لو رايح طوكيو 2020.. اليابان تستعد لاستضافة المسلمين فى الأولمبياد بقائمة "مطاعم حلال"

تولى اليابان اهتمامًا خاصًا لاستعدادات استضافة دورة ألعاب أولمبياد طوكيو 2020، حيث تحاول الدولة الآسيوية عدم تفويت كبيرة أو صغيرة حتى توفر كل احتياجات ضيوفها من جميع أنحاء العالم بمختلف ثقافاتهم ودياناتهم، إضافة إلى تلقى إعجابهم بسبب دقة وروعة التنظيم.

 

اليابان، راعت فى تنظيماتها الحالية بعض الملامح المرتبطة مع اختلاف الأديان، خاصة ما يتعلق بالديانة الإسلامية، حيث أصبحت محلات تأجير الكيمونو - الزى التقليدى للنساء فى اليابان - تقدم فى "كيوتو ونارا"، حجاب الرأس المصنوع خصيصًا مع لمسة يابانية ليتلائم مع تصميم الكيمونو، بينما فى السابق لم يكن أمام النساء اللائى يرتدين الحجاب مع الكيمونو أى خيار سوى الاستمرار فى ارتداء الحجاب الخاص بهن، أما الآن يمكنهن ارتداء حجاب مناسب من حيث التصميم للكيمونو.

 

ليس هذا الأمر الوحيد الذى اهتمت به اليابان، ولكن فى ظل حرص الزوار المسلمون من أماكن مثل ماليزيا وإندونيسيا، على تجربة الطعام اليابانى التقليدى مع الحفاظ فى الوقت ذاته على متطلبات النظام الغذائى الإسلامى، بدأ عدد متزايد من المطاعم اليابانية فى استيعاب هذه الاحتياجات ومحاولة إرضاء الزوار المسلمين وتقديم أطعمة تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية.

تحدى الطعام فى اليابان

ومع اقتراب موعد انطلاق أولمبياد طوكيو العام القادم فى 2020، تستعد اليابان -فى كل من القطاعين العام والخاص- للترحيب بموجة جديدة من الزوار الأجانب القادمين من الخارج، وقبل كل شىء آخر، هناك حملة للتأكيد لهؤلاء الضيوف الأجانب أن اليابان بلد آمن وممتع، فمن أكثر من 2.8 مليون سائح أجنبى زاروا اليابان فى يوليو عام 2018، تقول منظمة السياحة الوطنية اليابانية، إن أكثر من 2.4 مليون – وهى أغلبية كبيرة – كانوا من دول ومناطق مجاورة فى آسيا، بما فى ذلك ماليزيا، حيث الإسلام هو الدين الرسمى، وإندونيسيا التى لديها أكبر عدد من السكان المسلمين فى العالم، وهذا يزيد الوعى فى اليابان بالحاجة إلى خلق بيئة صديقة للمسلمين تضمن تجربة ممتعة لهؤلاء الزوار الكرام لليابان، خاصة أن الوجبات هى أكثر ما يعتبر مصدر قلق للمسلمين بسبب متطلباتهم الدينية فى الطعام، وتوفر المنتجات والأطعمة الحلال التى تتوافق مع الشريعة الإسلامية.

 

تعد شهادات الحلال التى يتم تقديمها فى المطاعم والقوائم ومواقع المطاعم إحدى الطرق التى تضمن للزوار المسلمين إمكانية تناول الطعام بأمان فى هذه الأماكن دون الشعور بأى قلق، ولكن فى حين أن هناك ما يصل إلى 20 مؤسسة مصرح لها بتقديم شهادات الحلال داخل اليابان، فإن الشهادة ليست معروفة، لدرجة أنها تصنع الأخبار عندما يتم منح شهادات الحلال لأماكن مثل فوجيتا كانكو أوريجامى وهو مطعم يابانى له شعبية فى طوكيو بحى أساكوسا الشهير، أو سوجين الذى يوفر الإقامة والمأكولات النباتية.

 

كما تشهد اليابان نموًا فى المطاعم التى قد لا تكون معتمدة حلالًا، ولكن يمكن تصنيفها على أنها صديقة للمسلمين، فمثلا هناك مطعمKobe Misono  الذى يختص بتقديم اللحوم، فهو لم يحصل على شهادة الحلال الرسمية، لكنه يقدم لحوم كوبى الحلال التى يتم تخزينها بشكل منفصل عن اللحوم الأخرى، والتى يتم إعدادها بأوانٍ للطبخ خاصة اللحوم الحلال، ويتم تقديمها على أطباق حلال، كما لديه موظفون خضعوا لبرنامج تدريب جمعية الحلال اليابانية لإعداد أطعمة مقبولة إسلاميًا.

دليل المطاعم الحلال فى اليابان

وفى هذا الإطار، نشر مكتب طوكيو للمؤتمرات والزوار، دليل المسافرين المسلمين فى طوكيو 2018 – 2019، الذى يضم 93 مطعمًا معتمدًا حلالًا ومطاعم صديقة للمسلمين فى المدينة، وهو متوفر على الإنترنت، وهو مصدر قيّم للسياح المسلمين الباحثين عن أماكن جيدة لتناول الطعام، كما يقوم مركز نيهونباشى للمعلومات - الواقع بجوار الجسر الشهير فى تشوؤ، طوكيو - بطباعة قائمة توفر معلومات حول الوصول إلى المطاعم الصالحة للمسلمين فى مناطق Nihonbashi و Hakozaki و Koamichō وHatchōbori و Kanda المجاورة، بما فى ذلك الأماكن التى تقدم المأكولات الماليزية والعربية والهندية.

 

ويقدم مركز المعلومات السياحية فى أساكوسا - الواقع على ناصية الشارع المقابل لبوابة كاميناريمون الشهيرة الخاصة بمعبد معبد سينسوجى فى حى تايتو بطوكيو، وهو أحد الأماكن التى يزرها غالبية السياح الأجانب الذين يأتون لليابان – خريطة طوكيو للمسلمين والمعلومات والمساعدة للسياح المسلمين، كما توفر الخريطة دليلاً سهلاً للاستخدام مع صور للمطاعم الـ21 المعتمدة كمطاعم حلال فى منطقتى أساكوسا وأوينو.

 

مطعم ناريتايا فى أساكوسا، وهو مطعم رامن شعبى يقع فى شارع Nishi Sandō للتسوق فى أساكوسا ولديه شهادة حلال معتمدة، ولا يستخدم أى مكونات تعتمد على الكحول أو لحم الخنزير أو شوربة الخنزير فى قائمة الطعام التى يقدمها.

 

الجديد هنا أنه فى الطابق الثانى من Naritaya Asakusa يوجد مكان للصلاة ومكان للوضوء، وفى السقف يوجد سهم القبلة الذى يشير إلى اتجاه مكة، وهذا النوع من الخدمات والاهتمام بالمتطلبات الإسلامية ليس مفاجئًا، حيث أن مطعم ناريتايا أساكوسا نشأ أساسًا فى جوهور باهرو فى ماليزيا، بينما انتقل إلى اليابان فى وقت لاحق، الأمر الذى يعطيه ميزة طبيعية عندما يتعلق الأمر بتلبية احتياجات العملاء المسلمين، ويمتلك Naritaya أيضًا فروع فى حى جيون فى كيوتو وحى مينامى فى أوساكا.

 

إضافة إلى هذا، فإن السوشى هو على الأرجح الطعام اليابانى الأكثر شعبية بين الزائرين من جنوب شرق آسيا، والعديد منهم يذهبون لمطاعم سوشى الدوار وينشرون فورًا صورًا لتجربة طعامهم على وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة، وعادة ما يختار الزوار من ماليزيا وإندونيسيا سوشى سمك السلمون وبيض السلمون، وبعض من أكثر العناصر المألوفة التى تقدم فى مطاعم السوشى فى بلادهم، ومن ناحية أخرى، من المرجح أن يأكل الزوار من سنغافورة وتايلاند والفلبين المجموعة الكاملة من السوشى المقدمة، مما يعطى لمحة مثيرة للاهتمام عن الثقافات والأديان المتنوعة التى يمكن العثور عليها فى جنوب شرق آسيا.

 

ويأتى هذا فيما تتوقع الحكومة اليابانية ما يصل إلى 1.4 مليون زائر مسلم فى عام 2020، وستحتاج البلاد إلى رفع مستوى ضيافتها الغذائية فى أثناء استضافتها ألعاب طوكيو الأولمبية، حيث يجب على المطاعم المعتمدة الحلال أن تحتفظ بالمكونات والأطباق وأدوات الطبخ المخصصة للاستهلاك الإسلامى منفصلة تمامًا عن تلك الخاصة بالضيوف الآخرين، إضافة إلى محاولة المطاعم الحلال والمطاعم الصديقة للمسلمين بذل قصارى جهدها للالتزام بمعايير الشريعة الإسلامية، بما فى ذلك جلوس العملاء المسلمين بعيدًا عن الزبائن الذين يشربون المشروبات الكحولية، ويأتى هذا فى إطار جهود اليابان لاستيعاب الزوار المسلمين والتأكد من أنهم سيستمتعون بوقتهم فى البلاد دون قلق أو إحساس بعدم الراحة، وذلك حسب ما نشر فى تقرير لموقع "اليابان بالعربى".