رغم جمالها وسحرها الواضح، لم تنجح الفنانة آسيا داغر فى التمثيل، ولكنها نجحت كمنتجة، وعلى مدار سنوات عملها فى الإنتاج السينمائى استطاعت أن تكون عميدة المنتجين العرب، وقدمت أفلام مهمة فى تاريخ السينما المصرية، منها فيلم "الناصر صلاح الدين" الذى جاء ضمن أهم 100 فيلم مصرى حتى الآن.
ولدت فى لبنان وفى صدر شبابها مثلت عدة أدوار هناك، وبعدها جاءت إلى القاهرة لتكمل مسيرتها الفنية واصطحبت معها ابنتها منى وابنة أختها مارى كوينى فى العام 1927.
أسست آسيا شركة لوتس فيلم لإنتاج وتوزيع الأفلام وخلال أول عشر سنوات من مجيئها لعاصمة الشرق الفنية انتجت حوالى عشرة أفلام
كانت اسيا داغر مغامرة فى اختيار أبطال أفلامها وقدمت وجوها جديدة مثل مواطنتها صباح التى قدمتها كبطلة فى فيلم "القلب له واحد"، كما قدمت فاتن حمامة بعد أن أصبحت شابة بعد مشاركتها وهى طفلة فى فيلمين مع محمد عبد الوهاب منهم فيلم "يوم سعيد ".
لقبت أسيا داغر بمكتشفة المخرجين الشبان أيضا، فبعد أن تفرغ المخرج أحمد جلال زوج مارى كوينى فى هذا الوقت لاخراج أفلام شركته استعانت بمخرج جديد شاب هو هنرى بركات وقدمته فى أول تجاربه الإخراجية فى فيلم "الشريد" ولم تكتفى بتقديم بركات فقط بل اكتشفت حسن الإمام وعز الدين ذو الفقار وحسن الصيفى وحلمى رفلة وكمال الشيخ وكان أخرهم يوسف شاهين.
بعد أن قدمت العشرات من الأفلام العاطفية والاجتماعية اتجهت آسيا لإنتاج الأفلام التاريخية وكان من أهمها أمير الانتقام لهنرى بركات عام 50.
وقامت بمغامرة فنية كبيرة عند اختيارها لقصة صعبة يحتاج تنفيذها لمبالغ مالية ضخمة وهى قصة فيلم "الناصر صلاح الدين" عام 63 ووضعت كل ما تملك من أموال وهى 200 ألف جنيه لإنتاج الفيلم لإيمانها بالسينما الوثائقية التى توثق الحدث وتحكى التاريخ وهو أعلى ميزانية لفيلم مصرى فى هذا الوقت، وكانت قد أسندت مهمة إخراجه لعز الدين ذو الفقار، لكن حكاية إخراج فيلم الناصر صلاح الدين سارت فى طريق آخر تم توثيقها فى المجال الفنى وانتقالها من جيل لجيل، فبعد أن اشتد المرض بالمخرد عز الدين ذو الفقار بع بدء الترتيبات لتصوير الفيلم أشار عليه المنتجة آسيا داغر الاستعانة بمخرج شاب موهوب فى البداية رفضت لأن الإنتاج كبير وضخم لكنها استعادة تاريخها فى اكتشاف المخرجين الشباب وبالفعل وافقت فى النهاية أن يوسف شاهين يخرج هذا العمل الكبير، ونجح الفيلم فنيا ولم ينجح وقتها تجاريا، وأصبح ضمن أهم وأفضل 100 فيلم مصرى فى تاريخ السينما المصرية.
أنجبت آسيا ابنة وحيدة هى منى والتى ظهرت فى أدوار متعددة فى أفلام الأبيض والأسود فى الأربعينات والخمسينيات، لكنها لم تصل إلى النجومية ودائما ما كان يسند لها دور البطولة الثانى، ومثلت أدوار الفتاة الشريرة والارستقراطية وأثبتت منى أن الفن والنجومية لا تورث إنما الموهبة هى التى تتحدث، أنها ابنة المنتجة أسيا داغر وبنت أخت المنتجة مارى كوينى.
وكان آخر أعمالها فيلمى "لمين هواك" و"يا ظالمنى" وبعدها قررت الاعتزال بعد زواجها من محام شهير.