رومانسية «Fifty Shades of Grey» تتجسد فى أغنية أندرجراوند

مشهد من فيلم FIFTY SHADES OF GREY مشهد من فيلم FIFTY SHADES OF GREY
 
مصطفى فاروق

"سمينى بعطر شعرك المفكوك، دوقينى المرار من فوق لسانك، ضمينى واكسرى ضلوعى بحنانك".. ركز لبضع ثوانى مع هذه الكلمات، واسرح قليلًا فى خيالك معها، لتجد ردة فعلك انقسمت بين "ايه القرف ده" أو ستنتقل مخيلتك إلى "مشاهد إباحية" إن كنت من مدمنى مشاهدة "اللى بالى بالك"، لا تسرح بعيدًا بذهنك وسط الناس كى لا تترسم على محياك "ابتسامات بلهاء" تتبعها "ريأكشنات عيب"، هى ليست فقط مجرد كلمات عابرة فى مقدمة موضوع، وإنما هى ببساطة كلمات "أغنية".

 
FIFTY SHADES OF GREY (3)
 
 
فرقة ملاذ (2)
فرقة ملاذ (2)

 

تعبيرات أقل ما توصف بالجريئة بعد غرقها فى بحر التوصيف بالغرابة، لمعانيها وتراكيبها، وصورها الجمالية إن جاز وصفها بذلك بعيدة كل البعد عن الوصف الغنائى المعتاد فى أغنيات الرومانسية والعاطفة المجروحة وحتى الفراق، لتأخذ منحنى أجرأ داخل ملكوت "الخيال الجنسى"، وتحديدًا "الجنس العنيف"، ولو تحدثنا بتعبيرات علمية أكثر، يكون الوصف "متلازمة ستوكهولم"، أى تلك الحالة المرضية التى تنتاب الضحية بشعورها بالتعاطف والتعلق العاطفى الشديد بالجانى أو من يعتدى عليها، بشكل عام "تعلق المظلوم بالظالم"، ومن حيث المنظور الأكثر شيوعًا "المذلة فى العلاقة الجنسية والميل إلى العنف"، وبدون الدخول فى تفاصيل مطولة فى المعانى يكفى أن نذكر اسم الفيلم الأمريكى المثير للجدل "Fifty Shades of Grey"، "فيفتى شيدز اوف جراى"، أو "خمسين ظل من جراي"، وسنعود لتفاصيله خلال سطور.

FIFTY SHADES OF GREY (6)

FIFTY SHADES OF GREY (8)

أغنية لم تتخط أربعة دقائق من الزمن، تعد أشهر أعمال فرقة "ملاذ" أحد أبرز أيقونات مزيكا الأندرجرواند، والتى تقدم طابع موسيقى البروجريسيف روك والميتال بكلمات عامية اتخذت أسلوب "الاختلاف" و"التطرف" عن المعتاد، حديثة العهد نسبيًا فى مجال المزيكا إذ تدخل حاليًا فى عامها الثالث لمشوارها الغنائى، لكنها تمكنت فى وقت قياسى من تحقيق جماهيرية واسعة بأشهر أغنياتها "ستوكهولم" ومن بعدها "مين إنت"، و"الصدع"، اعتبرت الأولى من أكثر الأعمال انتشارًا على الساوند كلاود من حيث معدلات الاستماع والطلب فى الحفلات اللايف، نظرًا لما تحويه من "عنف" فى الأداء الغنائى المتميز بالقوة والمصحوب بقوة أكبر من حيث التوزيع الموسيقي، والتركيز بالطبع على المحتوى الكلامي، الذى ربما لم يفهمه غالبية من سمعها لأول مرة أو دقق فى "توصيفاتها الجنسية".

FIFTY SHADES OF GREY (9)

فرقة ملاذ (3)

الفيلم الجرىء فى محتواه والذى أطلق صيحات الاستهجان بادئ ذى بدء منذ إصداره حتى فى المجتمع الغربى المتفتح، نظرًا لما يحويه من مشاهدة إباحية مبالغة ربما تكون عادية فى الأفلام الأجنبية ولكن المثير فيها هى فكرة "العنف"، واستخدام أدوات التعذيب الجنسى فى العلاقة الخاصة، بين ربط أيادى وأقدام الفتاة وتعليقها وبين استخدام السوط والضرب وغيرها، مما تجسد بشكل أو بآخر ظاهرة "السادية"، وهى ميل طرف من الطرفين لاستخدام القوة المفرطة فى الجنس ولا يشعر بالإشباع الجنسى سوى بالعنف، ويصل للنشوة المطلقة بعد "تعذيب" الأنثى بالاستثارة.

الفكرة الأولية للأغنية ربما تجعلك تفهم أنها تتحدث عن "علاقة حب انتهت"، ويصف فيها "اللى حب من طرف واحد" خسارته ومشاعره المتضاربة بين الحنين الزائد والوجع المفرط وحتى الأحاسيس التى ينساق ورائها دون النظر لكرامته، بداية من "خدينى فى حضنك المليان شوف ضمينى واكسرى ضلوعى بحنانك، بين الحياة وبين الممات اقتلى حلمى من سكات وقوليلى فجأة الوقت فات واكرهينى"، لكن سرعان ما ستكتشف بعض التعابير المريبة تتخلل وسط الأغنية "خلى الخصل تجلدنى وتسيبى أثر".. "طلعى كرهك للبشر فيا وسيبينى".. "اكوينى بنار عينيكى المكسورين".. "اصرخى همس الشيطان بصوت أنينك". وإن كانت مخيلتك خصبة فستتمكن ربما من ربط تلك التوصيفات بمشاهد حية تجسدت فى بعض لقطات الفيلم الساخنة، والتى ربما ستغير ردة فعلك الأولية للأغنية وتعيد سماعها مرة تلو أخرى وتعيش فى ملكوت "نشوة" خيالك.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر