى السينما المصرية، وحصل على العديد من الجوائز، منها الجائزة التقديرية الذهبية من الجمعية المصرية للنقاد وكرمته الدولة عام 1976 كأحد رواد الفن السادس بشهادة تقدير، كما كرمه مهرجان «نانت» الفرنسى بعرض مجموعة من أفلامه، وكان آخر أعماله «عصر الحب» بطولة محمود ياسين .
أما عن حياته الأسرية فقد تزوج حسن الإمام من نعمت الحديدى، وأنجب منها حسين الإمام ومودى الإمام، وزينب الإمام التى تعمل صحفية بجريدة الأهرام .