"أصابك عشق أم رميت بأسهم، وماهذه إلا سجية مغرم".. مثلت هذه الكلمات "أيقونة المحن الملتزم"، عبر منصات السوشيال ميديا منذ إطلاقها بصوت المطرب السعودى عبد الرحمن محمد، والذى أطل أخيرًا على جمهوره المصرى بأولى حفلاته بالقاهرة بعد مطالبات جماهيرة لأكثر من سنتين على استضافته بحفلة غنائية بأم الدنيا، ليكون من الطبيعى أن تكون هذه الأغنية هى "الهيت" فى الحفلة الأولى له، وبالفعل كانت، ولكن لم تكن الحفلة نفسها كما هو متوقع منها، لتترامى فى الأفق تعليقات فى منتهى السلبية من الحضور الذى كان للأسف متشوقًا لرؤيته، ليتحول الأمر من "شوق" إلى "ملل"، تستعرض لك "عين" أبرز 4 مشاهد حملتها حفلته بالساقية، جعلتها تتحول من منتظرة ومتوقع "تكسر الدنيا" إلى "حفلة عادية جدًا وسيئة".
البداية، "الدخلة" نفسها لم تكن كما هو المفترض، فبعيدًا عن التأخر المعتاد فى بدء الحفلة، كان من المتوقع والمتعارف عليه أصلا أن يدخل الضيف ليحيى الجمهور فى أول زياراته لمصر، لكنه دخل بكل استحياء وبهدوء وجلس على كرسى البيانو وبدأ فى الدندنة والعزف فورًا معلنًا بداية الحفلة، دون حتى أن يرمى بأى رمشة على الحضور، أو يشير بتحية شكر أو حتى يقول "ازيكو يا مصريين"، أو "يقف ولو لأربع ثوانى فى مقدمة المسرح ليستقبل تحية الجمهور قبل أن ينطلق فى رحلة الغناء، لتحل الصدمة الأولى على وجوه الحضور ممن استغربو ذلك "الدخول المفاجئ" إن جاز وصفه بذلك.
بوستر الحفل
الأداء الغنائى نفسه كان "رتيبًا" أى خاليًا من أى علامات "الكاريزما"، فكانت "الريأكشنات فلات" وتعابير الغناء تم محو الابتسامات منها، وأغلب الحفل ظل جالسًا دون حراك، وإن تحرك يظل واقفًا بعزف العود مثلا أو التعمق فى الأغنية، دون أن يتفاعل مع الحضور، أو يشاركهم الغناء أو التحية من حين لآخر، وجاء الغناء نفسه هادئًا جدًا وبطيئًا فى "الريتم"، وظل الإيقاع نفسه "واقع كل شوية"، مما جعل رياح الملل تهب بقوة داخل أرجاء قاعة الحفل، وحتى عندما تذكر وقام بإلقاء التحية على الجمهور قام قراءة التحية من ورقة "فلوسكاب"، كأنه يلقى خطابًا، وكى لا نكون ظالمين بشدة فى حقه، ربما يكون إيقاع الحفلة قد تحسن فى النص الأخير منها أى "آخر ربع ساعة مثلًا" عندما تمكن أخيرًا من التفاعل مع الحاضرين بالغناء.
عبد الرحمن
ومما زاد الطين بلة، وجعل علامات الخجل تترسم على محياه وملامح الغضب تترسم على وجوه الحضور حصول مشاكل مأساوية فى "الساوند سيستم"، جعلت صوت عبد الرحمن نفسه غير واضح، فى حين كانت المزيكا أعلى بكثير من صوته، مما طغى على الحالة العامة والرومانسية فى أغلب الأغاني، وجعلت الأداء نفسه يهبط بشكل أكبر، ولعل اللقطة الأبرز فى الحفل هى ردة فعل الجمهور نفسه ليتفاجأ بصيحات استهجان ضربت المكان، اكتملت بصراخ أحد الحاضرين "علّى صوتك مش سامعين حاجة"، والتعليقات الساخرة بصوت خافت مثل "انت بتقول إيه".. "مش فاهمين بيغنى إيه" وهكذا.
من الحفل
وعلى رأى المقولة الشهيرة "ختامها مسك"، فلم يكن ختام الحفلة فيه أى "ريحة مسك" رغم تقديمه أشهر أغنياته على الإطلاق وأكثرها طلبًا منذ بداية الحفلة "أصابك عشق"، والتى صوحبت بصيحات إعجاب من الحضور ممن تفاعلوا معه وقاموا بمشاركته بعض "كوبليهات" الأغنية، لكنه ختمها أيضًا بشكل مفاجئ، وقام بالدخول فى "كالوس" المسرح واختفى من أمام الجمهور معلنًا نهاية الحفلة دون حتى أن يرمى التحية، ليستمر الوضع لدقائق أدت لخروج معظم الحاضرين من القاعة، ليتفاجأوا بصوته من الخلف مناديًا بشكل خفيف "إيه ده انتو لسه مامشيتوش؟ طيب يللا نغنى تانى"، ليقوم بإعادة تقديم الأغنية مرة أخرى.
داخل الحفل