تحمل التجارب الأولى دائما الكثير من المفارقات والأحداث والذكريات التى تبقى دائما فى الذاكرة، ولنجوم الزمن الجميل كثير من هذه التجارب والحكايات التى تحدثت عنها صحافة زمان وكتبها النجوم بأنفسهم، ومن ذلك ما نشرته مجلة الكواكب فى عددها رقم 240 الصادر بتاريخ 6 مارس من عام 1956، وتحت عنوان "أول دور وأول قبلة وأول رحلة وأول فرجة"، والذى كتب فيه عدد من نجوم الزمن الجميل ذكرياتهم ومواقفهم الأولى.
وفى هذا العدد كتب الفنان كمال الشناوى عن ذكرى أول دور قام بتمثيله فى حياته مشيرا إلى أنه لا يغيب عن ذهنه حيث إنه كان وقتها فى المرحلة الابتدائية وكان مع مجموعة من أصدقائه يحبون السينما والتمثيل واتفقوا فى الأجازة الصيفية على تكوين فرقة تمثيل.
وأوضح الشناوى أنهم قرروا أن يتخذوا من حديقة منزله مكانا يستخدمونه كمسرح ويدعون إليه أصدقائهم،، وألفوا رواية بطلها ضابط بوليس يتنكر فى زى شحاذ ليضبط عصابة من المهربين.
وأشار جان السينما إلى أنه وبصفته زعيم الشلة حصل على دور البطولة، وأثناء عودته على بيته رأى شحاذ صغير فى سنه كان يمر كل يوم بالشارع، فاتفق معه على أن يستعير ملابسه ليؤدى بها الدور مقابل "شلن"، ففرح الشحاذ الصغير، وارتدى كمال الشناوى ملابسه الرثة.
وأضاف الشناوى أن أصدقاءه انبهروا به وبأدائه وملابسه وتقمصه للشخصية وصفقوا له بحرارة، مشيرا إلى أنه لم يكد يفرح بهذا النجاح حتى ظهر والده ورآه فى هذه الصورة المزرية، واشتعل غضبه وصرخ فيه وفى أصدقائه، ثم سحبه من كتفه بعنف على داخل المنزل.
وكان نتيجة قيام كمال الشناوى بهذا الدور أن حلق له والده شعره بالموس ووصب على جسده الكثير من المطهرات وأرغمه فى عز الصيف على الاستحمام بماء ساخن جدا، وبعدها لم يجروء على النزول للشارع لمدة أسبوعين خوفا من أن يراه زملاؤه فيضحكوا على قرعته.
أما الفنانة برلنتى عبد الحميد فتحدثت خلال هذا العدد من مجلة الكواكب عن ذكرى أول رحلة فى حياتها إلى الخارج، وكانت مع فرقة المسرح الحديث إلى روما.
وقالت برلنتى:" لم أكن أعرف شيئا عن اللغة الإيطالية ولكنى قررت أن أنتهز الفرصة كى أخرج للتنزه فى المدينة الكبيرة"
وأشارت إلى أن إحدى صديقاتها المقيمات فى روما مع أسرتها استضافتها فى منزلها ولكن كانت الأسرة مدعوة إلى حفل فى اليوم التالى ولم يكن من اللائق اصطحاب أشخاص غير مدعوين للحفل.
وأوضحت برلنتى عبدالحميد أن والد صديقتها أشار عليها إذا أرادت أن تخرج للتنزه أن تكتب اسم الشارع فى ورقة وتعطيها لسائق التاكسى حتى تستطيع العودة للمنزل.
وبالفعل خرجت الفنانة فى اليوم التالى ومعها ورقة دونت فيها الاسم المكتوب على إحدى اللافتات بالشارع، وبعد أن انهت جولتها فى شوارع روما استقلت تاكسى وأعطت السائق الورقة فانفجر فى الضحك، وشعرت برلنتى بالغضب فنزلت من التاكسى، متوجهة إلى عدد من رجال البوليس ليرشدونها إلى المكان، فإذا بهم يضحكون، ولم تفلح محاولاتهم لفهمها أو محاولاتها لوصف الشارع.
وأضافت أن الضباط اصطحبوها لقسم الشرطة وهناك حاولت التحدث بالانجليزية ووصف الشارع، وبعد عنء استطاعوا أن يستدلوا على العنوان وتوصيلها للمنزل، وكانت المفاجأة أن العبارة المكتوبة على الورقة "ممنوع لصق الإعلانات"
وكانت المفاجأة فى هذا العدد ما حكاه الفنان يحيى شاهين عن أول قبلة فى حياته مشيرا إى أنها كانت فى الطفولة لإحدى زميلاته فى المدرسة، وقال انها كانت طفلة يونانية جميلة، وكان معجبا بها،وفى أحد الأيام ضربها مدرس اللغة الفرنسية فسالت قطرة دم من بين شفتيها الصغيرتين.
وأشار يحيى شاهين إلى أنه أراد الانتقام من المدرس فوضع له فى اليوم التالى دبابيس فى المقعد، مشيرا إلى أنه أخذ الفتاة إلى ركن فى حديقة المدرسة تحت شجرة مشمش وقام بتقبيلها، وعندما عاد للمنزل لاحظت أمه تغيرا وسعادة على وجهه فاستدرجته حتى قال لها "أنا بوست فيولا تحت شجرة المشمش فى المكان اللى باس فيه مدرس الفرنساوى مدرسة الأناشيد".
وأضاف أنه فى اليوم التالى ذهبت والدته للمدرسة وتم نقله إلى مدرسة أخرى ليس فيها اختلاط، وابتعد عن فيولا أول حب فى حياته.