تناولت السينما المصرية ظاهرة الإرهاب فى العديد من الأفلام، ورغم كثرة الأفلام لم تخرج تصورات رسم شخصية المتطرف عن كونه مشوهًا اجتماعيًّا يمر بظروف صعبة، تجعله يتحول من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، فقد يكون سكيرا عربيدا يتعرض لمواقف تجعله متطرفًا، لكن فى نفس الوقت لم تقدم السينما حلولا لهذه الظاهرة، وذلك لأسباب تتعلق بالفن ذاته، إذ يرى أصحاب الصناعة أن الفن ليس دوره تقديم الحلول بقدر ما هو معنى بإبراز مشكلات المجتمع وتعريته أمام المشاهد.
فى السطور التالية، نسرد أشهر الأفلام التى ناقشت ظاهرة الإرهاب بداية من التزمت الدينى قبل أن يأخذ الشكل الحالى بأن يحمل أحدهم حزامًا ناسفًا، ليفجر نفسه وسط مجموعة من الناس.
فيلم "الإرهاب"
من بطولة نادية الجندى، فاروق الفيشاوى، ومن إخراج نادر جلال، وتم عرضه عام 1989م، وتبدأ قصته باستغلال أحد الإرهابيين حب فتاة صحفية له، وتساعده على الاختباء من محاكمة، وأثناء تحضيرها للسفر إلى إحدى الدول مع وفد دولى يضم عدة وزراء وكبار رجال الدولة، يطلب منها حبيبها أن تأخذ معها صندوقا على أنه هدية لأحد أصدقائه هناك، ولكنها تكتشف بالصدفة أن الصندوق به ديناميت لنسف الطائرة فور إقلاعها.
"أنا مش معاهم"
وجسد الفنان أحمد عيد خلال الفيلم دور شاب فى الجامعة يدرس فى كلية الطب، ويعيش مع أصدقائه، وحياته كلها مستهترة بين تعاطى المخدرات وإهمال الدراسة، ويتعرف على فتاة محجبة، ويقع فى حبها ثم يتحول إلى التدين، ويتعرف على زملائه فى الجامعة الذين ينتمون للجماعات المتطرفة، ويسلك طريقهم للتقرب من حبيبته المتدينة، التى تقع ضحية استغلال أحد المتطرفين من خلال استلام حقيبة من شخص بها قنبلة بهدف تفجير محطة مصر.
"حسن ومرقص"
تناول الفيلم قضية التطرف ومدى تأثير الفكر المتشدد على المجتمع هو من بطولة عمر الشريف، وعادل إمام، ولبلبة، من إخراج رامى إمام، ومن إنتاج سنة 2008 ويبرز فكرة الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، من خلال رجل دين مسيحى يحارب المتطرفين المسيحيين، وتم تهديده بالقتل، يهرب ويمنحه الأمن اسم شيخ مسلم، فيما يرفض أحد المشايخ أن يتولى هو إمارة جماعة إرهابية، فأصبح مهددا بالاغتيال، ويهرب هو الآخر مستخدما اسما مسيحيا، ويلتقى كلاهما فى رحلة هروبها، وتتكون بينهما صداقة حتى يكتشف كل منهما حقيقة ديانة الآخر.
فيلم "الإرهابى"
من بطولة عادل إمام، وصلاح ذو الفقار، ومن إنتاج سنة 1994، وتدور أحداثه حول شاب ينضم لإحدى الجماعات الإسلامية المتطرفة، وبعد أن ينفذ إحدى العمليات يصاب نتيجة حادث سير، وتضطره الظروف للإقامة مع أسرة وسطية، وبعد أن يحتك معهم يكتشف أنه كان يتعامل مع المجتمع بمعتقدات خاطئة.
فيلم "الإرهاب والكباب"
ينقل الفيلم حالة الشارع المصرى وذعره من الإرهابيين، من خلال شخص يتورط فى إحدى العمليات الإرهابية بمجمع التحرير، وتأتى قوات المكافحة وتتصاعد الأحداث، الفيلم من بطولة "عادل إمام" و"يسرا"، من إخراج "شريف عرفة"، وتم عرضه فى عام 1992م.
فيلم "دم الغزال"
تدور أحداث الفيلم حول فتاة فقيرة يموت والداها، وتتزوج من شاب بلطجى يعمل خلف راقصة فى الأفراح «طبال»، وكان يخفى علاقته مع فتاة الليل، خوفًا على صورته أمام الجماعة، ويتم سجنه وتطلق منه، وعندما يخرج من السجن ينضم لإحدى الجماعات المتطرفة، وينفذ إحدى العمليات فى الحى الذى تسكنه تلك الفتاة، وتموت ضحية الإرهاب، الفيلم من بطولة "منى زكى" و "نور الشريف"، وإخراج "محمد ياسين"، وتم عرضه عام 2005م.
عمارة يعقوبيان
لعب "محمد إمام" فى فيلم «عمارة يعقوبيان» شخصية شاب كان يتمنى أن يصبح ضابط شرطة، لكن مهنة والده "البواب" حالت دون تحقيق أحلامه، فتحول إلى إرهابى يحمل السلاح فى محاولة للانتقام من المجتمع.
فيلم "الخلية"
بطولة "أحمد عز"، ومن إخراج "طارق العريان"، تدور أحداثه حول ضابط عمليات خاصة اسمه "سيف"، يتصدى لإرهابى يدعى "مروان"، وأثناء هذه العملية يستشهد ضابط العمليات الخاصة "عمرو"، ويصاب "سيف" نتيجة انفجار قنبلة بجانبه، فيقسم "سيف" على أن يعود مرة أخرى ليثأر لحق "عمرو"، إلا أن العمليات الخاصة ترفض رجوعه بسبب عدم شفائه، وعلى جانب آخر يعمل الضابط "صابر" على نفس ملف هذا الإرهابى، فيذهب "سيف" إليه لكى يطلب منه مساعدته، وبالفعل ينجح فى إقناع المباحث بأن يعمل "سيف" معه، ويقضيان على الخلية الإرهابية.