اختتمت اليوم فعاليات منتدى نوت ضمن الدورة الثالثة من مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة بجلسة أدارتها الكاتبة والناقدة كريمة كمال، بحضور كل من الكاتب السيناريست عاطف بشاى، والناقدة ماجدة موريس، والناقدة صفاء الليثى، والناقد ياقوت الديب، وشهدت الجلسة حضورا كبيرا، واضطر البعض للوقوف والجلوس أرضا لمتابعتها.
وقال الكاتب عاطف بشاى: أرى أن هناك فرصة فى ظل وجود هذا الحشد العظيم من نساء أسوان لنتحدث عن دور القوى الناعمة فى مناقشة قضايا المرأة، فهناك العديد من الأفلام التى ناقشت هذا الأمر منذ ثورة 1919 عندما اجتمعت لجنة من السيدات لديهن رغبة فى تحرير المرأة، وقمن بتشكيل لجنة نسائية للحديث مع المندوب السامى البريطانى برئاسة "شريفة مراد"، ورده عليهن "كيف نستطيع أن نتفاعل معكن والمرأة عندكن فى المجتمع تعانى من الاستعباد داخل بيتها؟"، وتذكرت هذا وتألمت كثيرا.
وأضاف بشاى: فى تاريخ السينما المصرية كانت تجسد المرأة وكأنها عاهرة أو راقصة أو شخص يتحايل على الرجل لتحصل على أمواله إلى أن تطورت السينما لتتغير مفهوم المرأة من خلال الأفلام التى تطرح ولابد أن نعالج ظاهرة تجسيد المرأة عبر السينما المصرية، وأن تستفيق صناعة السينما لمعالجة قضايا المرأة بشكل صحيح عبر السينما.
واستكمل الحديث الناقد ياقوت الديب قائلا: إقامة منتدى نوت للمرة الثالثة فى مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة يدفعنا لمناقشة كيفية طرح قضايا المرأة بشكل صحيح فى السينما المصرية لأن المرأة هى رائدة السينما المصرية منذ القدم ومصر من أكبر الدول التى توجد فيها العدد الأكبر من النساء العاملات بالسينما.
وأضاف الديب: مهرجان أسوان يهتم فى المقام الأول بالأفلام التى صنعتها امرأة أو السينما التى تناقش قضاياها، سواء قدمها رجل أو امرأة.
فالسينما المصرية مدينة للمرأة وأذكر فيلم أريد حلا، وهو من أهم الأفلام بالنسبة لى التى عالجت وأثرت فى تغيير قانون الأحوال الشخصية بمصر، وفى الوقت الحاضر قضايا المرأة تعالج بشكل سلبى فى السينما، ولابد أن نعيد النظر إلى ذلك فالمرأة اليوم عاملة وزوجة وأم تعانى من مصاعب عدة، ولابد من إدراك ذلك، وإظهاره بالسينما المصرية.
واتفقت معه فى الرأى الناقدة صفاء الليثى قائلة: أنا سعيدة بتواجد وحضور المرأة الأسوانية بجلسات منتدى نوت وهى ظاهرة إيجابية جدا، وتعد السينما التسجيلية من أهم الروافد الهامة التى تلقى الضوء على مشاكل وقضايا المرأة، فهى أظهرت نماذج عديدة من المرأة القوية العاملة المكافحة والفيلم التسجيلى يقدم صورا رائعة مشرفة للمرأة ومن أهم الأفلام التى شاهدتها بهذه الدورة فى المهرجان فيلم 4 نساء من مصر للمخرجة تهانى راشد.
وقالت الناقدة ماجدة موريس: قضايا المرأة لا تستطيع أن تظهر عبر الشاشة إلا بعدة عناصر، من أهمها الإنتاج والكتابة الجيدة المبدعة من خلال دور عرض كافية وكان هناك نماذج عديدة من رائدات السينما المصرية أمثال مارى كوينى وآسيا وعزيزة أمين
وأضافت ماجدة: هناك أفلام عديدة ناقشت قضايا المرأة فى تاريخ السينما المصرية مثل فيلم مراتى مدير عام الذى أظهر ضرورة عمل المرأة وفيلم الحرام ولكن مؤخرا جاء فيلم تيمور وشفيقة ليعود بنا إلى الخلف سنوات بعدما تنازلت شفيقة عن الوزارة من أجل حبها لتيمور، وهناك العديد من صناع السينما، مثل رأفت الميهى وصلاح أبو سيف وفطين عبد الوهاب وبركات الذين كانوا لديهم الشجاعة فى مناقشة قضايا المرأة والسينما المصرية تحتاج لمناقشة هذه القضايا بدعم من المجتمع والضغط على المسئولين لطرح مثل هذه القضايا وتوفير دور العرض، خاصة أن هناك العديد من المحافظات لا توجد بها دار عرض.
وقالت "كريمة كمال": أرجو أن تهتم الدولة بدور العرض داخل المحافظات وتنظر بعين الاعتبار إلى هذه الأزمة لأن السينمات تعد متنفس للمجتمع ومجال هام جدا لمناقشة وطرح وعلاج قضاياه بشكل عام وقضايا المرأة بشكل خاص، ونستطيع أن نستغل اختيار أسوان هذا العام عاصمة السينما الأفريقية وهذه فرصة للمطالبة بدور عرض جديدة بأسوان.
واختتمت الجلسة بقيام السيناريست محمد عبد الخالق رئيس المهرجان، والدكتورة عزة كامل رئيس منتدى نوت، بتكريم نساء أسوان على دورهن فى قضايا المرأة، وتسليمهن شهادات تقدير.