ربما لا يجود الزمان بموهبة في حجم موهبة ملك البوب مايكل جاكسون الذي ذاع صيته في العالم ككل وعندما نقول العالم فهي ليست مبالغة لكنها بالفعل حقيقة، حيث استطاع أن يغزو العالم في حياته بأعماله الخالدة وألبوماته التي حققت أعلي المبيعات ورقصاته التي اصبحت علامة مسجلة باسمه مهما حاول البعض تقليدها، إلا أنها تظل محفورة بالذهب باسمه، فلا يستطيع أحد نكران تاريخه الذي لم يكن مفروشا بالرمال والورود، وإنما كان ملىء بالعثرات وحارب جاهدا للوصول لما وصل إليه ليتحول الي أيقونة غنائية خالدة تعيش بيننا رغم سنوات الرحيل.
علي المستوي الفني لا يستطيع أحد أن يقلل من قيمة جاكسون كقيمة فنية غنائية وموسيقية حققت ما لم يستطع أحد غيره علي تحقيقه، أما علي المستوي الشخصي والإنساني من الواضح أن له كبوات ونكسات لم يكن يستطيع أحد أن يناقشها في العلن، إلا علي قدر كبير من الإستحياء حتي وأن ظهرت للعلن لم تكن تأخذ حيز كبير، فهو كان قادرا علي لفت الانتباه له بفنه وطريقة حياته الصاخبة، ولكن بمجرد وفاته بدأت الاتهامات تنهال علي شخص جاكسون خاصة تلك الاتهامات المتعلقة بالتحرش الجنسي بالإطفال، وهي التهمة التي توصم صاحبها بالعار، لينقسم الرأي العام ما بين النفي والتأكيد، فجمهور جاكسون يرفض أن يصدق ما يشاع حول ذلك الأمر، إلا أن الأصوات علي مر السنوات تتعالي أكثر وأكثر أخرهم الفيلم التسجيلي "Leaving Neverland" والذي عرض في مهرجان صاندانس وأثار جدل كبير ، حيث يسرد الفيلم حياته الجنسية ويتهمه بشكل واضح وصريح بالتحرش الجنسى بالأطفال ومساومتهم فى حفلات جنس جماعى، وتبلغ مدة عرض الفيلم 4 ساعات كاملة ويضم مقابلات مع الموسيقى واد روبسون، والممثل جيمس سافشوك، اللذان يرويان قصص استغلالهم جنسياً من قبل ملك البوب عندما كان يبلغان من العمر 7 و 10 سنوات وواجه انتقادات حادة من قبل جمهور جاكسون الذي احتشد امام بوابات المهرجان اعتراضا علي محتوي الفيلم وهو الفيلم الذي ستقوم بعرضه شبكة قنوات HBO التليفزيونية.
جمهور مايكل جاكسون يتوعد رافعى دعوات التحرش ضده خاصة وأن الجمهور رافض تمام لتك الادعاءات، مؤكدين أن مروجي تلك الشائعات غرضهم مادي ويردون شهرة من وراء تلك الاتهامات وهو ما يتنافي مع الحقائق التي استدلت عليها الشرطة الأمريكية في يونيو 2016 ، حيث دخلت قصر مايكل بنيفر لاند و تحفظت على عدد من ألبومات الصور التى تحتوى على مواد إباحية شاذة للرجال وهى المواد التى قالت الشرطة إن مايكل كان يستخدمها فى غواية الأطفال، والتعدى عليهم جنسيا.
وذكر موقع الديلى ميل وقتها، إن مايكل، كان قد اعتدى جنسيًا على طفل يدعى Gavin Arvizo متعافى من مرض السرطان، وأن المحكمة برأته من 7 تهم بالتحرش الجنسى، وتهمتين بتقديم مواد مسكرة لأطفال قصر، إلا أن وجود تلك المحتويات داخل قصره دليل علي أن سلوك مايكل الجنسي لم يكن سويا ويزيد من احتمالات حقيقة تلك الاتهامات.
بعد عرض الفيلم الوثائقي في مهرجان صانداس خرج مايكل جاكوبس هاجن وهو شاب ألماني ولديه 3 أطفال، ليقدم أدلة جديدة علي قيامه بالتحرش بالأطفال حيث أفصح ولأول مرة عن علاقته بجاكسون في السرير، وذلك في حوار له مع موقع mirror ، حيث قال الشاب إنه بعدما تزوج وأنجب 3 أطفال شعر بالخزي مما كان يحدث بينه وبين جاكسون، مؤكدا أنه كان يدعوه الي النوم في سريره وكان يدعوه "روبا روبا" وأنه في إحدي المرات عندما كان سويا في الجاكوزي قام جاكسون بخلع ملابسه بالكامل ودعي الطفل وقتها للقيام بذلك لكنه رفض لعدم شعوره بالراحة بالتعري في وجوده، مؤكدا أنه أهدي له كتابا بعنوان The Boy: A Photographic Essay والذي يحتوي علي صور لأطفال عراة، وقال إنه آخر مرة قابل مايكل جاسكون كان في لاس فيجاس قبل شهرين من وفاته، وأضاف أنه عندما اصبح رجل لم يكن لجاكسون غرض فيه ولم يطلب منه أن يشاركه السرير كما كان يفعل عندما كان طفلا، وهو ما اضطره للنوم علي الأريكة "الكنبة"، وأوضح الشاب أن جمهوره لا يصدقون أي من تلك الاتهامات لأنهم يتعاملون معه علي أنه إله ولكن الحقيقة لابد أن تظهر.
الأمر لم يقتصر فقط علي اتهامات التحرش الجنسي بالأطفال الذكور ، ففي أكتوبر 2016 ، رفعت سيدة تدعى "جين دو" دعوى تؤكد فيها أن جاكسون تحرش بها عندما كانت فى الثانية عشرة من عمرها، وهى التي تخطت الثلاثين من عمرها، موضحة أنه قدم لها شيكاً بـ900 ألف دولار مقابل عدم الكشف عن تلك الفضيحة.
وروت "دو" تفاصيل الحادث قائلة، فى عام 1986 كانت هى والدتها فى منطقة Hayvenhurst امام منزل جاكسون فدعاهم النجم للدخول لمشاهدة "منطقة الحلوى" ثم قام جاكسون بالتعدي عليها جنسيا واستمرت تلك الانتهاكات خلال حتى سن البلوغ أى حتى بلغ عمرها 16 عاماً، موضحة أنه كان يرسل لها خطابات غرامية يؤكد من خلالها أنه يعشقها وتحمل تلك الخطابات توقيع مايكل جاكسون.
أسرة ملك البوب مايكل جاكسون عانت الكثير بعد رحيله خاصة بعدما كشف ديفيد دان المحاسب الشخصى لمايكل جاكسون أن النجم كان على وشك الإفلاس قبل وفاته عام 2009 ، وأن عادات إنفاقه ببذخ كادت أن تؤدى لانهياره ماليا، مؤكدا أنه كان مديونا بمبلغ 240 مليون جنيه إسترلينى للضرائب، وأنه تم تعيينه عام 2007 لمساعدة النجم على السيطرة على وضعه المالى وجدولة ديونه خاصة بعدما دفع مبالغ طائلة فى قضية التحرش بطفل عام 2005، لافتا أن وضع النجم المالى كان غير مستقر تماما عام 2008 بسبب الديون الضخمة، موضحا أنه كان يتحدث مع مايكل جاكسون مرة واحدة على الأقل فى الشهر وتكلما عن شعوره بالحزن من خسارة منزله Neverland Ranch وأنه لن يستطيع العيش فيه من جديد، مضيفا أنه كان يعانى بين محاولته العمل والبقاء مع أطفاله فى نفس الوقت لأنهم كانوا أولى اهتماماته، وأنه قام بحضور محاضرة لمساعدته فى تخطى أزمته المالية، وذلك الي جانب محاولات اسرته الدفاع عن سيرته والوقوف في وجه كل من يحاول أن يشوه تاريخه خاصة بعدما الشرطة بالتحفظ علي مواد إباحية شاذة في قصره، مما جعل ابنته تخرج عن صمتها وتطالب بالكف عن تشويه سيرته وعدم الزج باسمه في مثل هذه الأمور .
وتدفع اسرته حاليا فاتورة جديدة خاصة بعد عرض الفيلم حيث نشر موقع ديلي ميل تقريرا حول أراء النقاد في الفيلم الوثائقي وجاء عنوان التقرير بأنك لن تستطيع أن تستمتع الي مايكل جاكسون مثلما كنت تسمعه قبل مشاهدة الفيلم الذي عرض الجمعة الماضية في مهرجان صاندانس السينمائي ببارك سيتي بولاية يوتا، حيث ذكر التقرير أن الفيلم ويركز على ادعاءات إساءة المعاملة من قبل ويد روبسون وجيمس سافشوك من خلال بحث واسع وأدلة ملموس ، وفقا لمراجعات أولية ، ونقل التقرير تعليقات النقاد حيث قال ديفيد إهرليتش الناقد بموقع Indiewire: قائلا "لن تستمع إلى مايكل جاكسون بنفس الطريقة مرة أخرى و في الواقع ، قد لا تستمع إلى مايكل جاكسون مرة أخرى على الإطلاق"، مؤكدا أن الفيلم نكسة قوية لجاكسون، ومن جانبه علق كيفين فالون مراسل صحيفة "ديلي بيست" في تغريدة عبر حسابه قائلاً: "بغض النظر عما تظن حول الفيلم أو كنت على علم به، فإن محتوى هذا الفيلم أكثر إزعاجا مما يمكن تخيله، ومرة أخرى، نحن في منتصف الطريق فقط"، بينما كتب مات دوناللى الصحفى فى مجلة "varity" أن صالة العرض تشهد العديد من أخصائى الرعاية الصحية لمساعدة الجمهور فى تخطى بعض المشاهد بسبب المحتوى المزعج الذى يعرض فى الفيلم".
وفي السياق ذاته، ذكر موقع mirror أن باريس جاكسون ابنة مايكل جاكسون دخلت في حالة انهيار كامل بعد عرض الفيلم بالمهرجان ونقل الموقع قلق اصدقاء باريس علي حالتها الصحية والنفسية نافين أن تكون دخلت الي منشأة لإعادة التأهيل.