تحل اليوم ذكرى وفاة المطرب والفنان الراحل عبد الحليم حافظ لتكمل ذكراه 42 عاما عندما توفى فى مستشفى كينجز كوليدج بلندن عام 1977 إثر تليف بالكبد نتيجة مضاعفات مرض البلهارسيا، وإحياء لذكرى وفاته ومشواره الفنى القدير، نرصد لكم أهم المحطات الفنية بحياته والتى كانت آخر أغانيه وهى أغنية "قارئة الفنجان" تأليف الشاعر اللبنانى نزار قبانى وتلحين محمد الموجى التى كان يفسرها البعض على أنها أغنية تمثل واقع مشوار حياته نظرا لتشابه بعض كلمات الأغنية مع بعض الأحداث فى حياة عبد الحليم حافظ والذى توفى المطرب المذكور بعدها بفترة وجيزة.
ترجع أحداث ذكرى أغنية "قارئة الفنجان" إلى أنه بعد أن انتهى عبد الحليم حافظ من قراءة قصيدة للشاعر نزار قبانى فى أحد دواوينه الشعرية بعنوان قارئة الفنجان وعلى الفور أعجب بها المطرب المذكور واتصل بشاعر القصيدة لكى يقول له إنه سيغنيها لأنه تاثر بكلماتها وأخبره أنه معترض على بعض الكلمات بالقصيدة وطالبه بالموافقة على تعديل الكلمات التى لا تعجبه لانها لا تناسب الجمهور ولا يجب أن يقول هذه الألفاظ بمطرب له مكانة مثل مكانته، فوافق الشاعر نزار قبانى على الفور وسمح لعبد الحليم حافظ بغنائها مثلما يريد.
أما عن ألحان القصيدة فقد لحنها الملحن محمد الموجى فى مدة استغرقت سنتين على حسب ما قال فى حوار سابق له مع مجلة الفن آنذاك لأن إيقاع القصيدة ليس سهل على الإطلاق وكل مقطع له اكثر من لحن، مثل "بحياتك يا ولدى امرأة" و"ستفتش عنها ياولدى" وهذا أمر نادر الحدوث بالنسبة للأغانى العربية وقتها.
أما عن كلمات أغنية قارئة الفنجان:
جلسَت والخوف بعينيها تتأمل فنجانى المقلوب، قالت يا ولدى لا تحزن فالحب عليك هو المكتوب
يا ولدى قد مات شهيداً من مات فداءاً للمحبوب
بصّرت ونجّمت كثيراً، لكنى لم أقرأ أبداً فنجاناً يشبه فنجانك
بصّرت ونجّمت كثيراً، لكنى لم أعرف أبداً أحزاناً تشبه أحزانك
مقدورك أن تمضى أبداً فى بحر الحب بغير قلوع، وتكون حياتك طول العمر كتاب دموع
مقدورك أن تبقى مسجوناً بين الماء وبين النار، فبرغم جميع حرائقه، وبرغم جميع سوابقه
وبرغم الحزن الساكن فينا ليل نهار
وبرغم الريح وبرغم الجو الماطر والإعصار
الحب سيبقى يا ولدى أحلى الأقدار
بحياتك يا ولدى امرأةٌ عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود، ضحكتها أنغام وورود
والشعر الغجرى المجنون يسافر فى كل الدنيا
قد تغدو امرأة يا ولدى يهواها القلب هى الدنيا
لكن سماءك ممطرة وطريقك مسدودٌ مسدود
فحبيبة قلبك يا ولدى نائمة فى قصرٍ مرصود
من يدخل حجرتها، من يطلب يدها
من يدنو من سور حديقتها، من حاول فكّ ضفائرها
يا ولدى مفقودٌ مفقود
ستفتِّش عنها يا ولدى فى كل مكان
وستَسأل عنها موج البحر وتسأل فيروز الشطآن
وتجوب بحاراً وبحاراً، وتفيض دموعك أنهاراً
وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجاراً أشجارا
وسترجع يوماً يا ولدى مهزوماً مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان
فحبيبةُ قلبك ليس لها أرض أو وطن أو عنوان
ما أصعب أن تهوى امرأةً يا ولدى ليس لها عنوان.
ولكن تلك القصيدة لم تحظ بالقبول المطلوب لدى الجماهير فعندما غناها المطرب المذكور لأول مرة قابله الجمهور بالمضايقات والشتائم والتهليل الوقح !، لا ندرى فربما تلك القصيدة توجهت إلى فئة من الجمهور لا يفهموها ؟ فإذا قمنا بالتركيز على كلمات هذه القصيدة سنجد أن بعض هذه الكلمات قد عاشها بالفعل المطرب الراحل عبد الحليم حافظ من خلال لحظات حياته الحزينة والمواقف المؤسفة حتى يصل إلى الشهرة والمجد، حتى تطابق نفس الكلمات مع حياته التى عاشها عندما أحب بعض الفتيات مثل جى جى التى توفيت بمرض السرطان ومنيرة وغيرهم، لذلك اعتبر البعض أن قارئة الفنجان هى حياة عبد الحليم حافظ !.