الممثل اللى مالوش فى الشللية مابيشتغلش وبنخدع نفسنا بمقولة الدور بينادى صاحبه
ماعنديش رفاهية رفض دور وأحيانا أشارك فى عمل علشان 3 تعريفة وفى الأخر مااخدهمش
ماسورة كوميديانات فتحت دون مضمون وطالما أقف على خشبة المسرح فأنا حى أرزق
أحلم بتجسيد شخصية أحدب نوتردام وسؤال انت فين بيوجعنى
كنجوم تضيئ فتلفت الانتباه وجواهر تلمع فتجذب الأنظار أضاءوا ولمعوا وأبدعوا فنا صادقا لمس القلوب واستقر فى الوجدان..مشاهد قليلة أو كثيرة محفورة فى الأذهان منحوها صدقا ومشاعر وتألقا جعلها باقية يحفظها ويتذكرها الكبار والصغار..ليصبح أصحابها وأبطالها حاضرون حتى وإن غابوا فترات طويلة أو لم ينالوا ما يستحقون من شهرة وأضواء وأدوار..وتبقى ملامحهم وأدوارهم وأسماء الشخصيات التى جسدوها محفورة فى أذهان الجماهير التى أحبتهم حتى وإن لم تشتهر أسماءهم.
فى الملف التالى نتحدث مع عدد من مظاليم الفن الذين أبدعوا ومنحوا أدوارهم صدقا ومشاعر وبقاء ورسوخا وأثبتوا أنهم لا يقلون إبداعا وموهبة عن كبار النجوم الذين وقفوا أمامهم، ورغم ذلك لم ينالوا حقهم وظلوا فى خانة المظاليم.
مجدى عبيد والشهرة "أبو الروس"
"أنا عارف انك مغصوبة عليا، خلقتى مش ولا بد، راس كبيرة وجتتة عيل، حاجة كدة مش راكبة على بعضها، لكن اللى عاوز أقولهولك انى عمرى ماهغصبك على حاجة، أنا تاجر أنتيكات اتربيت أعرف قيمة الحاجة ،وانتى جوهرة غالية اتمنيتها والمولى قسم لى بيها وهيقدرنى أسعدها وأحافظ عليها، البيت ده بيتك وأنا فيه ضيف وأوعدك عمرى ماهبقى ضيف تقيل"..هكذا لخص حسين أبو الروس فى أشهر مشاهد مسلسل "حديث الصباح والمساء" وأكثرها تداولا على مواقع التواصل الاجتماعى حكمة الزواج وحلم الفتيات فى زوج يمكنها أن تثق فى مستقبلها معه، حتى وإن لم يحمل شيئا من صفات الوسامة..وهكذا أبدع الفنان مجدى عبيد الدالى فى تجسيد دور " ابو الروس" فى هذا المسلسل الشهير حتى أصبح هذا المشهد من أكثر المشاهد تداولا على مواقع التواصل الاجتماعى بين الشباب والفتيات، وهكذا استطاع أن يغير الصورة النمطية الساخرة لقصار القامة وأن يعطى لهذا الدور بعدا عميقا ليظل راسخا فى الأذهان.
ربما لا يعرف الكثيرون اسمه الحقيقى ولا يذكرونه إلا باسم "أبو الروس"، هذا الفنان قصير القامة الذى استطاع أن يبارز كبار النجوم وعمالقة التمثيل وأن يبدع مثلهم، ورغم هذا الإبداع لم نره فى أدوار كثيرة بعد مسلسل "حديث الصباح والمساء" حتى ظهر فى مشاهد قليلة بمسلسل "أبو العروسة"
" لم أفعل شيئا سوى أنى أنسنت الشخصية، وضحيت بفكرة الكراكتر اللى كان ممكن تيجيلى بعدها أدوار كتير كوميدى، لأن بلغة السوق معروف أن البقاء للكراكتر"..هكذا لخص مجدى عبيد نظرته لأبو الروس، وهكذا اهتم المخرج والممثل المسرحى الذى أخرج ومثل العديد من المسرحيات الناجحة بمسرح الثقافة الجماهيرية منذ عام 1985 بأن يقدم بعدا عميقا بعيدا عن الأداء السطحى الذى يحبس أصحاب المواصفات الجسمانية الخاصة فى مجرد السخرية والكوميديا، فلا تتعد أدوارهم مجرد الإضحاك فقط دون عمق فنى.
كان هذا الأداء والنجاح فى تجسيد شخصية "أبو الروس" كفيلا بأن يكون بداية نجومية وأدوار تلفزيونية وسينمائية أكبر للفنان مجدى عبيد الذى قدم عبر رحلة طويلة امتدت لأكثر من ربع قرن مع مسرح الثقافة الجماهيرية، عددًا كبيرًا من العروض المسرحية بدأها سنة 1986 بعرض (جحا وبقرة السلطان)، وتلاها عدد كبير من العروض التى شارك فيها إخراجا وتمثيلا ومنها " السوس، حكاية الفلاح عبد المطيع، ورحلات بن بسبوسة، قوم يا مصرى".
لم يظهر مجدى عبيد رغم قدراته الفنية بعد مسلسل "حديث الصباح والمساء" سوى فى عدد قليل من المشاهد ببعض المسلسلات ومنها "أفراح القبة، بدون ذكر أسماء، أبو العروسة 2"
"كان فى حاجات مخطوفة فى بعض الأعمال السينمائية والتلفزيونية ولكن لم يكن لها تأثير مسلسل حديث الصبح والمساء".. هكذا قال مجدى عبيد، مضيفا:"محسن زايد كان عامل ورق هايل"
يحكى عن ترشيحه لدور أبو الروس قائلا :"رشحنى محسن زايد لأنه شاهدنى فى عرض مسرحى كنت أمثل وأخرج فيه، كما كنت أعرفه قبل المسلسل، فكنا مجموعة أصدقاء نطلق على أنفسنا شلة الحرافيش، وسألنى محسن زايد :انت رافض تشتغل فيديو فقلت له مااتعرضش عليا"، فقال أنه يكتب مسلسل ويريد مشاركتى فيه وأعطانى رواية نجيب محفوظ، فوجدت الرواية مكتوبة بتكنيك مختلف ،ففصولها وشخوصها مكتوب بحسب الحروف الأبجدية للشخصيات، وأشفقت عليه من كتابة سيناريو للرواية، فأكد لى أن نجيب محفوظ نفسه تعجب كيف سيكتب سيناريو من هذه الرواية"
وتابع :" محسن زايد قال لى وانا باكتب شخصية أبو الروس بالاقيك بتنط لى من الورق، وجمعنى فى لقاء مع المخرج أحمد صقر وبمجرد أن شاهدنى قال هوة ده أبو الروس ووافق على الترشيح وكذلك ليلى علوى التى حضرت هذا اللقاء"
يشير إلى اللمسات التى أضافها للشخصية :" لزمة حركة الراس عملتها بشكل تلقائى وأنا باعمل ماكياج، وأثناء تركيب الباروكة الكبيرة التى تم الاستعانة بها حتى تظهر الرأس بهذا الشكل، وكان إلى جوارى الفنان إبراهيم يسرى، وبعد تركيب الرأس حسيت إن شكلى غريب وشعرت أنى سأقع على ظهرى من ثقلها، وبشكل تلقائى وعفوى قمت بحركة الرأس للأمام فوقع ابراهيم يسرى من الضحك، وقررت أن تكون هذه الحركة لزمة دائمة لى بالمسلسل، مع كلمة ياصاحبى التى أضفتها إلى السيناريو"
"لم أرغب فى زيادة مساحة الضحك على الشخصية كالعادة، ففى الغالب تتعامل أغلب الأعمال الفنية مع العيب الخلقى فى الشخصية بتريقة وسخرية ويتم استخدامها لإثارة الضحك كما يحدث مع الأقزام، وبمجرد أن قلت لمحسن زايد أننى لن ألهث وراء الكراكتر وسأعمل على أنسنة الشخصية، فرح جدا واحتضننى، ولم أتخيل أن تلقى هذه الشخصية كل هذا القبول حتى من الأجيال التى لم تعاصر المسلسل والتى تسترجع مشهد ليلة الزفاف أبو الروس حتى حقق أعلى نسب مشاهدة فما يخرج من القلب يدخل القلب سواء فى الكتابة أو التمثيل"
" محسن زايد ابدع فى كتابة السيناريو والحوار والشخصيات حتى أننى كنت اشم رائحة لحاف جدتى أثناء قراءة السيناريو"
وعن أجره فى مسلسل "حديث الصباح والمساء" قال :"حصلت على أجر 6 ألاف جنيه فى 2001، ولم اتناقش مع جهة الانتاج، وكان ممكن أعمله دون مقابل لحبى لشخصية أبو الروس".
وعن غيابه الطويل وعدم ظهوره فى أعمال بنفس المساحة والتأثير، قال مجدى عبيد: "سؤال انت فين بيوجعنى، أنا موجود لكن أعمل إيه، إدونى ميعاد وأنا أجى".
ويكمل بمرارة :" ماعنديش رفاهية إنى أرفض حاجة، وأحيانا أشارك فى عمل علشان 3 تعريفة وفى الأخر مااخدهمش، وهذا حدث مع بعض المنتجين، ساعات أشتغل فى الدراما أو السينما لأنى محتاج فلوس أتحرك بيها وأنا باشتغل فى المسرح عشقى الكبير الذى استمتع بالتمثيل من خلاله".
" أقبل الأعمال بدافع الاستفادة الأدبية أو الفنية أو المادية وأوافق على الظهور فى مشهد أو اثنين ولا أتعامل بمنطق المساحة، وخاصة إذا كان العمل جيد ومهم مثل العمل مع مجدى أحمد على فى فيلم مولانا، ومع شريف عرفة فى فيلم الكنز، كما سبق وعملت مع خالد يوسف فى فيلمين فى أدوار ثانوية"
وعن مشاركته فى عدد من مشاهد مسلسل أبو العروسة 2 قال: "مسلسل أبو العروسة حقق نسب مشاهدة مرتفعة، واستفدت أدبيا فى المشاركة فيه حتى لو عدد المشاهد قليلة، حيث تم وضع اسمى على التتر بشكل جيد والشخصية مكتوبة كويس، وباشتغل مع أصحابى رشدى الشامى، سيد رجب".
يشير إلى أن الفنان سيد رجب هو الذى اقترح اسمه للمشاركة فى المسلسل :" الفنان سيد رجب صديقى من زمن وجمعنا حب المسرح والمواقف الفكرية، وعندما وجد أنهم يحتاجون شخص قليل الحجم اقترح اسمى"
يفرغ الفنان مجدى عبيد طاقته الفنية فى المسرح تمثيلا وإخراجا :" أعمل مخرج مسرحى فى الهيئة العامة لقصور الثقافة، واتنقل بين المحافظات لنقل خبرات أساتذتى إلى شباب الفنانين المظلومين فى الأقاليم، ورغم ان عمرى 63 سنة باتعلم من الشباب"
وتابع :" كثير من فنانى المسرح مظلومين ولكن المسرح هو الذى يشعرنا بأننا أحياء، وطالما أقف على خشبة المسرح أشعر أننى حى أرزق".
يتحدث عن مظاليم الفن قائلا :" هناك اختيارات لسنا طرف فيها ومنها نمط الانتاج، ساعات يجيبوا حد ماستواش ويقدموه كنجم ويحرقوه ويتجاب غيره والخراط يخرط طول الوقت، خاصة مع انتشار فكرة القلش فى الكوميديا، لذلك نجد ماسورة كوميديانات فتحت دون مضمون حقيقى وهذا نمط سوق سيئ"
" لما يكون الممثل مالوش فى الشلل، مابيعرفش يسوق نفسه ولا يطلب دور من مخرج أو منتج، وفكرة إن الدور بينادى صاحبه، مقولة بنخدع بها أنفسنا ونطبطب على ذواتنا، لكن الحقيقة الدور بينادى اللى بيتلزقوا ويقدروا يعملوا علاقات عامة وشلل ،وحين تغيب المبادئ والقيم ويغيب الفن الحقيقى وتطفو الفقاعات التى سرعان ما تزول"
وبمرارة يقول :"المسرح بيتى وأرى نفسى ضيف على الفيديو والسينما وأتمنى أكون ضيف خفيف وليس ثقيلا على المشاهد ويابخت من زار وخفف".
يحلم مجدى عبيد بتجسيد دور "أحدب نوتردام" :" أمنيتى أقدم هذه الشخصية سواء فى السينما أو المسرح أو التلفزيون، وتكون المفاجأة اللى مخبيهالى الزمن علشان أختم بيها حياتى وأنا سعيد".