مع ذكره اسم "مصر" على أرفع منصة فنية فى العالم، خلال تسلمه جائزة الأوسكار عن أفضل ممثل لدوره الرئيسى فى تجسيد شخصية المغنى الراحل الشهير، فريدى ميركورى، سلطت وسائل الإعلام الأجنبية تركيزها على أصل الممثل المصرى الأمريكى "رامى مالك"، وتسابقت وكالات الأنباء للقاء عائلته الأكبر فى مصر.
وتحدثت وكالة رويترز عن احتفاء عائلة مالك، فى مصر، بحصوله على جائزة الأوسكار. وقالت إن أقارب مالك فى مصر تجمعوا حول التلفزيون فى المنزل كما لو كانوا يهتفون لمنتخب كرة القدم، لكنهم كانوا يحتفلون بأحسن ممثل أوسكار عن دوره فى فيلم Bohemian Rhapsody.
ففى خطاب الفوز وعلى منصة الأوسكار أمام حشد كبير من الممثلين العالميين وصناع السينما، قال مالك أنه "ابن مهاجرين من مصر. أنا أمريكى من الجيل الأول وجزء من قصتى يكتب الآن".
وقال فادى، ابن عمة مالك، إن الأعمام والعمات وأطفالهم تجمعوا فى منزل العائلة فى قرية فلتاوس بمحافظة المنيا على بعد 265 كيلومترا جنوب القاهرة، لمشاهدة حفل توزيع جوائز الأوسكار المذاع مباشرة من لوس أنجلوس. وعندما تم الإعلان عن اسم مالك كأفضل ممثل، تفجرت فرحة العائلة وعانقوا بعضهم البعض ورقصوا.
وأضاف فادى، 24 عاما، فى اتصال هاتفى مع رويترز من فلتاوس: "كان الأمر أشبه بمشاهدة إحراز مصر هدفًا للفوز بكأس.. لم يكن الفوز للأسرة فقط، ولكن أيضا لمصر." اتصلت العائلة بوالدة مالك فى الولايات المتحدة لتهنئتها على الفوز، وتحثوا معها على دعوة ابن عمتهم المشهور لزيارة مصر.
وقال رامى، وهو ابن عم مالك أيضا،: "قالت العمة نيلى (والدة رامى)، إنهم متحمسون لزيارة مصر". وعلق ابن عمه قائلا إن مواهب مالك كانت واضحة عندما زار مصر كطالب فى المرحلة الثانوية فى التسعينيات، للمرة الأولى، منذ أن هاجرت عائلته إلى الولايات المتحدة 1979.
وزادت التوقعات بشأن فوز مالك (37 عاما) المولود فى لوس أنجلوس، بجائزة الأوسكار فى الأسابيع الاخيرة بعد فوزه بجائزة جولدن جلوب وجائزة نقابة ممثلى السينما وبافتا البريطانية عن لعبه دور المغنى الراحل، فريدى ميركورى، عضو فرقة الروك البريطانية "كوين".
وقالت الوكالة الفرنسية إن المصريين أشادوا بمالك كـ"فرعون" جديد يقدم اسم مصر على الساحة العالمية. وأشارت إلى أنه على وسائل التواصل الاجتماعية، سلط المصريون الضوء على كلماته خلال خطاب قبوله جائزة الأوسكار: "أنا ابن مهاجرين من مصر". وأمتلأت مواقع التواصل بالثناء مع هاشتاجات تحمل اسمه بالعربية والإنجليزية، وأشاد كثيرون بـ "فرعون" مصر الجديد.
وقال أحدهم على تويتر: "إنه شىء جميل حقاً، أن المصرى والعربى هو أفضل ممثل أوسكار. وأشارت الوكالة إلى أن رامى ينتمى لعائلة من الأقباط من محافظة المنيا، فى الصعيد. ونقلت أيضا عن فادى عصام، ابن عم مالك إن "قريتهم بأكملها كانت مستيقظة حتى الساعة الخامسة صباحا لمشاهدة حفل توزيع جوائز الأوسكار. "
واهتمت صحيفة الجارديان أيضا بالأصول المصرية العربية لمالك ولفتت إلى أنه ولد لأبوين مصريين. ورأت الصحيفة البريطانية إن مالك صنع التاريخ كأول ممثل ذو تراث عربى يحصل على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل. كما كشفت فى تقرير عن الفنان العالمى الشاب إنه رفض قبلا لعب دور "إرهابى" قبل أن يلعب دور فريدى ميركورى.
وأشارت إلى أن مالك ولد فى لوس أنجلوس عام 1981 لعائلة من المهاجرين المصريين وتحدث العربية فى طفولته وترعرع على العقيدة القبطية الأرثوذكسية. ويقول إنه نشأ فى مجتمع متنوع متعدد الثقافات فى سان فرناندو، بين اللاتينيين والفلبينيين والآسيويين، لكنه وجد أنه "من الصعب... تكوين شعور بالهوية". كما درس فى مدرسة نوتردام، وهى مدرسة كاثوليكية فى شيرمان أوكس.
وتشير الصحيفة إلى أن مالك وجد أن خلفيته من الشرق الأوسط عامل مساعد وعائق فى نفس الوقت، عندما بدأ العمل كممثل حيث لعب دور الفرعون فى فيلم " Night at the Museum، ,مصاص دماء مصرى فى The Twilight Saga: Breaking Dawn Part 2، وكأحد الإرهابيين فى فيلم 24. وكان هذا الدور الأخير الذى بث عام 2010 هو الذى دفعه إلى رفض أى تصوير سلبى عن العرب.
وقال فى مقابلة مع موقع GQ: "فى الماضى كان ذلك: حسنًا، إنه إرهابى مقبول!... ولكن بعد أن فعلت ذلك قلت لنفسى: هذا هراء. لا أكثر. هذه ليست الطريقة التى أريدها"، وأضاف "أى أدوار تأتى حول لعب دور العرب أو شرق أوسطيين فى ضوء سلبى سأرفضها، ولست بحاجة إلى الرد عليها بعد الآن. لا مزيد من هذا".