فى مثل هذا اليوم الموافق 17 فبراير من عام 1918، ولدت قيثارة الفن وسندريلا الطرب الفنانة الرقيقة ليلى مراد، التى أمتعتنا ولازالت بصوتها الساحر إضافة إلى أدوارها السينمائية.
وفى مقالة نادرة كتبتها الفنانة الجميلة ليلى مراد فى العدد 237 من مجلة الكواكب بتاريخ 14 فبراير عام 1956 حملت عنوان "أدوار أحببتها"، تحدثت سندريلا الطرب عن أحب الأدوار السينمائية التى قدمتها وقالت: "الأدوار التى تمثلها الفنانة على الشاشة تشبه إلى حد كبير أولادها، فهى لا تستطيع أن تفرق بينها فى الحب، فتمنح أحدها قدرا أكثر من الآخر".
وتابعت ليلى مراد قائلة: "ورغم الحيرة التى أجد نفسى فيها عندما أحاول المفاضلة بين أدوارى فإننى أشعر بشعور خاص نحو دورى فى فيلم "يحيا الحب"، ولعل سبب هذا الشعور هو أن هذا الدور هو أول أدوارى التى مثلتها على الشاشة وكان بطل الفيلم المطرب الأستاذ محمد عبدالوهاب".
وأكملت حديثها:"كنت مثل كل فتاة تشتغل بالفن أتمنى لو أتيحت لى الفرصة للعمل بالسينما، وكانت هذه الأمنية تداعب خيالى رغم مكانتى التى اكتسبتها كمطربة".
وتحدثت ليلى مراد عن أهم ذكرياتها فى أول أفلامها قائلة: "من أجمل ذكرياتى عن هذا الدور ما حدث يوم ذهبت لأول مرة إلى استوديو مصر لأبدأ العمل، وكان اليوم الأول فى هذا الفيلم يوما خالدا فى حياتى".
وأوضحت: "كان المخرج محمد كريم قد طلب منى أن أسير على رجيم خاص حرصا على وزنى ورشاقتى، وبالغت فى تنفيذ تعليمات المخرج فامتنعت عن تناول أى شىء من الطعام قبل بدء العمل بخمسة أيام، وعشت على عصير الفواكه، وكانت فرحتى بالعمل تنسينى متاعب الجوع".
تحكى عما حدث فى أول أيام التصوير: "فى اليوم الأول كانت الفرحة قد ملكت كل شعورى، فنسيت حتى تناول عصير الفواكه واندمجت فى العمل ولكنى لم أحتمل الإرهاق الشديد فسقطت فى المساء مغشيا على بسبب التعب والجوع، وأجريت لى الاسعافات ونقلت إلى البيت، وقرر المخرج تأجيل الجزء الخاص بى حتى أسترد صحتى، ولكنى غادرت البيت فى صباح اليوم التالى رغم محاولات أهلى، وذهبت للاستوديو لاستئناف نشاطى".
وتابعت الحديث عن أكثر الأدوار التى أحبتها قائلة: "مثلت بعد ذلك عدة أدوار سينمائية كان النجاح فيها حليفى كممثلة ومطربة، ثم جاء فيلم "ليلى" الذى اقتبست قصته من القصة المشهورة "غادة الكاميليا"، وكان هذا الدور من الأحلام التى أتمنى تحقيقها، فإن دور البطلة فى هذه القصة العالمية اشترك فى تمثيله عدة ممثلات فى المسرح والسينما وكل منهن حازت من النجاح ما قفز بها إلى صف الشهيرات الخالدات".
وأضافت ليلى مراد فى مقالها المنشور بمجلة الكواكب: "عكفت على دراسة الدور وقراءة القصة بالفرنسية والعربية حتى درست القصة دراسة تامة، ومثلت الدور على أكمل وجه يرضينى كفنانة، ثم حدث أن اصبت بمرض اضطررت بسببه إلى دخول أحد المستشفيات".
وتحدثت قيثارة الفن عن استغلال المنتج لمرضها فى الدعاية للفيلم قائلة: "لما كان منتج الفيلم قد أنفق عليه ميزانية ضخمة فقد بحث عن وسيلة جديدة للدعاية عن الفيلم، وهداه تفكيره إلى استغلال وجودى فى المستشفى ليشيع عنى إشاعات كثيرة، وفوجئت ذات يوم بخبر فى إحدى الصحف يقول إننى أعانى مرضا خطيرا، واتصلت بمدير الجريدة الذى أكد لى أن الخبر إعلان صريح ولا دخل لقسم التحرير، فاتصلت بالمنتج الذى كذب أقوال مدير التحرير".
وتابعت: "وفى اليوم التالى قرأت خبرا مماثلا فى إحدى المجلات فجن جنونى من هذه الدعايات الكاذبة، وكنت قد تماثلت للشفاء، فغادرت المستشفى فى أول يوم لعرض الفيلم وذهبت إلى دار السينما وحضرت جميع الحفلات لأكذب هذه الدعايات الملفقة".
وتحدثت ليلى مراد فى مقالها بالكواكب عن فيلم " ليلى فى الظلام"، فقالت: "مازلت اذكر دورى فى هذا الفيلم وكنت أقوم بدور فتاة فقدت بصرها وتحاول أن تخفى هذا العيب عن الرجل الذى احبته،ورغم الصعوبات الفنية الشديدة التى تلاقيها الممثلة فى مثل هذا الدور، ورغم المتاعب التى صادفتها أثناء التمثيل فإننى أعتز بهذا الدور اعتزازا كبيرا، لا لأننى أجدت تمثيله فحسب، بل لأنه أيضا من الأدوار التى تتوق إلى تمثيلها كل ممثلة على ثقة بمواهبها الفنية".
وأضافت: "أذكر أننى كنت أندمج فى التمثيل إلى حد أننى كنت أعود إلى بيتى فأسير وأتكلم وأتناول الطعام كما تتصرف فتاة فقدت بصرها".
واختتمت ليلى مراد مقالها قائلة: "هذه بعض ذكرياتى فى أدوارى، وأرجو أن لا يفهم القارئ أننى حين تحدثت عن ثلاثة أدوار هى التى أعتز بها، لا..فأنا أعتز بكل أدوارى فى السينما لأنها جزء من كيانى الفنى".