وفى هذه المناسبة نسلط الضوء على تاريخ أول يوم للإذاعة المصرية، التى تعد من أعرق وأقدم الإذاعات الرسمية حول العالم، والتى تم اطلاقها فى 31 مايو عام 1934.
قبل 85 عاما من الآن كانت الإذاعات فى مصر عبارة عن مجموعة من الإذاعات الأهلية، غير الرسمية، لذا قررت الحكومة المصرية بث الإذاعة الرسمية، ووقعت عقد احتكار بينها وبين شركة "ماركونى" الإنجليزية مدته 10 سنوات وينفق عليها من حصيلة رخص استقبال الإذاعة.
وكان أول مذيع يقف خلف الميكروفون هو المذيع أحمد سالم، حيث كانت أول عبارة تم توجيهها عبر البث بصوته هى عبارة "هنا القاهرة".
فرضت الحكومة رسوما على كل جهاز راديو، وفى مساء 31 مايو 1934 افتتحت رسميا محطة الحكومة المصرية للإذاعة اللاسلكية، وفى الساعة السادسة، بدأ البرنامج الإذاعى أولاً بتلاوة الشيخ الراحل محمد رفعت، الذى حصل على أجر قدره 3 جنيهات مصرية.
ثم انطلق صوت المذيع أحمد سالم الذى قال: "هنا القاهرة سيداتى وسادتى أولى سهرات الإذاعة المصرية فى أول يوم من عمرها تحييها الآنسة أم كلثوم" واستمر إرسال اليوم الأول من الإذاعة 6 ساعات.
دفعت الإذاعة المصرية للمطربة أم كلثوم 25 جنيها نظير إحيائها للافتتاح، وإلى جانب أم كلثوم غنى فى يوم الافتتاح المطرب صالح عبد الحى بعدما قدمه الإذاعى محمد فتحى والملقب بـ"كروان الإذاعة" وغنى على الهواء مباشرة رائعة محمد عثمان "ياما أنت واحشنى".
ثم غنى مطرب الأمراء والملوك محمد عبد الوهاب، وتبعه حسين شوقى أفندى الذى ألقى قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقى بك، والمونولوجست محمد عبد القدوس والموسيقيان مدحت عاصم وسامى الشوا وأخيرا ألقى الشاعر على بك الجارم بصوته قصيدة تحية لملك البلاد فؤاد الأول ملك مصر والسودان، وانتهى عقد شركة ماركونى مع الحكومة المصرية فى 30 مايو 1944 وفى 1947 تم تمصير الإذاعة.