بقامة قصيرة وبشرة سمراء وملامح ريفية هادئة طل علينا ابن قرية "الحلوات" عبر أثير "الإذاعة المصرية" ليغنى "يا حلو يا أسمر"، غنوة لم يتأثر بها الناس فى حينها، وصوت لم يألفه الجمهور، لكنه ربما النهايات لم تشبه البدايات، فعندما رحل فى 30 مارس عام 1977، كانت الجماهير، تودعه وتردد فى صوت واحد أغانيه تودعه بـ"وداع يا دنيا الهنا"، وتتذكره بـ"ليالى عشناها أبدا مش هنساها".
بالتأكيد عرفت أن الكلمات السابقة هى للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ "حليم" الذى يأتى يوم رحيله الثانى والأربعون، وهو لا يزال على القمة، لم يتركها أبدا، محافظا على رصيده وحبه فى قلوب الجماهير، حتى من لم يعاصره لكنه تأثر بأغانيه، الجميع أحب العندليب، ليس لأنه الصوت الأجمل أو الأقوى، لكنه ربما لأنه الأصدق فى التعبير عن المشاعر والأحاسيس لأجيال وأجيال، وربما سيظل كذلك لأجيال أخرى قادمة.
على قد الشوق الذى ينادى محبى العندليب، بأيامه الحلوة، وكأنهم يرددون "إحنا كنا فين"، يظل عبد الحليم حافظ "حكاية شعب"، حفرت اسمها بحروف من نور مع فجر يوليو، ليكون واحد من أيقونات الغناء فى تاريخ الفن المصرى.
ولأنه كان "معبود الجماهير" والنجم الذى سطع فى سماء الفن "فوق فى العلالى"، كانت المجلات الفنية تحتفى به، حتى بعد الرحيل لم يخفت نجمه وظل حديث كبرى المجلات الفنية.