هل تعلم أنه فى أوائل القرن العشرين، قتل نمر وأكل أكثر من 400 شخص فى نيبال وشمال الهند قبل أن يصطاده الصياد جيم كوربت فى عام 1907، والغريب بالفعل أنه قبل هذه الحادثة لم يلتهم النمور البشر بهذا الشكل المرعب، وخاصة أن نمرا واحدا تسبب فى هذه الكارثة، وهو ما جعل دانى هاكلبريدج يسعى إلى توضيح كيف أصبح هذا النمر الذى يشبه القطة الكبيرة آكلا للحوم البشر.
ووفقا لما ذكره موقع "sciencenews" العلمى، لم تُولد هذه القطة الكبيرة وهى لديها أى تذوق للحم البشر، ولكن فى بداية حياة النمر كان قد واجه صيادا غير ناجح، فلم يتمكن من اصطياده، ولكن أضر بشدة بفم النمر، وتسبب فى فقد اثنين من أسنانه.
ومع هذا العائق، اضطر نمر إلى التحول من فرائسه الحيوانية والتغذى عليها إلى فريسة يسهل صيدها، وهى البشر كوسيلة للبقاء على قيد الحياة.
وهذا السيناريو شائع إلى حد ما بين النمور التى تتناول الإنسان، فيؤكد هاكلبريدج، أنت نحن البشر عادة لا نكون من الوجبات له حتى تم إجبار النمر على تحويلنا إلى وجبة عشائه.
ولكن لكى نفهم كيف تمكن النمر من قتل هذا العدد المثير للجدل من القتلى "436" حالة وفاة على مدى حوالى سبع سنوات، يجب أن نعلم أن هذا الوقت أصبحت المناظر الطبيعية فى نيبال والهند أقل تقبلاً للحياة البرية، فعندما استعمر البريطانيون شبه القارة الهندية فى القرن التاسع عشر، تم تدمير أراضى النمر الرئيسية لإفساح المجال أمام الناس والزراعة.
وأجبر فقدان الموائل العديد من النمور على التنافس على الأرض والفريسة، وكان نمر "Champawat" مع عيوبه الجسدية، غير قادر على العيش دون اللجوء إلى البشر.
وبحلول الوقت الذى كان فيه النمر يتسلل عبر ويخطف النساء والأطفال فكانوا معظم ضحاياه، كان البريطانيون يحظرون على الشعب الهندى منذ فترة طويلة امتلاك أى نوع من الأسلحة، لذلك لم يواجهوا النمر لزمن حتى قام بكل هذه العمليات، وتحول لآكل لحوم بشر يطاردهم.
ولم يتمكن كوربت فقط من قتل هذا النمر، ولكن أيضا واجههم فى مختلف القرى وقتل أكثر من 30 من هذه النمور المزعجة والمضطربة.
ويوجد اليوم أقل من 4000 نمور برية فى العالم، ولا يزال مستقبلهم غير مؤكد، ولكن الحركات البيئية كلها تحاول توفير حياة لهم وحماية عدد كبير منهم فى الحدائق الخاصة بالحيوانات والمحميات الطبيعية.