رغم عمره القصير الذى لم يتجاوز 55 عاما إلا أنه استطاع أن يعيش بيننا بصوته وروائعه إلى أبد الدهر..قيثارة السماء وصوت الملائكة، يلمس روحك حين تسمعه ويجعلك تحلق فى السماء كطير يناجى ربه مرددا "مولاى إنى ببابك".
إنه الشيخ سيد النقشبندى أشهر وأبدع المنشدين والمبتهلين فى تاريخ الانشاد الدينى، الصوفى الزاهد العابد التقى الورع الذى تحل ذكرى وفاته اليوم حيث رحل عن عالمنا فى 14 فبراير من عام 1976.
ولأنه إنسان استثنائى كانت قصة وفاته استثنائية، وكأنه كان يتوقع موته قبل ساعات من انتقاله إلى جوار ربه.
ففى يوم الجمعة الموافق 13 فبراير من عام 1976 كان الشيخ النقشبندى يقرأ القرآن فى صلاة الجمعة بمسجد التلفزيون وآذن للصلاة على الهواء، وبعد انتهاء الصلاة خرج مسرعا على غير عادته ولم يسافر إلى بيته فى طنطا، ولكنه ذهب إلى بيت شقيقه بالعباسية، وفور دخوله طلب ورقة وقلم من شقيقه، ودخل إلى غرفة وكتب بعض الكلمات ثم طوى الورقة ووضعها فى مظروف وأعطاها لأخيه، وطلب منه ألا يفتحها إلا وقت اللزوم وانصرف مسرعا إلى منزله بطنطا.
يحكى سيد شحاتة النقشبندى حفيد الشيخ النقشبندى تفاصيل هذه الساعات، قائلا:" اصطحب جدى بطانته وعاد إلى بيته فى طنطا وبعد ساعات قليلة وفى اليوم التالى شعر ببعض التعب رغم أنه لم يكن يعانى من أى مرض".
وقال الحفيد فى تصريحات خاصة لـ"عين":" ذهب جدى للدكتور محمود جامع فى مستشفى المبرة بطنطا، وحكى الدكتور جامع أن جدى دخل عليه على قدمه وقال له أشعر بألم فى صدرى وفاضت روحه فى غرفة الكشف خلال دقائق".
وأشار الحفيد إلى سر الورقة التى كتبها جده الشيخ النقشبندى قبل وفاته بساعات قائلا :" فتح أخوه الورقة فوجدها وصية كتبها جدى يوصى فيها بأن يدفن مع والدته فى مقابر الطريقة الخلوتية بالبساتين، كما كتب لا تقيموا لى مأتما ويكفى العزاء والنعى بالجرائد، وأوصى برعاية زوجته وأطفاله، وتصادف أثناء عودة جدى من القاهرة فى المرة الأخيرة أنه شهد سرادقا كبيرا لعزاء أحد كبار تجار الفراشة بطنطا، فقال لبطانته «إيه السرادق العظمة ده؟» وبعد وفاته كان هذا السرادق مازال مقاما وبعد أن صلى الآلاف على جدى بمسجد السيد البدوى وتم دفنه بالقاهرة، أمر المحافظ بأن يبقى السرادق مقاما لعزاء الشيخ سيد.
النقشبندى