كان لنجوم الزمن الجميل عادات خاصة فى استقبال ضيوفهم، وكان للصالونات الخاصة بهم عادات وعلامات وتقاليد مميزة يعرفها، ويحافظ عليها كل من يزور هؤلاء النجوم.
وتناولت الصحف والمجلات التى صدرت فى عهدهم بعض عادات نجوم الزمن الجميل فى استقبال الضيوف والأصدقاء، ومن ذلك ما نشرته مجلة الكواكب فى عددها الصادر بتاريخ 9 مارس من عام 1954 تحت عنوان " فى صالونات النجوم.. تقاليد ونظام وقهوة مضبوطة"
وأشارت المجلة إلى بروتوكولات دخول صالون كوكب الشرق أم كلثوم الذى لا يمكن أن يدخل إليه أى شخص إلا بعد أن يقدم بطاقته وبعض المعلومات اللازمة عن الوظيفة وأرقام الهواتف وأسباب الزيارة، وينتظر بجوار البواب حتى يعود إإليه الخادم ليأذن له بالدخول أو ليقول له "الست مش موجودة".
وفى صالون الست ينتظر الزائر فى الصالون الجميل الذى يحوى مجموعة من التابلوهات الجميلة وبعض الأوانى الخزفية ومجموعة من الصور تمثل مراحل حياة كوكب الشرق الفنية، إضافة إلى بعض صور لشخصيات عالمية مهداة لأم كلثوم، كما يقدم الخادم للزائر الكثير من المشروبات حتى قدوم كوكب الشرق لاستقباله.
وكتبت المجلة أن مبادئ الديمقراطية تتجلى فى صالون فريد الأطرش، حيث أعطى لخادمه تعليمات بأن يفتح باب البيت لكل طارق، وأن ينحنى له ثلاث مرات قبل أن يدعوه بالتفضل لدخول الصالون.
وأشارت المجلة إلى أنه فى أحد الأيام ذهب وزير سابق إلى بيت فريد الأطرش للاتفاق معه على إحياء حفل زفاف ابنته، وجلس الوزير فى الصالون فى انتظار فريد، وبعد لحظات جاء شخص آخر قاده الخادم إلى الصالون ليجلس بجوار الوزير السابق الذى بدت عليه الدهشة من هيئة الضيف القادم، وأحضر الخادم القهوة وانحنى ليقدمها للوزير، ثم انحنى ليقدمها للضيف الثانى، وجاء فريد ليستقبل الضيفين بنفس الحرارة والحماس، حتى بعد أن عرف ان الضيف الثانى هو عربجى حنطور من المعجبين به، وجاء ليطلب صورة عليها إهداء من نجمه المفضل، وبالفعل قام الأطرش بنفسه ليحضر الصورة، وقدمها للضيف مبتسما كعادته، ليخرج عربجى الحنطور من منزل النجم مسرورا مجبور الخاطر.
وفى صالون فاتن حمامة تنتشر علب الشيكولاتة والحلوى على كل منضدة وتطلب من ضيوفها أن يخدموا أنفسهم بأنفسهم ويطلبوا ما يريدون بدون تكلف إذا كانوا من الأصدقاء والمعارف، أما إذا كانوا من الذين لا تربطهم بها صلة فإنها تستقبلهم فى حجرة مكتب زوجها وبحضور السكرتير الخاص وتقدم لهم القهوة فقط.
أما فى صالون شادية قبل زواجها من عماد حمدى فكان الضيوف لا يستطيعون الدخول إلا بعد الحصول على إذن من "بابا" والد شادية الذى يحرص على ان يستقبل بنفسه ضيوفها سواء من الأصدقاء أو المعارف أو المعجبين، وتتولى شادية ضيافتهم بنفسها، فيصيح والدها "هاتى قهوة ياشادية..هاتى علبة السجاير بتاعتى".