- التجارة بالفن مصيبة.. ومنتجو الأغانى المتدنية مجرمون.. ليس غريباً على إسرائيل سرقة أغانينا بعدما سرقت أراضينا
- أطالب النجوم بدعم القضية الفلسطينية وزيارة المخيمات - أرفض إطلاق كلمة لاجئين أو نازحين على أشقائنا السوريين
ملء السمع والبصر فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، فلم تكن أغنياته تغيب عن الساحة أو ينقطع ترددها على ألسنة الناس، وحتى الآن ما زال ملايين المستمعين يذكرون أغنياته ويرددونها.
«تيجى نقسم القمر أنا نص وانتى نص».. هكذا قدم وليد توفيق رومانسية مغايرة، بإيقاع أسرع وروح أكثر خفة وانطلاقا مما اعتاده للناس، فكان يُغنى لحبيبته كأنه يتسابق معها على كورنيش النيل، صانعا من الحب حالة من المشاكسة والدلال، لا تغيب عنها المشاعر، ولا تفتقد الحيوية، وهكذا أيضا غنى «انزل يا جميل فى الساحة، واتمخطر كده بالراحة».. وحتى الآن لا يزال قادر على المنافسة بالساحة الغنائية بهدوء ورؤية مختلفة وفن مغاير.
كثير من أغنيات وليد توفيق تحولت إلى علامات لامعة فى ذاكرة الناس، «أبوكى مين يا صبية وساكنة فين يا عنيا»، و«إيه العظمة دى كلها آه يا جميل يا أبهة» و«على كوبرى 6 أكتوبر أنا شُفت غزال متحيّر»، و«يمكن على باله حبيبى»، وعشرات من الأغنيات التى ما إن تسمعها حتى تستعيد مئات الذكريات الجميلة والأيام الملونة بالأحلام والمشاعر الصافية، وحتى نستعيد هذه الأيام بعمق أكبر، التقينا وليد توفيق وكان لنا معه هذا الحوار..
فوجئ الوسط الفنى بسرقة عدد من أغنياتك فى إسرائيل.. فهل اتخذت إجراءات لمنع الأمر؟ فوجئنا بسرقة أغنيات «طير زغير»، و«انزل يا جميل فى الساحة»، و«تيجى نقسم القمر»، وتقديمها بأصوات مطربين يحملون الجنسية الإسرائيلية، وإسرائيل دولة مغتصبة تحتل الأراضى الفلسطينية، وليس غريبا عليها أن تسرق الأغنيات وتعيد تقدمها هناك دون وجه حق، لكن إذا كنا نقف عاجزين عن استعادة أراضينا فهل نستطيع منع سرقة أغانينا؟ لا أظن، لكننى سأقوم بواجبى تجاه الأمر، وسأتوجه إلى جمعية المؤلفين والملحنين المسؤولة عن إرجاع الحقوق لأصحابها فى قضايا الملكية الفكرية، وأتمنى أن تستطيع إيقاف الأمر ومنعهم من تقديم أغنياتى هناك.
لماذا فكرت فى إحياء أغنية «أنا صليت على ترابك» وتصويرها بعد فترة طويلة من إنتاجها؟
أغنية «أنا صليت على ترابك» كلمات الشاعر جريس عيد وألحانى وتوزيع محمد حسن، وسبق أن قدمتها «أوديو» مسجلة، ولم أطرحها مصورة، ولكن احتفالا بعيد الميلاد المجيد فكرت فى تقديم كليب للأغنية، لتكون رسالة حب وسلام للمسيحيين، وتأكيدا لحالة التسامح بيننا، وحتى أعرضها فى منطقة الناصرة، البلد الذى وُلد فيه المسيح عليه السلام، وبالفعل قدمنا الأغنية كرسالة سلام ومحبة بين المسلمين والمسيحيين فى منطقة الناصرة، وعُرضت وقت إنارة شجرة عيد الميلاد هناك، وصاحبتها كلمة منى فى المناسبة قبل عرض الكليب أمام الجمهور بالساحات.
قدمت مؤخرا كليب «تونس».. فما سر حبك لهذا البلد إلى درجة الغناء باسمه؟
الأغنية كلمات حنان قم وألحانى وتوزيع شيرو منان، وأنا تجمعنى بتونس علاقة حب قوية، وغنيت فيها كثيرا، ولى جمهور عريض هناك، وعلى مدار سنوات قدمت عديدا من الحفلات الناجحة فى مهرجاناتها الفنية، وأتذكر أنه فى أحد حفلاتى هناك تبرع الجمهور بالدم لصالح وزارة الصحة، وكان من أنجح الحفلات وحملات التبرع التى جمعت خلالها وزارة الصحة كميات كبيرة من الدم لصالح المرضى والمحتاجين.
قدمت حفلا فى أكبر سجون تونس.. فهل تفكر فى تكرار التجربة؟
تقديمى حفلا غنائيا داخل سجن «المرناقية» التونسى جاء بالصدفة البحتة، فقد عُرض الأمر علىّ وأنا هناك، فقلت لنفسى ولماذا لا أفعلها!؟ من حق السجناء أيضا أن يستمعوا إلى نجمهم المفضل، وأن يستمتعوا بالأغانى والطرب الجميل مثل أى شخص عادى، فوافقت على الحفل وقدمته من كل قلبى، وكانت خطوة جميلة وممتعة.
ألا تخشى الهجوم عليك خاصة أن السجون تمتلئ بالمجرمين فعلا؟
لا، لم أخش الأمر بالمرة، خاصة أن الحفل كان للمسجونين فى قضايا مدنية وليس المتورطين فى قضايا قتل أو إرهاب.
صورت أغنيتك الأخيرة فى أوكرانيا.. لماذا لم تفعل ذلك فى أى بلد عربى؟
تصوير كليب «بغار عليكى بغار» فى أوكرانيا ليس معناه أننى أفضلها على البلدان العربية، كل ما فى الأمر أن المخرج زياد خورى لديه مكتب هناك، ويملك كثيرا من الإمكانات الفنية التى تسهل التصوير، وبالفعل صورنا الأغنية فى العاصمة «كييف» بسهولة وسرعة، وقدم «زياد» صورة جميلة ونتيجة رائعة، و«بغار عليكى» ليست الأغنية الوحيدة التى صورتها فى أوكرانيا، فخلال وقت قصير أقدم أغنية «ما كانش فيه حد فى حياتى» من ألحانى وكلمات الشاعر المصرى هانى عبد الكريم، ونحضر لتصويرها فى كييف أيضا.
كيف كانت علاقتك بالموسيقار الراحل ملحم بركات خاصة أنك لا تتوقف عن ذكره؟
ملحم بركات رحل بجسده، لكنه ما زال يعيش بيننا بروحه، والوفاء شىء حلو كتير، خاصة أن علاقتنا كانت جيدة وطويلة الأمد، وقدمنا معا 6 من أنجح أعمالنا الغنائية، وأمام العلاقة الإنسانية والعمل الفنى المشترك وقيمة ملحم بركات لا بد من أن أذكره، وعلى المطربين أن يذكروا الملحنين ولا يتجاهلونهم، لأن التذكر والاحتفاء أقل ما يمكننا تقديمه لهم، مستعيدين أدوارهم الأساسية المهمة فى الإبداع ونجاح أى عمل غنائى.
ذهبت إلى سوريا وغنيت فيها مؤخرا.. فكيف كانت التجربة؟ وهل ستكررها؟
سوريا بلد شقيق، وبدايتى الفنية كانت على أرضها الحبيبة، وأشعر تجاه شعبها بمودة عميقة، لذا أرفض فى الحقيقة كلمة لاجئين أو نازحين، لأنهم بإذن الله سيعودون إلى وطنهم الغالى الذى أعتز به، وسيعيدون بناءه مرة أخرى، وقد سعدت جدا بتجربة غنائى فى سوريا، وإذا استطعت تكرارها سأفعل ذلك مرة واثنتين وثلاثا.
تحرص دوما على زيارة المخيمات الفلسطينية.. فهل ترى أن القضية تأخذ حجمها الواجب لدى كل الفنانين؟
بشكل شخصى أعتاد على ذلك، فالأمر ليس جديدا علىّ، أنا ممن يدعمون القضية الفلسطينية طوال الوقت، فهى القضية الأساسية فى الوطن العربى، وفى حياتنا جميعا، وأشعر بالفخر والشرف الكبيرين فى أثناء زيارتى لهم وللمخيمات، وأطالب كل النجوم والفنانين فى الوطن العربى بالكامل بأن يبادروا بزيارة المخيمات، لأن الشعب الفلسطينى شعب عريق وعظيم، ويستحق الوقوف إلى جواره فى محنته.
لدى الأوبرا المصرية برنامج فنى حافل سنويا بكبار النجوم.. فلماذا لا تشارك فى حفلاتها منذ فترة طويلة؟
الأوبرا المصرية صرح فنى عظيم، وجمهورها متذوق و"سمّيع" وله طبيعة خاصة، لذا فإن الوقوف أمامه مسؤولية كبيرة، وكان لى شرف المشاركة فى حفلات دار الأوبرا المصرية من قبل مرتين، وقدمت مجموعة كبيرة من الأغنيات للعبقرى الراحل بليغ حمدى، وقتما كانت الدكتورة رتيبة الحفنى مسؤولة عن ذلك، وكرمتنى دار الأوبرا وقتها، وأهديت تكريمى إلى روح بليغ حمدى، ولا أنكر سعادتى الكبيرة وأنا على خشبة مسرح الأوبرا، وأنا جاهز لأية دعوة من دار الأوبرا المصرية للوقوف مرة أخرى على مسرحها وأمام جمهورها العظيم.
قلت فى حوار سابق إنك صديق فضل شاكر وطالبته بتسليم نفسه للمحاكمة.. فهل تعارض عودته للغناء؟
بالتأكيد لا أعارض عودته للغناء، فضل شاكر صديق عزيز، وتجمعنى به علاقة أخوية. والأهم أنه فنان جميل، والجميع يحبون فضل شاكر، سواء من الجمهور أو الفنانين، لكنه مر بظروف صعبة، ولا أعتقد أنه قادر على القتل، بل أتصور أنه أخطأ فى كلامه أو خانه التعبير، خاصة أن الفنان بطبعه لا يفرق بين الناس، وإنما يجمعهم على الحب والخير والجمال، لذا أرى أنه يتعين على فضل أن يُقدم نفسه للمحاكمة أمام القضاء اللبنانى، حتى تظهر براءته ويعود مرة أخرى لجمهوره ووسط النجوم، لأنه يستحق كل خير.
هل تتفق مع النجوم الذين يعتبرون مشاهدات أغنياتهم عبر يوتيوب دليل نجاح؟
لا شك فى أن «يوتيوب» ومواقع التواصل الاجتماعى أصبحت وسائط مهمة جدا فى حياتنا، وتعتبر مقياسا جيدا للنجاح بالطبع، وفى الحقيقة أرى أننى دخلت عالم السوشيال ميديا متأخرا قليلا، لكننى أهتم به الآن، وأصبحت موجودا من خلال مكتبى الذى يتولى الأمر بقدر من الاهتمام، وأسير على الطريق الصحيح، وقريبا سأتعاقد مع شركة متخصصة لإدارة هذا العمل، خاصة أن ردود الفعل التى أتلقاها من مواقع التواصل الاجتماعى صادقة، لذلك سأهتم بالأمر بصورة أكبر فى الفترة المقبلة.
يشكو نجوم لبنان من حال الغناء.. فكيف ترى وضع الساحة الفنية لديكم؟
وضع الغناء فى لبنان يشبه وضعه فى مصر، وحتى فى أمريكا، فالغناء يشبه حالنا العام وزماننا الذى نعيشه، فنحن فى زمن ملخبط ومتشرذم ومريض، لكن تظل هناك فئة من الجمهور تواجه هذا التردى، ولولا أن هناك جمهورا يستمع ويُقدر الفن الحقيقى لما كان هناك أى تواجد لأصوات هانى شاكر ووليد توفيق وكاظم الساهر ووائل جسار وملحم زين وحسين الجسمى ومحمد عبده، وغيرهم من الفنانين المهمين، فوجود كل هؤلاء النجوم يعود الفضل فيه لوجود جمهور يؤمن بهم وبالفن الحقيقى.
على مَن تُلقى اللوم فيما وصل له حال الغناء فى الوطن العربى؟
ألقى اللوم على الإعلام والقنوات التليفزيونية التى تعرض ما لا يستحق المشاهدة، وأعتبر أن المنتجين الذين يُشجعون التردى وينتجون أغنيات متدنية المستوى مجرمون، قديما كان الإنتاج يعمل من أجل الفن، لذلك كان المنتجون فريد الأطرش ومحمد فوزى وعبد الحليم حافظ وغيرهم من كبار النجوم، وكان للفن معنى وفيه ذوق، أما الآن فقد أصبح الغناء تجارة فقط للأسف، والتجارة بالفن مصيبة كبرى.
زواجك من ملكة جمال الكون جورجينا رزق مقال فى العلاقات الناجحة، فما السر؟
الإنسان عندنا يتزوج ويُنشئ عائلة يجب عليه أن يتعلم التضحية بكل شىء للحفاظ على عائلته، وأن يضع الزوجة والأولاد قبل كل شىء، لأنهم الباقون بعد كل شىء فى الحياة، كما يجب أن يحاول الإنسان بجدية ليكون فخرا لعائلته، وأن يؤسس لحالة من الاحترام مع زوجته، فهذه الأمور أساس كل علاقة حب ناجحة، وأعتبرها مبدئى الذى أعيش به.
نجوم كثيرون ابتعدوا عن تقديم الألبومات واتجهوا للأغنيات الفردية.. ما رأيك؟ وما جديدك فى الفترة المقبلة؟
بشكل شخصى أفضل العمل فى الوقت الحالى بطريقة الأغنية «السنجل»، فأعمل على أغنية واحدة بشكل مكثف ثم أطرحها للجمهور، وخلال أيام أطرح كليب من موسيقى التانجو، بألحانى وكلمات الشاعر هانى عبد الكريم.