"بعد دقة الساعة الـ12 ليلا " ستدخل في وصلة من التحول التلقائي إلى كائن بهتان البشرة و"متنح" النظرات و"مظلم" التفكير، ويأخذك الخيال إلى ملكوت السوداوية المطلقة والاكتئاب التام دون حتى أي سبب مفهوم، وتغرق في بحر التساؤلات الوهمية التي تتخطى مرحلة "أنا عايش ليه" و"مستقبلي بيضيع"، لتبدأ في الدخول في "قوقعة" الاقتناع بأن "حياتك ملهاش لزمة" و"إنك مش فارق مع الكوكب" ووجودك لن يشكل أي فرقًا مع حديقة الحيوانات البشرية التي تحيا وسطها في مخيلتك كل يوم، فلو نقص السبعة مليان بني آدم "نفر" لن يحس أحد بشئ لأن ببساطة "محدش فاضيلك أصلًا، وتظل فكرة واحدة فقط تطاردك حتى بزوغ الفجر وقبل ظهور الشمس التي ربما تحرق وجهك "الزومبي"، "أنا عايز انتحر".
بدلًا من أن تصدع من حولك ببوستات الكآيبة والسواد المطلق والوجع والجرح وغيره من الابتذال، ترشح لك "عين" اسم مطربة من أشهر أيقونات الأندرجرواند، التي بمجرد أن تستمتع لأغنيتين فقط منها ستكتفي بإقناعك بالعدول عن فكرة "التعايش" مع آلامك وتجعلك تتوكل في مشوار الانتحار، أهلًا بك في ملكوت "الدماغ العالية" مريم صالح.
مريم صالح
في الحقيقة تكفي أغنية واحدة فقط تعد من أشهر أعمالها على الإطلاق والأقل انتشارًا في الحفلات لما تحويه من كآبة مطلقة، تقول في مطلعها "انساب وليه تنربط ياللي في ضهرك جناح"، التي ربما تجعلك تظن أنها تدعوك للتفاؤل و"رفرف" جناحات أحلامك وطير بعيد عن أوهامك "وكده يعني"، لكن سرعان ما أن تمر الثانية تلو الأخرى لتدخل فورًا في الكوبليه التالي "احزن عشان تنبسط موت علشان ترتاح"، التي تكملها بـ"ضربة تحت الحزام فورا بجملة "ده الموت يعيدك لأصلك بس إنت موتك معصلج".. "ياللي انت وشك غريب ياللي انت قلبك محاصرك".
مريم صالح اندر جراوند
أي بالترجمة العامية لمعاني الكلمات المتفائلة جدًا في فحواها توجه لك مريم رسالة مربوطة بـ"بوسة أخيرة" وتستحضر في مخيلتك جملة هزلية مستوحاة من "المزة" في فيلم أحمد زكي "النمر الأسود".. "مش هتقوم تنتحر بقى مهمد".
فيلم النمر الاسود
وربما تكون هذه الأغنية مباشرة جدًا في رسالتها الداعية لتخليص البشرية من أمثالك، متعهدي نشر النيجاتيف إنرجي في الأجواء، ولكي تدخل في حالة الاقتناع بأهداف "ليه ترتبط" السامية بالانتحار، ربما يجب أن تمهد نفسك أولًا للدخول في "قوقعة" الاكتئاب، وتتذكر كم أنت "وحيد" و"قد إيه انت سنجل" و"مش لاقي حتى معزة"، ويرفضك من حولك ولا أحد يهتم بك، لتجد في وحدتك ونسك الوحيد، فعليك السرحان مع حالة أغنية "وحدي"، بجمل ملخصة، "عندي طول الوقت رغبة في القعاد ع الأرض وحدي"، والتي تستحضر في خيالك مشهد "عبلة كامل" بتعبيراتها الكئيبة في مسلسل لن أعيش في جلباب أبي".