هذا ما وجدنا عليه أمهاتنا، وهذا ما ستجد فتيات اليوم أنفسهن عليه غدا، لنتأكد يوما بعد يوم أن "الدنيا ضيقة" وأن تراث الأم الشفهي محفوظ في قلوبنا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، تراث لا يحتاج لأوراق وكتب ومكتبات تحفظه من متغيرات الزمن، تراث نردده ونحفظه ونسأل أنفسنا في كل عام مع احتفالنا بعيد الأم: هل تعلمت الأمهات على يد معلمة واحدة؟!.
هذا التراث، الذي نتذكره اليوم، نهديه إلى فتيات اليوم، أمهات الغد، فتراث "ست الحبايب يا حبيبة" يتنوع بين ما هو مادي ومعنوى، يبقى شاهدا وأثرا خالدا لا يبلى، يؤكد على أن فطرة الأم لا تتغير مهما تغير الزمن، وتقدم العصر، وتغيرت الثقافات، فهكذا وجدنا أمهاتنا، نبع الحنان، الذى لا يجف.
واليوم، ونحن نحتفل بعيد الأم، نتذكر أبرز معالم هذا التراث، والذى ينقسم، كما ذكرنا، إلى شقين، معنوى، يتمثل فى جمل تحفظها الأمهات عن ظهر قلب، ومادى، يتنوع بين عادات، وهدايا، حفظناها نحن الأبناء، ودائما ما نأتى بها فى كل عام.
بطلة الرماية فى "الشبشب"
"ولما تنشن لازم تصيب".. وحدها الأم، لا تحتاج إلى تدريبات فى الرماية، لكى تصيب هدفها، وهو أنت، يكفيها فقط أن تجدها سلاحها "الشبشب"، وغالبا ما يكون "أبو وردة"، لتصيبك به، مهما حاولت الهرب منها، وإذا سألتها يوما: أين تعلمتى الرماية؟، فلن تجيبك، هى أيضا لا تعرف، لكنها لما بـ"تنشن بتصيب".
لو قمت جبتهولك
هى وحدها، التى لا تخطئ أو تنسى مكانا وضعت فيه شيئا، فلا شك أن هذه المقولة قيلت لك ذات يوم، بل ومرات حينما تسأل عن ملابسك التى لا تجدها، فتسمعها من غرفتها: "ولو قمت جبتهولك"، وتتذكر جيدا، أنها "لما قامت جبتهولك فعلا"؟.
أحسن منك هما أو هو فى إيه؟
لا تؤمن الأمهات بالمبررات، هى فقط تأمل وتسعى لأن ترى أبنائها على أفضل حال، ولهذا نجدها تواصل الليل بالنهار، على رعاية أبنائها، فى أيام الامتحانات مثلا، ولهذا فدائما ما كنا نسمع منها هذه المقولة "أحسن منك هو فى إيه؟".
"أنا معرفتش أربى" و"هسيب البيت وأمشى"
مقولات مثل هذه، ارتبطت فى أذهاننا بمواقف عديدة، أبرزها، تلك التى تتعلق بالزيارات والمناسبات، والتى يسبقها قائمة طويلة من الإرشادات، ينبغى عليك تنفيذها، سواء كنت فى حضرة الضيوف فى منزلك، أو ذهبت مع والديك فى زيارة عائلة، فلا تأكل إلا بإشارة من عينها، وحتى وإن كنت جائعا، فلا تأكل كثيرا، وإلا ظنك الناس "محروم من الأكل"، و"يا ويلك يا سواد ليلك" لو خالفت تعليماتها، فبعدما يصيبك "أبو وردة" تتلقى تهديداتها "أقسم بالله هسيب البيت وأمشى"، وفى الآخر "بتروح الأوضة التانية".
وإذا كنا قد ذكرنا التراث الشفهى لأمهاتنا، فلا بد من الإشارة إلى التراث المادى، والمتمثل فى عاداتها، مثل تجميع "البرطمانات" أو الأكياس البلاستيك، سواءً كانت عادية تستخدم فى المطبخ لتجميع القمامة، أو أكياس المحلات "الشيك"، والتى تستخدمها فى العديد من "المشاوير".
طقم الكوبايات
فى عيد الأم، منذ أن كنا صغارا، وربما حتى يومنا هذا، فإن طقم "الكوبايات" هو أشهر هدية يتم شراؤها للأم، أو حتى المعلمة فى مدرستك، بالإضافة إلى هدايا أخرى، مثل "الوردة كارت تهنئة"، أو "البرفانات" أو طقم "المعالق"، المهم "إنك تجيب طقم أى حاجة تنفع فى البيت".
ولا ننسى، ونحن نتذكر أطقم "الكوبايات"، السؤال الذى يحمل وعيدا وتهديدا: "مين اللى فتح النيش"؟. جمل ومقولات، خلدتها، ومواقف تكاد تكون متناقضة، فهى صاحبة مقولة "ادعى على ابنى واكره اللى يقول آمين"، وهى ذاتها، التى تنادى عليك "إنت يا زفت"، و"ابقى قابلنى لو فلحت".
ومن المواقف الطريفة أيضًا، حينما تتشاجر مع شقيقك أو شقيقتك فتقول لك: "بتضرب إخواتك الصغيرين أومال لما نموت هتعمل فيهم إيه"، أو "هتدوينا دار المسنيين إمتى؟"، ولا ننسى طبعا المقولة الأشهر "أنا هنزل أرمى كيس الزبالة بنفسى علشان أنا مخلفتش رجالة"، وكأننا نسمع صوت سى السيد "أنا مخلفتش رجالة يا أمينة".
أشهر مقولات الأمهات فى عيد الأم
تورتة بطلة الرماية فى عيد الأم
طقم كوبايات عيد الأم
عيد الأم