«إن جهنم تقبع هنا والآن وكذلك الجنة، ففى كل مرة نحب، نصعد إلى السماء، وفى كل مرة نكره أو نحسد أو نحارب أحدا، فإننا نسقط مباشرة فى نار جهنم»، جلال الدين الرومى وصف بدقة الحالة التى نقبع فيها جميعًا، فنحن عندما نحب نقع فى الحب وقوعا لا يعرف الوسطية، إما يرفعنا إلى أعلى أو يهبط بنا إلى سابع أرض أيًّا كان من نحبه.
من ذلك المنطلق قرر المصور الفوتوغرافى «جيمس ديس» من سيدنى، تصوير حفل زفاف، مع العلم أن الزوجة عمياء لن ترى الصور، ولكن كان لديه اقتراحا رائعا، لم يخلق فقط جوًّا فريدا من نوعه خلال يوم الزفاف، ولكنه أعطى الزوجين هدية من شأنها أن تحافظ على ذكرياتهما الثمينة إلى الأبد.
فقدت ستيفت بصرها قبل فترة قصيرة من لقائها روب، وهى تعانى من ضمور مخروطى، وهو اضطراب فى العين ورثته عن والدتها ليندا، وبسبب ذلك قررت أن تتخلى عن حضور زفاف أحلامها، لأنه لا يمكنها رؤيته، لقد أرادت زفافًا خياليا منذ صغرها، وقد شعر الجميع بالحزن الشديد عندما قالت إنها لا تستطيع القيام بذلك.
لكن جيمس نجح فى جعلها مميزة، فهذه القصة لم تكن لتحدث لو لم يلتق الزوجان مع جيمس داى، المصور الذى وجد طريقة مؤثرة لجعل هذا اليوم لا يُنسى، ونجح فى إقناع ستيفت أن تقوم بحفل زفاف رائع يحكى عنه الجميع حول العالم.
كان تنفيذ تلك الفكرة صعبة بعض الشىء على جيمس، من حيث الإلمام بالتفاصيل، فقال فى أحد اللقاءات الصحفية إنه سأل كل شخص يعرفه، ولمدة 12 شهرًا فكر فى هذه الفكرة، و«لعبت خلال اليوم فى ذهنى 1000 مرة، فكرت فى كل اللحظات التى كان من الممكن أن أحقق فيها لـ ستيفت لحظة حقيقية».
وتوصل جيمس إلى الطريقة التى تم بها إنشاء الفكرة، واستخدام 10 أقمشة ممزوجة بزيوت أساسية مختلفة، التى استُخدمت خلال حفل الزفاف حتى يتمكنا من استعادة اللحظات الثمينة، بشكل لا يصدق، ونجح بالفعل فى جعلها تشم وتلمس تلك الأقمشة، ويمكنها بالفعل أن تتذكر كل رائحة والوقت الذى ترتبط به".
لكن المفاجأة الكبرى كانت فى حصول العروس على فرصة "لرؤية" صور الزفاف، التى كانت عن طريق وضع يدها على اللقطات المصنوعة خصيصًا لها، حيث يتم تسخين الصورة، ومن ثم ترتفع، ويمكنها بتلك الطريقة رؤيتها والإحساس بها، مثل القراءة عن طريق الحروف البارزة.
أدرجت الأقمشة والروائح المماثلة فى ألبوم الزفاف، فى كل صفحة من الصور، مصحوبة بمقتطفات صوتية تم التقاطها خلال تلك اللحظات، تساعد الصور اللمسية والروائح والأقمشة والتسجيلات الصوتية على العودة إلى أحد أسعد أيام حياتها، وتشعر بهذه المشاعر مرة أخرى.