هذه الصورة، جسدتها السينما المصرية فى أروع تفاصيلها، التى تحفل بأشهر فنانات الرقص الشرقى، سواء من المصريات منهن، مثل تحية كاريوكا، أو سامية جمال، والتى لقبت بـ"الكهرمانة" أو "العفريتة السحرية"، أو نجوى فؤاد، ونعيمة عاكف، وسهير زكى، أو الأجنبيات كذلك، مثل كيتى، وهى من عائلة يونانية، وولدت فى الإسكندرية.
أما الآن، فعلى الرغم من وجود الكثير من الراقصات المصريات أو الأجنبيات على الساحة الفنية، ومشاركة أغلبهن فى العديد من الأفلام السينمائية، إلا أن المشاهد، لم يعد بحاجة للذهاب إلى مشاهدتهن فى الحفلات التى تنظمها الملاهى الليلية، وذلك بعدما انتشرت على منصات التواصل الاجتماعى، العديد من الصفحات الرسمية لكل راقصة.
قديما، أو فى أيام زمن العوالم، وزمن الفن الجميل، كما يسميه غالبية متذوقى فن الرقص الشرقى، كانت مشاهدة الراقصة، تتم فى حالتين، إما فى الفيلم السينمائى، وهو مشهد لا يتجاوز الدقائق المحدودة، أو الذهاب إلى الأماكن المخصصة لحفلات الرقص، مثل الكازينوهات، وفى هذه الحالة كان الجمهور يحظى بوصلة رقص ينعم بها فى هذه الليلة، منتظرا الليلة القادمة، وهكذا.
ومن أشهر الأماكن التى عرفتها مصر، وتحديدا القاهرة، بتواجد العديد من الكازينوهات، هو شارع كلوت بك، والذى يقع بين اثنين من أهم ميادين العاصمة، هما ميدان رمسيس، وميدان العتبة، وهو فى الأصل اسم طبيب فرنسى، كلفه محمد على الكبير، حاكم مصر، بتنظيم أمور الجيش المصري الصحية.
وأثمرت جهود كلوت بك عن نهضة كبيرة ظهرت آثارها في إنشاء مدرسة للطب في أبو زعبل عام 1827 وغيرها. وتقديراً لجهوده، أنعم عليه محمد علي بلقب "بك". وبعد وفاة الطبيب، أنطوان كلوت بك، عام 1868، أطلق اسمه على أحد أهم شوارع العاصمة المصرية آنذاك، وكان يطلق عليه قبل ذلك "شارع الأزبكية"، وقد عرف شارع "كلوت بك" بظهور الملاهى الليلية فى أيام الحملة الفرنسية. وانتشارها بصورة أكبر مع الاحتلال الإنجليزى.
أما اليوم، فإن متابعة الراقصة على منصات السوشيال ميديا أعطت للجمهور فرصا متنوعة ومتعددة، إذا أصبح الجمهور على متابعة دائمة للراقصة، فى رحلاتها، وتفاصيل يومها، وفى غرف المكياج والاستعداد للرقص، كما أصبح أصبح ضيفا افتراضيا فى حفلات الزفاف، التى تشارك فيها، فبمجرد البحث عن اسم الراقصة على هذه المنصات سيجد العديد من مقاطع الفيديو، التى سجلها ونشرها ضيوف حفل الزفاف أو الحفلات الخاصة بهواتفهم، وتم نشرها.
بالطبع اختلفت ذائقة غالبية الجمهور فى التناول والتعاطى مع فن الرقص الشرقى، بين الماضى والحاضر، وأصبحت بدلة الراقصة المثيرة للجدل، أحد أسباب شهرتها، ناهيك عن صورها الخاصة البعيدة عن الحفلات، مثل تواجدها على الشواطئ العربية أو الأجنبية، وما ترتديه فى هذه اللحظات، وحرصها على إطلاع جمهورها على ذلك.
الأمر الآخر، الذى تمنحه السوشيال ميديا للجمهور، ويغيب عن الكازينوهات، هو التواصل المستمر مع الراقصة، من خلال حسابها الرسمى، والذى يكشف للجمهور جانبا آخر يغيب عن أدائها لوصلات الرقص.
الصورة الحية، التى تجسدها هذه الرؤية، وتضرب لها أروع مثال، فى المزج بين الموروث والمعاصر، هى الفنانة المصرية الكبيرة فيفى عبده، والتى تحظى بمتابعة تتخطى الملايين من جمهورها فى مختلف أنحاء العالم، إذا يصل حجم متابعتها عبر موقع الصورة "انستجرام" إلى 4.4 مليون، مجسدة عبر حسابها الرسمى، شعار "الرقص أسلوب حياة".
وتجسد الفنانة الكبيرة فيفى عبده هذا الشعار، بشكل يومى، من خلال نشرها للعديد من مقاطع الفيديو عبر حسابها الرسمى، لوصلات الرقص التى تقدمها فى منزلها، أو فى العديد من الأماكن المختلفة.
أما على الجانب الآخر، فعلى الرغم من واقعة القبض على الراقصة الروسية جوهرة، فى فبراير 2018، بسبب ارتدائها لبدلة رقص تخالف القوانين المعمول بها، إلا أنها ما زالت تحظى بمتابعة من جمهورها، ويصل عدد المتابعين لها على "انستجرام" إلى 798 ألف متابع، كما يحرص أغلبهم على البحث عن الفيديوهات الجديدة لها، والتى يتم تصويرها لها فى حفلات الزفاف، أو فى الملاهى الليلية أيضًا.