رغم ما مرت به من آلام وعذاب وصعوبات كانت تحية كاريوكا التى توافق ذكرى ميلادها المئوية 22 فبراير قوية الشخصية تعتز بنفسها وكرامتها مهما كلفها هذا من ثمن، وتمتلئ حياتها بمواقف الجدعنة والبطولة بل وتخطت ذلك إلى المواقف الفدائية والثورية.
ففى بداية حياتها فى صالة بديعة مصابنى جذبها أحد الأمراء من يدها فصفعته كاريوكا على وجهه، وبعد انتشار الخبر أصدر الملك فاروق قرارا بحظر ذهاب أى أمير إلى هذه الأماكن، وقبل هذا الموقف رأت تحية الملك فاروق مع حاشيته فى أحد الملاهى الليلية، فسلمت عليه وهمست فى أذنه بأن هذا المكان لا يليق بملك مصر والسودان وأن مكانه فى القصر، وتوقع الموجودين أن يعاقبها الملك على جرأتها ولكنه قام وانصرف بهدوء.
ومن أهم المواقف فى حياة تحية كاريوكا انها رفضت أن ترقص أمام كمال أتاتورك خلال رحلتها إلى تركيا بعدما أهان لسفير المصرى وعنفه وأمره بخلع طربوشه، وقالت للمتعهد "مش هارقص قدام حد أهان سفير مصر".
و كانت كاريوكا على استعداد للتضحية بحياتها بسبب مواقفها الوطنية، فبعد شهرتها وقبل قيام ثورة يوليو 1952 ساعدت الفدائيين على مقاومة الاحتلال الانجليزى وهربت لهم الأسلحة فى سيارتها إلى الاسماعيلية، وقال المخرج جميل المغازى فى أحد اللقاءات أن هناك منطقة فى الإسماعيلية معروفة باسم تل كاريوكا كانت تقوم فيها تحية بتسليم الأسلحة للفدائيين.
كما ساعدت كاريوكا السادات على الهرب وخبأته فى مزرعة أقاربها بالاسماعيلية، وحكت تحية عن هذه الواقعة قائلة :" أنا هربت السادات لأنهم قالوا قتلوا أمين عثمان قلت فى داهية عقبال الباقى، وقلت لهم أنا ممكن أعمل أى حاجة "، وبعد الثورة شاركت كاريوكا فى قطار الرحمة.ورغم مواقفها البطولية تعرضت كاريوكا للسجن عام 1953 بعد زواجها من مصطفى كمال صدقى أحد الضباط الأحرار الذى انشق عليهم، ووجهت لها تهمة الترويج لمبادئ هدامة وتوزيع منشورات تم العثور عليها فى شقتها، وحينها قالت جملتها الشهيرة «ذهب فاروق وهايِجى بعده فواريق»، ودفعت ثمنها ما يقرب من 100 يوم فى السجن، وكان زملاءها يقفون أمام السجن لدعمها ومساندتها والمطالبة بالإفراج عنها.
وفى الثمانينات كان لها العديد من المواقف لدعم القضية الفلسطينة وكسر الحصار عن الفلسطينين.
ورغم اقترابها من سن السبعين كان لها دور كبير فى إسقاط القانون رقم 103 بعدما قادت إضراب نقابات المهن الفنية عام ضد هذا القانون وأضربت عن الطعام رغم تدهور صحتها، واتصل بها الرئيس مبارك وبالفعل تم سحب القانون.