أشارت تقارير صحفية، فى الأيام الأخيرة، إلى اعتراض الأزهر الشريف على اسم مسلسل رانيا يوسف المقرر عرضه رمضان المقبل، ويحمل اسم "ملايكة إبليس" وذلك قبل تغييره لـ"وبينا معاد"، فى الوقت الذى نفى فيه جهاز الرقابة على المصنفات الفنية الأمر، وعلق الدكتور خالد عبد الجليل فى تصريحات إعلامية بأن جهاز الرقابة - الذى يتولى رئاسته - هو من طالب بتغيير اسم المسلسل ولم يكن هناك أى تدخل من الأزهر الشريف حتى لا يتسبب فى حالة من الجدل.
الأزمة تعيد إلى الأذهان مسلسل اعتراض المؤسسات الدينية فى مصر على الأعمال الفنية، سواء الأزهر الشريف المؤسسة الدينية الأكبر فى مصر والشرق والأوسط أو الكنيسة، بدعوى تصادمها مع ثوابت دينية أو نيلها من المقدسات، ليظل الدين أحد التابوهات التى لا يمكن تجاوزها فنيا، لتتصادم وجهتا نظر تنادى أحدهما بحرية الإبداع وأنه لا يمكن إخضاع الفن لإشكالية "الحلال والحرام"، فى مواجهة وجهة نظر تعضد من أهمية دور المؤسسات الدينية فى الحفاظ على ثوابت وتقاليد المجتمع ضد أى انحراف على المستويات كافة.
ورغم العديد من دعوات تجديد الخطاب الدينى، ودور الفن فى تغيير الصورة السلبية المأخوذة عن الإسلام والمسلمين، باعتباره – الفن - لغة عالمية والأكثر تأثيرا فى الشعوب، إلا أن الأزهر ما زال يتمسك بحرمانية تجسيد الأنبياء، حتى وإن كانت تحمل منفعة للدعوة إلى الإسلام الحنيف والرد على كل الشبهات المثارة حوله، بل وصل الرفض إلى تحريم بعض رجال الدين مشاهدة تلك الأعمال وأن من يشاهدها مذنب، لكن كل ذلك لم يمنع إقبال المشاهد على مسلسلات "مريم العذراء.. عمرو بين الخطاب.. يوسف الصديق" ذات الإنتاج الإيرانى حتى وإن كانت تحمل فى طياتها منظورًا طائفيًا شيعيًا.
ودخل الأزهر والكنيسة فى خلاف عبر سنوات مضت مع عدد من الفنانين، بسبب الأعمال التى تتعرّض للأنبياء أو الصحابة، أو تنال من المقدسات...
"الرسالة" 1976
رغم مرور أكثر من 40 عامًا على إنتاج فيلم الرسالة، فإن الأزهر لم يوافق على عرضه حتى الآن، بعد أن اتهم الفيلم بأنه يجسّد شخصية سيدنا حمزة رضى الله عنه وبعض الصحابة.
القادسية 1979
فى فيلم القادسية للمخرج صلاح أبو سيف عام 1979، يجسد أحد الممثلين شخصية الصحابى الجليل سعد بن أبى وقاص، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو ما واجه انتقادات شديدة من مؤسسة الأزهر.
"المهاجر" 1994
فى عام 1992 تقدم يوسف شاهين إلى جهاز الرقابة بسيناريو فيلم «يوسف وإخواته» من تأليف رفيق الصبان، وذلك للحصول على الترخيص بتصويره، ولما كان الفيلم يتعرض لأحد الشخصيات الدينية فقد كان بديهياً أن يُعرض على الأزهر الذى رفض بدوره العمل بدعوى تحريم تجسيد الأنبياء على الشاشة، وطالب بتعديل السيناريو وكتابته من جديد.
أعيدت كتابة السيناريو مرة أخرى ليتحول إلى فيلم «المهاجر»، وحاول «شاهين» فيه البعد عن شخصية النبى يوسف عليه السلام أو حياته بعدما قابل عددا من رجال الأزهر وناقش موضوع الفيلم معهم، وحاول تفنيد آرائهم.
وافقت الرقابة على تصوير الفيلم بعد أن أبدى رئيسها فى ذلك الوقت حمدى سرور بعض الملاحظات التى تم تعديلها فى سيناريو الفيلم، فضلاً عن وضع عبارة قبل بداية الفيلم تؤكد أن أحداثه لا تمت إلى قصة أو حادثة فى التاريخ، ولا تتعرض لشخص أى من الأنبياء وأنها مجرد رواية سينمائية لفترة خصبة فى التاريخ المصرى القديم.
عُرض الفيلم فى 3 سبتمبر 1994، ولعب بطولته خالد النبوى ويسرا ومحمود حميدة، وحاز العمل على إعجاب المشاهدين، إلا أن أحد المحامين حرك دعوى قضائية ضد الفيلم بدعوى أن شخصية بطل الفيلم «رام» تتطابق مع شخصية النبى يوسف التى وردت فى القرآن الكريم، واستطاع المحامى وقف عرض الفيلم بعد أن حصل على فتوى من الأزهر برفض تجسيد شخصيات الأنبياء.
ورفع المخرج الراحل يوسف شاهين دعوى قضائية ضد الأزهر الشريف، وحصل على موافقة بعرض الفيلم، بعد تغيير بعض المشاهد.
أمير مصر" 1998
فيلم ملحمى تم إنتاجه فى الولايات المتحدة وصدر فى سنة 1998، يروج لفكرة اضطهاد فرعون لليهود، وكيف أن موسى عليه السلام سيقودهم إلى أرض الميعاد وأثناء هذا يقع فى حب مدين، بلغت تكلفة إنتاج الفيلم حوالى 70 مليون دولار، بينما حقق أرباحًا تقدر بـ 218,613,188 دولار ولافضه الأزهر لأسباب دينية.
بحب السيما 2004
طُرح فيلم "بحب السيما" عام 2004، وهو يحكى عن أسرة مسيحية الأب فيها موظف أرثودكسى مُتزمت دينيا، بينما الزوجة من البروتستانت، لديهم طفل وطفلة، وفى حين يُحب الابن السينما ويسعى لدخولها مهما كلفه الأمر، والأم تهوى الرسم، هناك الأب الذى يُجرِّم كل تلك الأفعال تحت مظلة تحريم الله لها، ما يجعل الحياة بهذا المنزل غير مُحتملة، وعلى حافة الغليان طوال الوقت، ليتصاعد الأمر وينفجر الجميع كلٌ بطريقته، ومن ثَمّ يتأزم الوضع وتتوالى الأحداث.
وأثار الفيلم جدلاً كبيرا عند عرضه، كما تم رفع دعاوى كثيرة من رجال دين ومُحامين مسيحيين ضد الفيلم، بسبب الطريقة التى يُصَوِّر بها الأسرة المسيحية، ضمن إطار العمل الذى قدم بطولته محمود حميدة، ليلى علوى والطفل يوسف عثمان، ومن تأليف هانى فوزي، وخإراج أسامة فوزى وإنتاج هانى جرجس فوزى.
ابن الله 2004
يتناول الفيلم مراحل حياة سيدنا عيسى، ويبرز آياته طوال حياته وروحه المتسامحة، وتضحيته بنفسه لفداء البشرية وهو بطولة الممثل البرتغالى ديوجو مورجادو، ورفضه الأزهر ، ومنعت الرقابة على المصنفات الفنية عرضه.
آلام المسيح 2004
يتحدث عن المعاناة التى عاشها عيسى عليه السلام، أثناء تعذيبه وصلبه من قبل أعدائه، أمام تلاميذه وأسرته، كتب الفيلم وأنتجه ومثله وأخرجه ميل جيبسون باللغة الآرمية واللغات القبيطة القديمة، وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا فى الولايات المتحدة الأمريكية، فى الوقت الذى رفضه الأزهر الشريف، كما أنه أغضب رجال الدين فى العالم العربى، واعتبروه إهانه للسيد المسيح.
حين ميسرة 2007
اعترض الأزهر على فيلم "حين ميسرة" الذى ظهرت فيه غادة عبد الرازق، وسمية الخشاب، فى مشاهد سحاق، وهو ما رفضه الأزهر بدعوى أنه ينشر الأفكار المتنافية مع الدين الإسلامى، حتى أن بعض علماء الأزهر طالبوا بتحويل الفنانتين، إلى النيابة للتحقيق معهما.
بالألوان الطبيعية 2009
كما تعرض فيلم "بالألوان الطبيعية" لمشكلة مع الأزهر الذى رفض عرضه، بسبب شخصية بطل الفيلم الذى يتحدث إلى الله وكأنه صديق له، واحتواء الفيلم على كلمات تتنافى مع الدين.
"نوح" 2014
قدم الفيلم الأمريكى "نوح" قصة حياة النبى نوح -عليه السلام-، وقصة الوحى الذى جعله يبنى سفينة لإنقاذ ما تبقى من البشر، ورفض الأزهر عرض الفيلم داخل مصر، وأصدر بيانًا رسميًا أكد فيه أن تجسيد الأنبياء حرام شرعًا.
"حلاوة روح" 2014
"حلاوة روح" أول فيلم يتدخل رئيس الوزراء بمنع عرضه داخل مصر، بعد أن طالب وكيل الأزهر عباس شومان بإحالة القائمين على صناعته إلى المحاكمة التأديبية، بسبب احتوائه على مشاهد خادشة للحياء.
"سالم أبو أخته" 2014
تسبب مشهد إمساك الفنان محمد الشقنقيرى، الذى كان يقوم بدور ضابط شرطة فى فيلم "سالم أبو أخته" بنسخة من صحيفة "صوت الأزهر" التى تصدر عن المشيخة، فى إثارة حفيظة رجال الدين بسبب وصفهم للمشهد بأنه إسقاط على الأزهر.
"النبى محمد" 2015
فيلم إيرانى يحكى قصة حياة النبى محمد -صلى الله عليه وسلم-، الذى جُسد دون ظهور وجهه الشريف، وأعلن الأزهر الشريف رفضه القاطع لتجسيد الأنبياء فى الأعمال الفنية.
فيلم أهل الكهف 2017
كما اعترض الأزهر على اسم فيلم "أهل الكهف"، وحذفت الرقابة مشهد «الحانوتى» الذى يعيش فى المقابر ويتحدث مع أحد الموتى، فى أحد المشاهد المأخوذة من إحدى روايات شكسبير عن المهرج الذى كان يتحدث مع الموتى خلال دفنهم، وهو ما اعترضت عليه الرقابة بشكل كامل وقالت إنه انتهاك لحرمة الموتى».
أمير شوقى مخرج الفيلم صرح قائلا: فى البداية وجدت أن اسم فيلم «القمر من قريب» ثقيل على الجمهور فى الحفظ، كما أن هناك بعض الممثلين كانوا ينطقونه بشكل خاطئ على أنه «القمر من بعيد»، ، وحين تم تغييره إلى «أهل الكهف»، اعترضت عليه الرقابة و الأزهر، وبرر المسئولون موقفهم بأن الأمر سيختلط على الجمهور بين قصة أهل الكهف فى القرآن وموضوع الفيلم، وهو ما لم نكن نقصده، لذا استجبنا لهذه الملاحظة وغيرنا اسم الفيلم إلى "الكهف".
الخروج «آلهة وملوك» 2014
أعلن الأزهر اعتراضه على عرض الفيلم اﻷمريكى "Exodus: Gods and Kings" للمخرج ريدلى سكوت وبطولة كريستيان بيل، والذى يتناول قصة خروج سيدنا موسى من مصر.
كما دخل الأزهر فى صراع لوقف عرض مسرحيات لأسباب مختلفة...
"الحسين ثائرا" لعبد الرحمن الشرقاوى
تمنى عدد كبير من النجوم تجسيد شخصية «الحسين» وفى مقدمتهم عبد الله غيث إلا أن الرقابة اعترضت بدعوى رفضها أن يجسد ممثل دور سارق أو غيرها من الأنماط السلبية ويأتى بعدها ليجسد شخصية الحسين، فحاول مخرج العرض التحايل على الموقف، وعرضها فى بروفات «جنرال» لمدة شهر، لمنح الأزهر فرصة أطول ليتراجع عن موقفه، وأتاحت تلك الحيلة تقديم المسرحية أمام عدد كبير من الجمهور، وكان يقوم بدور الحسين رضى الله عنه الفنان عبد الله غيث، بينما أدت أمينة رزق شخصية السيدة زينب رضى الله عنها وشارك فى بطولتها يوسف وهبى وفردوس عبدالحميد وأشرف عبدالغفور.
توالت بعدها الأحلام على أمل تغيير وجهة نظر الأزهر والسماح بتقديم المسرحية وكانت من ضمن أحلام الفنان الراحل نور الشريف تقديمها وحاول بمعاونة الدكتور أشرف ذكى للحصول على موافقة شيخ الأزهر أحمد الطيب.
كما حاول المخرج جلال الشرقاوى تقديم مشروع المسرحية لمجمع البحوث الإسلامية فى الأزهر ولكن جاء فى حيثيات الرفض أنه ليس لأسباب دينية ولكن لأسباب سياسية تتعلق بأن الإعداد الذى قدمه الشرقاوى يبرز رفض «الحسين» عليه السلام للتوريث فى الحكم وكتب المجمع فى حيثيات الرفض: «إن هذا النص سوف يثير الفتنة النائمة التى لعن الله من أيقظها»، وتم إغلاق ملف تقديم هذه المسرحية وحاول المخرج عصام السيد إعادة تجديد المشروع بعد ظهور الصحابة فى مسلسل عمر بن الخطاب ولكن قوبل أيضا طلبه بالرفض .
مسرحية "زيارة إلى الجنة"
ومن المسرحيات التى منع الأزهر والرقابة خروجها للنور مسرحية " زيارة للجنة والنار " للكاتب الكبير مصطفى محمود تلك المسرحية التى اشترى حق تقديمها المخرج جلال الشرقاوى من العالم الراحل وحصل على موافقة مبدئية من شيخ الأزهر وقتها الشيخ محمد سيد طنطاوى ولكن لم تخرج المسرحية للنور ورفضها الأزهر فبعد وفاة الدكتور محمد سيد طنطاوى، وتبعها رفض الرقابة.
"زيارة للجنة والنار" تتناول فكرة مقابلة وجوه سنعرفها فى الجنة والنار من عالمنا أمثال جمال عبد الناصر وفيفى عبده وكارل ماركس والشيطان وربما شخص نعتقد أنه فى الجنة فنراه فى النار والعكس صحيح.
مسرحية "نائب عزرائيل"
باءت محاولات تقديم مسرحية مأخوذة عن رواية الكاتب الراحل يوسف السباعى " نائب عزرائيل " بالفشل ورفضتها الرقابة والأزهر ، فبطل الرواية عزرائيل ملك الموت عندما يخول مهامه لبنى آدم ويطالبه بقبض أرواح البشر نيابة عنه لانشغاله بميعاد مع حورية من حوريات الجنة فيغير البشر قانون الموت وبدلا من قبضه لأرواح الناس يحاول إنقاذها .
مسرحية "حسنة إبليس"
هاجم بعض رجال الدين مسرحية "حسنة إبليس" بدعوى أنه ليس لإبليس «حسنة»، وطالبوا بوقفها لإساءتها وازدرائها للدين وللدعوة والدعاة، ومن هنا كانت مطالبتهم بوقف عرضها، لاسيما أن الرقابة اعترضت على اسمها.
المشايخ انتقدوا المسرحية بشكل عنيف وقوى وطالبوا بوقف عرضها فورًا، واعتبروها ضمن إطار حملات التشوية ضد الديانات السماوية، وتهدف إلى إفساد المجتمع وطالب بعضهم بمشروع قانون لتجريم إهانة الديانات السماوية فى الأعمال الفنية والدرامية.
مؤلف المسرحية محمد كارم حسنى، قال إن الأمر لا يستحق كل هذه الضجة فسبق وشاهدنا أعمالا فنية تحمل أسماء وعناوين بذات الطريقة مثل «الشيطان يعظ» أحد علامات السينما المصرية.
وأضاف «كارم»: لم أجعل لإبليس أى حسنة داخل النص وإنما العنوان فقط رمز لوجود حسنة لبطل الرواية، والسبب فيها هو إبليس نفسه بجانب أن الدراما تدور حول أن بكل منا جزء من إبليس وأن الحسنة الوحيدة قد تغير كل الأمور رأسا على عقب، ولم أدعى أن هناك حسنة لإبليس".